سوريا 2 - لماذا تورط الأمريكان بقصة الكيمياوي المحرجة؟

بدء بواسطة صائب خليل, سبتمبر 07, 2013, 05:18:01 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل


في حديثه عن استبيانات الحرب الأمريكية المزمعة على سوريا، قال ديفيد كولنك، محرر البحوث السياسية في البي بي سي : ما أدهشني في هذه الإستبيانات هو ما أظهرته من أن الجمهور البريطاني "ليست له شهية" للمشاركة بأي رد عسكري، ولا يرى علاقة لنا بما يجري في سوريا، رغم تقدير الجمهور لما يحدث من كوارث فيها. فهناك دعم كبير لما فعله البرلمان، وبالتصور أن ليس لهذا الموقف أثر سلبي على العلاقة الخاصة (مع الولايات المتحدة) (1)

والحقيقة أن الإستبيانات بينت أن ليس لأي من الشعوب التي تم استبيانها، أية "شهية" لتلك الحرب، عدا "الشعب الإسرائيلي" ، كما أوضحنا في المقالة السابقة.(*) .ويسود جميع الناس، بضمنهم الأمريكان انفسهم، شك كبير في صدق الأدلة التي قدمتها الإدارة الأمريكية، ويطال الشك حتى مؤسساتها الإعلامية والسياسية مثل مكاتب الإستبيان، عندما تكون تابعة لأية جهة مستفيدة من نتائجها.(2)

ليست هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تواجه فيها إدارة أمريكية إرادة شعبية مضادة للحرب، بل تكاد تكون هي القاعدة وليس الإستثناء. لذلك درست الإدارات الأمريكية المتعاقبة طرق تفكير الشعب الأمريكي وصرفت، بالتعاون مع الشركات الكبرى، اموالاً طائلة ووظفت عباقرة الذهن من اجل إيجاد أنسب السبل إلى دفعه إلى الموافقة أو الإذعان لرغبات الإدارة والشركات، حتى عندما تكون ضد مبادئه أو مصلحته. فالشعب يعلم ان لا مصلحة له في دخول أي حرب على أية حال.

كان هذا هو الحال دائماً، لكن يبدو أن إدارة أوباما تواجه مشكلة أكبر من المعتاد في مهمتها. ويعاني حلفاء أميركا نفس المشكلة، بل ربما بشكل أكثر حدة، فهذه هي المرة الأولى التي يرفض فيها البرلمان البريطاني طلباً من الحكومة لدخول الحرب منذ ثلاث قرون ونصف ، أي منذ 1782. ولعل من سخرية القدر أن البرلمان صوت في تلك المرة ضد استمرار الحرب البريطانية ضد مستعمرتها السابقة : أميركا!! والتي اعتبرت بمثابة إنهاء تبعية أميركا لبريطانيا، وهو يصوت هذه المرة بما يعتبره الكثيرين في العالم، علامة على بعض التحرر من تبعية بريطانيا لأميركا!

الرياح لا تسير وفق ما يشتهي صقور الحروب (وهم في الغالب من أشد المتحمسين لإسرائيل تطرفاً) رغم نفوذهم ا لقوي، لذا فهم يستدعون "إحتياطيهم" من القوة، وخاصة الإعلام. ولاحظ أحد الصحفيين الأمريكان أن وسائل الإعلام وبشكل خاص التلفزيون ، تسعى من خلال التركيز على الوجوه المؤيدة للحرب، ولا تعطى الوجوه الناقدة للتدخل إلا وقتاً قليلاً من التغطية الإعلامية، لإعطاء انطباع (خاطئ) لدى المشاهد، بأن الجميع يريد الحرب!  "الديمقراطيين" يدعمون رئيسهم في مشروعه، والجمهوريون يدفعون نحو إجراءات أكثر شدة.. كذلك نبه الصحفي إلى قيام الإعلام باختيار كلمات الأسئلة بشكل يوحي بضرورة التدخل العسكري. (3)

