مسيحيو العراق يستعينون بالموسيقى لنشر الأمل والسلام

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 06, 2013, 08:37:46 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مسيحيو العراق يستعينون بالموسيقى لنشر الأمل والسلام

بـ 14 مقطوعة حملت عبق الماضي المتجدد



برطلي . نت / متابعة
جريدة الصباح- علي السامرائي /
كان الطريق الى "كاتدرائية مار يوسف " بمنطقة الكرادة محفوفا بالصعوبات ومعبدا بالقلق من مجهول، أسهم باختفاء مظاهر الألق التي طبعت بغداد على مر السنين الماضية، لكنه حمل امالا بتذوق ليلة من ليالي الف ليلة وليلة ، واظهرت تمسك المسيحيين بالحياة والبقاء في العراق رغم الصعوبات. فوسط الكنيسة كان المرتلون والموسيقيون يسيرون بخطوات وئيدة مخترقين حشود الحاضرين لاعتلاء منصة في طرف قاعة الكاتدرائية التي علقت على جدرانها صور السيدة العذراء وابنها السيد المسيح (ع) ، حاملين آلاتهم الغربية والشرقية يتقدمهم الفنان رائد عزيز القادم من استراليا الذي يعد واحدا من عشرات آلاف المسيحيين الذين سبقوه للهجرة والاغتراب بسبب الاوضاع الامنية والسياسية التي مرت بالعراق. وامتزجت الحان تراثية واخرى معاصرة لترسم لوحة فنية جميلة اعادت الى الاذهان ليالي افتقدتها بغداد منذ زمن، حين تلاعبت انامل العازفين بآلاتهم الموسيقية في القاعة التي تدلت منها ثريات ذهبية منيرة بامسية اراد القائمون عليها ان تكون عنوانا لدور المسيحيين في" الاصالة والوحدة والتجدد" واستخدام اللحن والكلمة المستندة الى اسس الاصالة لتحقق التجدد في مسيرة الموسيقى العراقية. وجلس عازف القانون متقابلا مع عازف الاورغن، بينما جاور عازف الكمان صاحب الغيتار، ووقف شباب وشابات من المرتلين بمجموعات ثنائية متناسقة وساهموا من خلال عذوبة اصواتهم بصوغ تراتيل واناشيد رافقتها 14 مقطوعة موسيقية امتعت الحاضرين كونها حملت عبق الماضي المتجدد. وقال الفنان المغترب رائد عزيز ان "رسالتنا هي السلام ونوضح وجه العراق في الخارج وان صورته واحدة تضم كل الطوائف ". ويضيف في تصريح لـ (الصباح)  "اردنا اظهار اصالتنا وتراثنا الحضاري فقدمنا مقطوعات موسيقية قديمة باسلوب علمي معاصر " مشيرا الى ان "الصمود والمقاومة والبقاء في العراق تمثل عناوين كبيرة لتحدي محاولات الغاء الوجود المسيحي في الشرق". وكان جميل بشير عازف العود الاشهر والمتوفى في تسعينيات القرن الماضي الذي يعد علما بارزا في الموسيقى العربية والعراقية وشقيقه منير بشير ، حاضران بانغامهما المتألقة التي لايمكن ان تركن على رفوف النسيان فيما اضفت التراتيل المسيحية القديمة جوا روحانيا رائعا ذكر الشباب بعمق انتماء ابائهم واجدادهم للعراق. وانصت الحاضرون بدهشة للكم الهائل من الارث الحضاري والفني والموسيقي لاسلافهم الذي كان غائبا او مغيبا عنهم بفعل العوامل السياسية والامنية التي اثرت في حياتهم بشكل كبير. وتصدر البطريرك لويس روفائيل الاول ساكو بقلنسوته الحمراء وملابسه التقليدية كونه اعلى سلطة دينية لكلدان العراق والعالم صفوف الحاضرين يومئ برأسه مثنيا على ما يسمعه من معزوفات وانغام كلاسيكية طواها النسيان تشعره بالفخر لما تركه المسيحيون من ارث في بلاد مابين النهرين، وقال البطريرك ساكو ان "الموسيقى والاناشيد والتراتيل الجملة نقلتنا من الاجواء المحبطة والمؤلمة واجواء الحرب في المنطقة الى امل وفرح واخوة.". وتابع في تصريح لـ (الصباح)  ان "التراث والفولكلور يعكس عبقرية الكنيسة ولايمثل جمودا وانما حياة تنبض فالتراث حي ومتطور واصيل " مشيرا الى ان "الفولكلور يحكي ضمير الامة وعبقرية العراقيين". ومثلت الامسية خطوة لافتة من قبل الكنيسة لمساعدة ابنائها لاستعادة اجواء غابت كثيرا ، حيث يلخص بسام ككا الشاب المسيحي الذي عاد الى العراق بعد سنوات من الاغتراب في اوروبا الامسية بالقول ان  "الموسيقى هي سلاح لمواجهة الكراهية والعنف وثقافة الظلام ونشر الامل والشعور بالمواطنة".