الحوار الصحفي الشامل مع السيد مثال الالوسي / القسم الثالث والاخير

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 22, 2013, 11:05:04 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الحوار الصحفي الشامل مع السيد مثال الالوسي
القسم الثالث والاخير






حـــوار : مال اللـــه فــرج
malalah_faraj@yahoo.com




مثـــال الالوســـــي :

العراق كان مسيحيا و المسيحيون هم من اصل العراق وهم قبلي انا العربي وقبل اجدادي
...................................
الرئيس مسعود البارزاني رجل قيم وأخلاق ونجاح الاقليم يمنحنا الامل بالعراق
...................................
الفاشية الدينية   تلغي الانسان وحقوقه  و تلغي التاريخ   وتزور كل شيئ
..................................


في هذا القسم الثالث والاخير من حوارنا الساخن الشامل مع الامين العام لحزب الامة العراقية السيد مثال الالوسي توقفنا امام معضلات مركبة وتحديات خطيرة تواجه العراق وشعبه وفي مقدمتها عمليات التهجير التي يتعرض لها احفاد رواد بناة اولى الحضارات واقدمها 'المسيحيون الذين ما زالت ابداعاتهم تضيئ صفحات التاريخ ' والفساد ' والتجربة الرائدة في اقليم كردستان وغيرها الكثير ' وهو بصراحته المعهودة رسم الاجابات التي رأها مناسبة على جميع علامات الاستفهام ' متطرقا في الوقت نفسه الى واحدة من اخطر المحطات المثيرة للجدل في مسيرته السياسية.
مال اللــه فــرج
           