والحقيقة أن كل من دعاة الحرب ووسائل إعلامهم التي كانت تهيء الشعب الأمريكي وتوحي له أنه على أنه على وشك خوض الحرب، شعرت بأن البساط سحب من تحتها حين أعلن أوباما قراره استشارة الكونغرس. ولم يستطع هؤلاء إخفاء توترهم. فبعد يوم واحد من اعلان أوباما، حاول وزير الخارجية جون كيري استفزاز المشاعر باستدعاء صورة هتلر من الذاكرة، بقوله : "ينضم بذلك بشار الأسد إلى قائمة هتلر وصدام حسين في استعمال تلك الأسلحة في الحرب". دون أن يخشى أن يثير ذلك في الناس ذكريات العامل البرتقالي في فيتنام أو قنبلتي هيروشيما وناكازاكي ومن الذي باع صدام أسلحته الكيمياوية ومن الذي حماه من مجلس الأمن عندما استعملها. (4) بل وأيضاً من أين كان هتلر يحصل على وقوده لإدامة الحرب!
وكتبت الوول ستريت جورنال عن قرار أوباما أنه "يضع مصداقية أميركا أمام العالم في خطر"!! فها نحن نجد أمامنا دولة تقيس مصداقيتها أمام العالم بقدرة حكومتها على إهمال رأي ممثلي شعبها! 

ليس انزعاج كيري ووول ستريت جورنال بلا سبب معقول. ففي الكونغرس الأمريكي الذي ينتظر العالم قراره وكأنه "أمم متحدة" مفروضة عليه، تشير الإستبيانات أن الرفض "يتراكم" حول قضية سوريا. (5) فبالرغم من تصويت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بالتوصية بالموافقة، تبقى العقبة الرئيسية أمام أوباما في مجلس النواب (يتكون الكونغرس من مجلسي النواب والشيوخ). وهناك يزداد الميل إلى الرفض، كما تبين الواشنطن بوست، بين المترددين في مجلس النواب ممن يقولون أنهم مازالوا يدرسون الموضوع، ويشكلون نسبة عالية. (6)

لكن رفض الكونغرس المتوقع لا يعني نهاية المعركة بالنسبة لدعاة الحرب. ففي الماضي رفض مجلس النواب الأمريكي طلب الرئيس بيل كلنتون بدعم الناتو لضرب يوغوسلافيا، إلا أن كلنتون مضى في مشاريعه في ضرب قوات ميلوسوفيج(7)

لكن لماذا لجأ أوباما أصلاً إلى الكونغرس، إن كان فريقه يفسر الدستور على ان الأمر من صلاحية الرئيس؟ ليس لسبب مبدئي كما حاول أوباما أن يوحي لنا في خطابه، فقد سبق لمجلس النواب أن رفض تفويض أوباما لضرب ليبيا (من خلال الناتو) بأغلبية تزيد على الضعف كان ضمنهم 70 من النواب الديمقراطيين، بعد إهمال التماس من وزيرة الخارجية حينها، هيلاري كلنتون قامت به في "اللحظة الأخيرة" لدعم الحملة(8) لكن أوباما مضى في طريقه وضرب ليبيا.

وليس السبب أيضاً صحوة ضمير، فحتى اسبوع قبل طلبه موافقة الكونغرس كان كل شيء يشير إلى أن أوباما الرابح لجائزة نوبل للسلام، سوف يعلن حرباً جديدة بدون سؤال الكونغرس عن رأيه.
السبب كما نبه أحد الكتاب، أنه بدون دعم الحليف الأساسي (بريطانيا)، لم يجد اوباما إلا أن "يحترم" الدستور الأمريكي الذي يقول في المادة الأولى ، جزء 8 "الكونغرس هو من يملك الصلاحية .. لإعلان الحرب".
الرئيس إذن "يحترم" الدستور عندما لا يشعر أنه يمتلك القوة اللازمة لمخالفته. لكن هذا لا يقنع دعاة الحرب، وهاهو كيري ومساعدو أوباما يستعدون لمواجهة رفض الكونغرس بتكرار رأيهم بأن الرئيس في حل عن الإلتزام بذلك القرار. (9)

