واشنطن تعلن مقتل بن لادن وتؤكد أن الجثة بحوزتها

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 02, 2011, 07:53:09 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

واشنطن تعلن مقتل بن لادن وتؤكد أن الجثة بحوزتها



02-05-2011 | (صوت العراق) -
السومرية نيوز/ بيروت
أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قتل في عملية أمنية نفذتها قوات بلاده الخاصة في باكستان، مؤكداً أن الجثة بحوزة السلطات الأميركية.

وقال باراك أوباما، في كلمة متلفزة بثت ليلة أمس، أنه "أمر القوات الخاصة الأميركية في باكستان بتنفيذ مهمة عسكرية ضد مجمع سكني في بلدة ابوت آباد خارج العاصمة إسلام آباد، مما أسفر عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن".

وأكد الرئيس الأميركي أن "العملية شهدت تبادلاً لإطلاق النار من دون أن يسفر عن سقوط خسائر في صفوف المدنيين"، من دون أن يذكر عدد القتلى والجرحى من الجانبين الذين سقطوا خلال العملية.

وأشار أوباما أنه "كان يعلم منذ آب الماضي بمكان وجود بن لادن في باكستان"، معتبراً أن "العدل قد تحقق هذه الليلة".

وذكرت مصادر في البيت الأبيض أن بن لادن قتل بواسطة طلقات نارية، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين بينهم امرأة ويعتقد أيضاً أن أحدهم هو نجل بن لادن، فيما أصيبت امرأة أخرى بالهجوم.

وأضافت المصادر أن بن لادن كان يختبئ في قصر بحي بلال في بلدة ابوت آباد التي تبعد 80 كم عن العاصمة الباكستانية، وشاركت في العملية التي استغرقت 40 دقيقة أربع طائرات هليكوبتر انطلقت من قاعدة جوية باكستانية شمال البلاد، فيما تحطمت إحداها من دون سقوط خسائر، مؤكداً أن الإدارة الأميركية لم تعلم السلطات الباكستانية بشأن العملية أو أي تفاصيل متعلقة بها بسبب حساسية التطورات، كما أن عدداً محدود جداً من المسؤولين الأميركيين كانوا على علم مسبق بها.

وذكرت وسائل اعلام" أن "المسؤولين الأميركيين تأكدوا من موت بن لادن عن طريق فحص الحامض النووي".

ووصف الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، الذي وقعت خلال عهده هجمات 11 أيلول 2001، في رسالة وجهها إلى خلفه أوباما مقتل بن لادن بأنه "إنجاز تاريخي"، لافتاً إلى أن "الحرب على الإرهاب ستتواصل، ولكن أميركا وجهت هذه الليلة رسالة لا لبس فيها مفادها أن العدالة ستتحقق مهما طال الزمن."

من جهته، اعتبر الرئيس الأسبق بيل كلينتون أن "هذه لحظة ذات أهمية خاصة ليس فقط بالنسبة لأسر ضحايا الحادي عشر من أيلول والهجمات الأخرى التي نفذها تنظيم القاعدة، ولكن لجميع شعوب العالم التي تريد بناء مستقبل مشترك يسوده السلام والحرية والتعاون".

ووضعت حكومة واشنطن وضعت سفاراتها في عدد كبير من البلدان في حالة إنذار قصوى، محذرة رعاياها من احتمال قيام تنظيم القاعدة بعمليات انتقامية، ومنها العراق حيث ينشط التنظيم بشكل كبير بعد العام 2003 وينفذ عمليات أمنية كبرى تستهدف المدنيين والقةات الأمنية العراقية والأميركية على حد سواء.

يذكر أن الولايات المتحدة تطارد بن لادن منذ هجمات أيلول من العام 2001، وكان يعتقد أنه كان يختبئ في منطقة الحدود الباكستانية الأفغانية الوعرة، فيما سيشكل مقتله إنجازاً كبيراً للرئيس الأميركي باراك أوباما وإدارته، فقد حقق في عهده هدف سلفه جورج بوش، كما ستثير القضية أسئلة كبرى حول مستقبل تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى تأثيراتها على الأمن الأميركي والسياسة الخارجية بعد مرور عشر سنوات على إعلان "الحرب على الإرهاب"، إلى جانب تداعياتها على نشاطات التنظيم في عدد من البلاد، خصوصاً أفغانستان وباكستان والعراق.