-   كيف تنظر لعملية تهجيـــــــر   
-   المسيحيين سواء في الشرق
-    الاوسط ام في العــــــــراق؟
-   
-   هذه هي خطورة الفاشية الدينية ' وانا تحدثت عن الفاشية الدينية منذ قرابة التسع سنوات وقد اعترض الكثير من زملائي في العملية السياسية على هذه التسمية مع ان الفاشية الدينية موجودة وهذه ألياتها ' تلغي حقوق الانسان .. تلغي الانسان .. تلغي التاريخ , تزور كل شيئ ' المكون المسيحي ' وانا مستغرب من كلمة المكون ' لان العراق كان مسيحيا ' المسيحيون هم من اصل العراق قبلي انا العربي الذي جئت الى العراق واجدادي ' المسيحيون تأريخيا هم موجودون قبل ظهور الدين الاسلامي الحنيف وقبل العروبة في العراق ' لكن الفاشية الدينية تعترض حتى على المسلمين ' السني يعترض على الشيعي ' والشيعي يعترض على الشيعي ' ومقلد هذا يعترض على مقلد ذاك ' فالمصالح اصبحت اكبر من القيم ' سابقا كانوا يتصارعون عقائديا وفكريا وسياسيا والان اصبحوا يتصارعون ماليا.
-   
-   الا ترى بأنه حيث تتقدم المصالـح
-   تتراجع القيم والعكس صحيــــــح؟
-   
-   نعم .. هذا بالضبط ' وبالتالي ويؤسفني ان اقول هذا ' المسيحي اصبح اداة ودليل على خطورة الفاشية الدينية والاحزاب التي تدعم هذا التوجه في العراق وغير العراق ' لكنني ادعو اهلي المسيحيين الى الثبات والصمود ونحن نعرف ان هذه الكلمات عمومية قد لا تشبع ولا تفيد ولكن واقع الحال لا يمكن ان نترك العراق للفاشيين ان يحكموه  وان يزوروا التاريخ كما يشــاؤون.
-   
-   هل ترى وجود ســـتراتيجية فعليـة
-   لافراغ المنطقة من اعـرق واقـــدم
-   سكانها الاصليين وهم المسيحيون؟
-   
-   اكيد ' طبعا ' هنالك ستراتيجية واضحة في هذا المجال ' استهلاك الشعوب داخليا وتزوير التاريخ والحقائق ' لنفترض ان هنالك شخصا متخلفا  في ردائه وفي مفرداته وفي طريقة جلوسه وفي طبيعة طعامه او متخلف على الاقل عن المستوى الحضاري ويقوم بالتاثير مثلا على كتلة كبيرة في مجلس النواب ' يفصل ويهدد ويمنح ويعطي ويؤشر كيف يمكن ان يكون هنالك دولة فيها حقوق مواطنة وقانون ومدعي عام وثقافة وانسان ؟ ففي الطرفين السني والشيعي موجودة مثل هذه النماذج رغم قلتها والتي لا تمثل الاسلام الحقيقي بالطبع ولا تريد وجود المسيحي ' بمعنى اخر لا تريد وجود المواطنة ولا تريد وجود حقوق الانسان  ولا تريد وجود المرأة ولا تريد وجود حقوق المساءلة عن الخطأ والجريمة , وبالتالي فان اول من سيدفع  ثمن مثل هذه النماذج  في العراق هم اهلنا المسيحيون والصابئة واليزيديون واليهود وكل الطوائف الدينية الاخرى' وانا خائف وقلق على السكوت المريب ' فكيف لدول الجوار والعالم السكوت عن هذه الجرائم الكبرى؟
-   
-   ما اخطر انواع الفساد 
-   الذي بات يعصـف بنا؟
-   
-   الفساد نتيجة للسلوك ' والفساد المالي مثلا هو نتيجة للفوضى المالية وعدم وجود الرقابة والادارة ' ولكن اخطر انواع الفساد عندما تصبح الرذيلة مبررة ' فالسرقة رذيلة والعمالة رذيلة والقتل رذيلة ' بل جريمة عندما تصبح مبررة باسم الدين او الوطن او القومية ' هذا ما قام به صدام ولا ارى فرقا بين جرائم صدام والجرائم الحالية التي يقترفها البعض' ان ابشع انواع الفساد عندما يفقد الانسان انسانيته ' واكثرها قسوة وبشاعة وجريمة عندما يسعى اي سياسي الى سلب انسانية المواطن العراقي بحجة الدين والطائفية .
-   
-   هل ترى اننا الان في زمن ديمقراطيــة
-   الدكتاتورية ام دكتاتورية الديمقراطية؟
-   
-   انا لا ارى اسما او مسمى لما يجري في العراق الا ما يشبه المافيات ' الان لا وجود لوطن ولا وجود لمجتمع ولا وجود لادب ' هذه فوضى المافيات المتهمة بابشع انواع الاتهامات الخطيرة من العمالة الى السرقة الى عدم الاخلاق الى عدم الدين الى .. الى .. الى ..
-   
-   كيف تنظر لاقليم  كردستان بالاخص
-   في ميدان الحريات وحقوق الانسان؟
-   
-   هي تجربة رائدة على المستوى العراقي مقارنة بما يجري في العراق ومقارنة بما مر على الكرد من مساوئ وجرائم وظلم كبير , واتمنى لهذه التجربة ان تكبر وتتوسع وتصبح اكثر عمقا وتأثيرا ' واتمنى ان تكون مؤثرة على الساحة العراقية من مساحات جنوب كردستان وحتى البصرة ' لكن ايضا اقولها بمودة وحب للقيادة الكردية ' انا افهم الحالة التي تدفع الكردي الى القول ان لافائدة من الاصلاح في بغداد دعنا نصلح ونبني ونطور في الاقليم وهذا سينعكس خيرا على الاقليم وعلى العراق عامة ' لكن السكوت عن هذه الحكومة سادتي الكرام امر خطير ' وادعو الاقليم وقياداته صادقا وانبه الى ان من يهدر الدم العراقي في بغداد والبصرة لن يتراجع عن هدره في اي مكان لا في الاقليم ولا خارجه.