ومن أسباب صعوبة تسويق أوباما لحربه الجديدة الإحراج الذي يواجهه من حقيقة أن "القاعدة" و "المتطرفين" الذين ملأ الدنيا ضجيجاً بضرورة محاربتهم، هم من يقود التمرد السوري، وهذا يصعب إقناع الناس بدعمه (أغلب الشعب الأمريكي الذي لم يكتشف بعد ان أميركا هي من ينظم القاعدة، ولا يزال يعتقد أن أميركا تحارب القاعدة، لذا يجد في الأمر تناقضاً يثير الشبهات). وقد رأى الغرب وحشية تجمعات المسلحين في سوريا عبر التقارير التلفزيونية. وبالفعل فأن عدداً من منتسبي القوات المسلحة رفعوا شعارات يرفضون فيها أن يحاربوا "في صف القاعدة"!
وقال عضو الكونغرس رون باول بصراحة أنه يعتقد أن الإتهام لبشار مزيف وإنه مجرد حجة لدخول اميركا حرباً جديدة في الشرق الأوسط، مشيراً إلى الأكاذيب الأخرى التي أدخلت أميركا في العراق، وتساءل: "لماذا نجد أنفسنا في جانب القاعدة من الحرب"؟
ولم يجد وزير الخارجية الأمريكي ما يقوله في هذا الصدد سوى أن يؤكد بشكل مضحك : "هناك المعتدلون أيضاً في المعارضة... إنهم موجودون فعلا!" و"ليس هناك سوى 15% - 20% من "الأولاد السيئين" أو المتطرفين"! ، فرد عليه محدثه بأن هناك أشارات تقول أن نصف مقاتلي المعارضة من المتطرفين. (10)
وفي محاولة يائسة قال كيري أن المعارضة المعتدلة تزداد قوة بالنسبة إلى المتطرفين، وأنهم يجب أن يساعدوا تلك المعارضة. بينما تؤكد التقارير  من رويترز، بأن هذا غير صحيح وأن المتطرفين يكسبون المزيد من القوة على حساب المعتدلين، لأنهم وإن كانوا أقل عدداً إلا أنهم الأكثر تنظيماً وتدريباً على القتال. (11)

لكن إذا كان لكيري أمل بحل مشكلة سوء سمعة المتمردين السوريين من خلال المراوغات، فهناك مشكلة أخرى يصعب مراوغتها، وهي سمعة الإدارات الأمريكية نفسها أمام شعبها وشعوب العالم الأخرى. فلكثرة وتكرار الأكاذيب من الإدارات الأمريكية المتعاقبة لتبرير حروبها المتعاقبة التي أدخلت أميركا فيها، فأن الناس صارت تنظر بعين الشك إلى مجمل ادعاءات الإدارة وتسعى للتحقق مما تقوله لهم(12) إنهم يعلمون أن الإدارة تستسهل الكذب دون أن تخشى العقاب، ففي أسوأ الأحوال هناك العفو الرئاسي الجاهز دائماً والذي طالما استخدم لإنقاذ المتآمرين.
وتأتي أكاذيب حرب العراق في مقدمة تلك العقبات التي تقف بين إدارة أوباما وحربها الجديدة. ويمكننا أن نلاحظ الموقف المحرج الذي وجد كيري نفسه فيه حين يحاول أن يقنع الكونغرس، فيهتف بأن "سوريا تختلف عن العراق"!  ويتمتم: " حسناً .. أنا أتذكر العراق. وزير الدفاع هاكل يتذكر العراق. الجنرال ديمبسي يتذكر العراق بشكل خاص. لكن الوزير هاكل وأنا والعديد منكم هنا على المنصة يذكرون العراق بطريقة خاصة، لأننا هنا للتصويت. لقد صوتنا. ولذلك فنحن حساسين بشكل خاص، جاك (هاكل) وأنا أن لا نطلب مرة أخرى من أي عضو في الكونغرس أن يصوت على أساس معلومات خاطئة"!(13)
أي: - صحيح أننا كذبنا عليكم دائماً، لكن صدقونا هذه المرة - وبالطبع فلقد كان العراق2003 "يختلف" أيضاً عن عراق 91، وهذا "يختلف" عن كوسوفو وكوسوفو "تختلف" عن حرب فيتنام، لكنها تتشابه في أن حروبها كلها أسست على أكاذيب، لم يكتشفها الشعب الأمريكي إلا بعد فوات الأوان.