واتهم أسامة بن لادن بالوقوف وراء العديد من العمليات المسلحة في العالم من الهجمات على سفارتين أميركيتين في شرق أفريقيا خلال العام 1998، وجزيرة بالي في أندونيسيا وعاصمتها جاكرتا، وهجمات انتحارية دموية في الدار البيضاء والرياض واسطنبول، والهجمات الأشهر على نيويورك وواشنطن في 11 أيلول 2001.

وبعد 11 أيلول، يعتقد أن قادة تنظيم القاعدة أعادوا تجميع أنفسهم في المناطق القبلية في باكستان، وظلت أماكن تواجدهم وفي مقدمتهم بن لادن، عصية على الاكتشاف وفشلت كافة محاولات قوات التحالف في أفغانستان ومحاولات القوات الباكستانية في الجانب الباكستاني من الحدود في النيل من زعيم تنظيم القاعدة.

وولد أسامة بن لادن في السعودية عام 1957 لأب يمني ثري وأم سورية، وقضى طفولة مريحة جداً.

وكانت لأسامة توجهات دينية، مثل أبيه الذي جمع ثروته من أعمال مقاولات البناء وكانت علاقته وثيقة بأسرة آل سعود الحاكمة في البلاد، وانتمى إلى تنظيم الإخوان المسلمين لدى التحاقه بالجامعة.

وحين احتل السوفييت أفغانستان عام 1979، ذهب أسامة بن لادن إلى باكستان حيث التقي بقادة المتمردين الأفغان الذي يقاومون الاحتلال السوفيتي، وبعد ذلك عاد إلى السعودية ليعمل على جمع المال والمؤن لدعم المقاومة الأفغانية، ولكونه سعودي ثري فقد برز هناك وأصبح له أتباع.

وأقام بن لادن بيت ضيافة في بيشاور كنقطة تجمع المقاتلين العرب، ومع زيادة أعدادهم أقام لهم معسكرات داخل في أفغانستان أطلق عليها اسم القاعدة.

وبعد الانسحاب السوفيتي توقع "الافغان العرب"، كما أصبح اتباع بن لادن يعرفون، أن يلقوا ترحيباً حاراً في أوطانهم، إلا أن بن لادن سرعان ما شعر بالغبن لعدم تقدير انجازاته، واستشاط غضباً بعدما رفضت السعودية عرضه بتقديم جيش من المجاهدين للدفاع عن المملكة بعد الغزو العراقي للكويت خلال العام 1990، واستقدمت السعودية بدلاً من ذلك نصف مليون من القوات الأميركية الى الأراضي السعودية وهو ما اعتبره بن لادن خيانة تاريخية.

واصبح اسامة بن لادن معارضاً للنظام السعودي وبدأ في توجيه جهوده ضد الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط.

وفي عام 1991 طرد من السعودية بسبب نشاطاته المعارضة للحكومة، وأمضى السنوات الخمس التالية في السودان حيث استغل أمواله في دعم عدد من مشاريع البنى التحتية للحكومة الإسلامية في الخرطوم.

وفشلت محاولات المصالحة بينه وبين الحكومة السعودية، فقامت الأخيرة بتجميد حساباته المصرفية وسحبت منه جنسيته السعودية، فيما مارست الولايات المتحدة ضغوطاً على السودان كي يطرده، مما أدى إلى عودته إلى افغانستان ولكنه أصبح أكثر راديكالية.

وفي منتصف التسعينات دعا الى حرب عالمية على الأميركيين واليهود، وخلال العام 1998 أصدر فتواه الشهيرة التي قاربت إعلان الحرب على الولايات المتحدة، وبعدها بأشهر تعرضت السفاراتين الأميركتين في كينيا وتنزانيا لهجمات بالقنابل، ولم يعترف بن لادن بمسؤوليته عن الهجمات إطلاقاً إلا أن عدداً ممن اعتقلوا بتهم المشاركة في التفجيرات اعترفوا أنه من دعمهم.

وبعد هجمات 2001 في الولايات المتحدة، أصدر أسامة بن لادن عدداً من البيانات المسجلة لتتوقف بعدها بياناته المسجلة بالفيديو، ربما لاعتبارات أمنية أو لتدهور صحته، حتى أن البيانات الصوتية تراجعت بشدة خلال السنوات الأخيرة.