-   
-   سبق ان التقيت الرئيس مسعود
-   البارزاني اكثر من مرة مــا ابرز
-   انطباعاتــــك عـــن شـــخصيته؟
-   
-   الاخ مسعود رجل قيم واخلاق في زمن اصبح فيه الواقع السياسي يفتقد الى المصداقية والى الثبات على المبادئ ' لذا اقول لاهلي الكورد وانا لست منتفعا لا من الرئيس مسعود ولا من القيادة الكردية ولا من اقليم كردستان العزيز , لكنني منتفع من شيئ واحد ذلك هو ان مصدر النجاح في الاقليم يمنحنا الامل بالعراق ' فالاقليم هو الجزء الناجح من العملية السياسية في العراق وهم الجزء الناجح من العراق الذي بالامكان ان نقتدي به وان نقلده في الاطراف او في الاجزاء الاخرى من العراق .
-   انني اقول لاهلي الكرد ان كل ماقمتم به نتيجة الثورة الكردية وتضحيات المواطن والانسان الكردي على المستويين الاقليمي والعالمي وكل ما تحقق كان بفضل قيمة ومكانة شخصين هما الاخ مسعود البارزاني وجلال الطالباني وحيث ان الاخ جلال يعاني اوضاعا صحية معروفة واعتقد بانه خرج من عالم السياسة ' فلم يبق لكم ايها الكورد اهلي الاعزاء الا شخصية الاخ مسعود البارزاني ' كما ان العالم يعرف الكرد من خلال الاخ مسعود ويتعامل مع الكرد من خلاله ' فاذا كنتم تريدون تعزيز حقوقكم الكردية الانسانية وتطويرها حافظوا على هذا الرجل وادعموه قبل ان تدخلوا في متاهات سياسية انتم في غنى عنها.
-   
-   لو عاد الزمن الى الوراء
-   مالذي ستغيره في حياتك؟
-   
-   لو عاد الزمن الى الوراء ساكون اشد قسوة مع نفسي مما كنت عليه ' انا اشعر بانني خدعت نفسي عندما تخيلت ان وجودي بقرب السيد رئيس الوزراء قد يغير شيئا ' تلك السنة لا اريد ان اتذكرها رغم انني لم احصل على منافع وحاولت صادقا ان اقدم خدمة لاهلي ولشعبي ولوطني ولحزبي لكنني اشعر بالم كبير لانني كنت قريبا من السيد رئيس الوزراء نوري المالكي.
-   
-   ما اخطر موقف اتخذته
-   ثــــم ندمــــت عليــــه؟
-   
-   اهم موقف اتخذته في حياتي قد يكون بعيدا عن الوطنية وبعيدا عن السياسة وبعيدا عن العراق , لو سألتني , هل كنت مدركا لابعاد زيارتك لاسرائيل ولخطورتها ؟ سأقول لك نعم انا كنت مدركا لابعادها ولخطورتها , وكنت مدركا ان أهلي لن يفهموا ماذا اريد.
-   
-   اذا هل كانت زيارتك تلك
-   مغامــــرة ام  مقامـــرة؟
-   
-   كل شيئ جديد يمكن ان نزجه في هذا الاتجاه , لكني كنت اريد ان اقول حقيقة ولا زلت اريد قولها وهي ان على العراق ان يتحرر ستراتيجيا من اي عبء تاريخي ملزم باتجاه حقوق عربية حتى ان كانت هذه حقوقا فعلية ' او باتجاه حقوق اسلامية حتى اذا كانت هذه حقوقا فعلية ' فالدول لا يمكن ان تتحمل اعباء الاخرين ' علينا ان نخرج من هذا ونستفيد من الميزانيات الفلكية الضخمة لاسعاد المواطن وتطوير العائلة العراقية وتطوير شبابنا وشاباتنا  وبعد نجاحنا سنتمكن من خدمة الاخرين ' اما ان نكون البقرة الحلوب العروبية الاسلامية وللطائفية والدين والعرب فهذا امر سوف يدفعنا الى متاهات كثيرة .
-   النقطة الثانية وهي عندما ادافع عن اهلي المسيحيين واليزيديين والصابئة واي كان الدين والطائفة الموجودة في العراق علينا ان نتذكر حقيقة لا يمكن لعراقي ان يتناساها الا اذا كان يجهل تاريخه وهي ان يهود العراق كانوا اربعمائة الف يهودي ' كانوا ولا زالوا موجودين خارج العراق ' كيف سنتعامل مع هؤلاء العراقيين الذين جنسيتهم العراقية تتجاوز الثلاثة الاف سنة ؟ انا اعتقد انني في زيارتي هذه وفي مساهمتي في مؤتمرمكافحة الارهاب كنت اريد ان اعطي رسائل   لنفسي ولغيري واقول لا خلاص للعراق الا بدولة مدنية تحسب المصالح العراقية بشكل اناني دقيق بعيدا عن الغزل الرومانسي العربي والاسلامي.
-   
-   هل تحمل جنسية وجواز 
-   ســـفرغيــر عراقييــن ؟
-   
-   كلا .. كنت احمل جنسية وجوازا المانيين , لكن احترامي للجنسية العراقية ولوطني دفعاني للتخلي عن تلك الجنسية التي حمتني سنينا طوال ومكنتني ان اعيش انسانيتي كانسان ' لكنني اتشرف ان اقول وانا حزين ان اقول بانني السياسي الوحيد الذي تنازل عن جنسيته الاجنبية وهي الالمانية.
-   
-   اي الاغاني تحبهــا
-   وترددها مع نفسك؟
-   
-   احب اغنية قديمة لام كلثوم وارددها مع نفسي وهي (اغار من نسمة الجنوب على محياك يا حبيبي )
-   
-   اخيرا.. هل تخشى الصحافة؟
-   
-   نعم اخشى الصحافة والاعلام لانني قد اخطئ وقد لا يكون لي مجالا لتلافي ذلك ' لكن حتى لا اقع في هذه الازمة تعودت ان اقول ما افكر به بشكل مباشر حتى لا اقع في الخطأ.