إضافة إلى كل هذا فأن المنطق نفسه يجعل تصديق قصة الإدارة عن الكيمياوي صعبة. فيكتب كاتب مشككاً: "|نه من غير المنطقي أن تقوم حكومة الأسد باستعمال الأسلحة الكيمياوية بالضبط في اللحظة التي تكون فيها تحقق الإنتصارات ويقوم فيها مفتشوا الأمم المتحدة بزيارتها. وحتى لو حدث ذلك فعلاً ، فليس من صلاحية الولايات المتحدة لمهاجمة بلد آخر، فهي ليست "شرطي العالم". سوريا لم تهدد، ولا تستطيع أن تهدد الولايات المتحدة، (وهو السبب الوحيد الذي تجيز فيه الأمم المتحدة الرد العسكري) ولذا فأن تلك الحرب ستعتبر جريمة ضد السلام." (14)

ووضعت الأخبار الأخيرة علامات استفهام أخرى كبيرة. فلسوء حظ كيري وجون ماكين، اعترف المتمردون في "الغوطه" لمراسل الأسوشيتد برس ديل كافلاك بأنهم المسؤولين عن حادثة الأسلحة الكيمياوية، وأن السبب هو سوء الإستعمال لتلك الأسلحة التي تم تجهيزها من قبل الذيل الأميركي الأكبر في المنطقة، السعودية! (15)

إذن فليس من المستحيل أن يجد أوباما نفسه غداً مضطراً لإبتلاع كلماته عن الخط الأحمر فيتراجع، وتفقد أميركا "مصداقية العصابة الكبرى"، لكن سؤالاً يطرح نفسه: لماذا لجأ فريق أوباما إلى كذبة الأسلحة الكيمياوية التي استعملت من قبل في العراق ويصعب إقناع الشعب الأمريكي أو شعوب الحلفاء بها؟ لماذا يثيرون في ذاكرة الناس صورة "كلب بوش" كما أسمى البريطانيون زعيم حكومتهم بلير، وهو يقول لهم بأن صدام جاهز لإطلاق أسلحته الكيمياوية خلال 45 دقيقة؟
إنهم لا يتصرفون بعشوائية، فلا بد أن جهة ما أخبرت اوباما بأن تلك الحيلة مازالت صالحة للإستعمال وأنها مازالت الأكثر فعالية! جهة تراقب الشعب الأمريكي بدقة وتسجل كل نبضة ورد فعل في في ذهنه، وتضعه في أختبار إحصائي دائم، فمن هي تلك الجهة؟

في إحصاء أجري قبل أربعة أشهر (في مايس) كانت نسبة تأييد التدخل العسكري 5% فقط، مقابل 68% ضده، وحتى تجهيز المتمردين بالأسلحة رفض بأغلبية تزيد أربعة مرات على المؤيدين، ورفضت الضربات الجوية بنسبة تزيد على ثلاث أضعاف المؤيدين. (16) .  ولاحظ المعنيون أنه عندما تقدم الخيارات للمستبينين فأن الأغلبية تفضل الحلول الأقل تدخلاً في سوريا. فقد بين إستبيانا رأي لـ إن بي سي في مايس(17) وشباط (18) الماضيين أن غالبية ثلاثة إلى واحد كانت تفضل تقديم المساعدات الإنسانية بدلاً من التدخل العسكري، وأن هناك رفض كبير بشكل خاص لإرسال قوات ارضية! (ويمكننا هنا أن نفهم لماذا هذا التأكيد الشديد لأوباما على الوعد بأن لا تكون هناك "جزم عسكرية أمريكية" على ارض سوريا!)

أما عن سبب التركيز على السلاح الكيمياوي رغم صعوبة إقناع الناس به، فتجيب نيويورك تايمز عن هذا السؤال بمقالة نشرت قبل ثلاثة أشهر تحت عنوان "الإستبيانات تؤكد أن الأسلحة الكيمياوية تؤثر على رأي الشعب حول سوريا"،(19)  وفي حينها كانت قصة الكيمياوي قد طرحت بشكل "شكوك"، ضمن صراع الإعلامي السياسي في أميركا حول تسليح المعارضة السورية. وأوضحت المقالة: أن الإستبيانات تبين أنه بعد إعلان قصة السلاح الكيمياوي، تراجعت الإعتراضات داخل الولايات المتحدة، وسجلت زيادة في نسبة المؤيدين تجهيز المتمردين بالأسلحة.

ونشرت النيويورك تايمز الرسم البياني أدناه الذي يبين تغير الموقف من تسليح المعارضة قبل قصة الكيمياوي (بالأحمر – اي الرفض) وبعد نشر تلك القصة - (الأخضر، أي القبول)، ومن نظرة واحدة على الشكل، نرى أن الرأي الأمريكي قفز في هذا الموضوع من الرفض في جميع الإستبيانات لإرسال الأسلحة، إلى القبول في جميع الإستبيانات لتلك الخطوة. يمكننا أن نفهم كيف تعمل الإدارة الأمريكية، ونفسر لماذا اخترعت إدارة أوباما أكذوبة الكيمياوي المحرجة مرة ثانية، فهي تأمل أن تمنحها تلك القصة التخويل بالهجوم العسكري، مثلما منحتها التخويل بإرسال الأسلحة، وبالتالي فيجب إقناع الناس بها، بغض النظر عن مصدقايتها.







(*) صائب خليل: سوريا 1- استبيانات شعوب دول المحور الأمريكي ودلائلها http://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/569216289802111

(1) BBC News - Syria crisis: MPs 'right to reject military action' - BBC poll
http://www.bbc.co.uk/news/uk-23931479
(2) Survey says: Polls are biased
http://www.washingtonpost.com/blogs/the-fix/wp/2013/09/04/survey-says-polls-are-biased/
(3) Media Promote US Intervention in Syria—Though New Polls Reveal Most People Are Opposed http://www.thenation.com/blog/174846/media-promote-us-intervention-syria-though-new-polls-reveal-most-people-are-opposed
(4) US evokes ghost of Hitler as PR campaign against Assad goes crazy
http://rt.com/op-edge/us-hitler-campaign-against-assad-329/
(5) The "no's" keep piling up on Syria resolution in the House
http://www.washingtonpost.com/blogs/the-fix/wp/2013/09/05/prospects-for-syria-resolution-dimming-in-house/
(6) Majority of House leaning 'no' on Syria resolution
http://www.washingtonpost.com/blogs/the-fix/wp/2013/09/06/momentum-moving-strongly-against-syria-resolution-in-congress/
(7) Kosovo Vote Rekindles Partisan Sniping - Chicago Tribune
http://articles.chicagotribune.com/1999-04-30/news/9904300058_1_clinton-gore-war-kosovo-republicans
(8) House rejects measure backing Libya war - CBS News
http://www.cbsnews.com/2100-250_162-20073996.html
(9) Unwilling To Act Alone, Obama Pulls Back From Brink Of War
http://swampland.time.com/2013/08/31/unwilling-to-act-alone-obama-pulls-back-from-brink-of-war/#ixzz2dafPg459
(10) Brutality of Syrian Rebels Posing Dilemma in West - NYTimes.com
http://www.nytimes.com/2013/09/05/world/middleeast/brutality-of-syrian-rebels-pose-dilemma-in-west.html?pagewanted=all
(11) Kerry's characterization of Syrian opposition contradicts intel reports
http://rt.com/usa/kerry-syria-rebel-nusra-472/
(12) Which Syrian Chemical Attack Account Is More Credible?
http://www.informationclearinghouse.info/article36071.htm
(13) WATCH: John Kerry tells the Senate that Syria isn't like Iraq - The Week
http://theweek.com/article/index/249058/watch-john-kerry-tells-the-senate-that-syria-isnt-like-iraq
(14) US aims to overthrow all independent govts in the Middle East
http://rt.com/op-edge/us-overthrow-middle-east-328/
(15) » Rebels Admit Responsibility for Chemical Weapons Attack
http://www.infowars.com/rebels-admit-responsibility-for-chemical-weapons-attack/
(16) Syria Poll Finds Little Support For Military Intervention
http://www.huffingtonpost.com/2013/05/01/syria-poll_n_3194927.html
(17) NBC/Wall Street Journal survey
http://online.wsj.com/public/resources/documents/poll06052013.pdf
(18) Another NBC/Wall Street Journal survey
http://pos.org/documents/wsjmar2012.pdf
(19) Polls Show Chemical Weapons Affect Public's View on Syria - NYTimes.com
http://fivethirtyeight.blogs.nytimes.com/2013/06/14/polls-show-chemical-weapons-affect-publics-view-on-syria/?_r=0