مشاكسة إعتقــــال الملابــــس الداخليــــــة / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 26, 2013, 08:11:06 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة
إعتقــــال
الملابــــس الداخليــــــة



مال اللـــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com


من بين الكوارث والمآسي والنوادر والطرائف والفواجع ومثيرات المواجع، المضحكات المبكيات، في بلد النفط والقحط والعجائب والغرائب والانتكاسات والتناقضات، برزت وتبرز وربما ستبقى بارزة الى اجل غير مسمى، ظاهرتان رئيستان تقدمتا وتتقدمان على ما كل ماعداهما من الظواهر والتحديات والمشكلات والمعاناة والتخبطات والتعقيدات ' وسوف تبقيان تفرضان وجودهما على تضاريس الخارطة السياسية المزروعة بألغام التقاطعات والملبدة سماؤها بغيوم التناقضات والملوثة اجواؤها بغازات الفساد وباشعاعات ارتباطات البعض (المبدئية النظيفة النبيلة) بالدول الاقليمية خدمة للمصالح (الوطنية)، وهما معضلتا الطاقة الكهربائية والانهيارات الامنية.
فعلى صعيد الكهرباء التي يتسبب دلالها وغيابها واحتجابها في صيفنا اللاهب بشواء المتعففين والمعدمين والفقراء والمسحوقين ' والتي من المؤمل أن تحل معضلتها ياسادة يا كرام بعد حوالي ستمائة عام، في ضوء تصريحات مسؤول رفيع وديع، صادق حاذق، سبق أن وعد وأكد وشدد بأن بلدنا سيكتفي من كامل احتياجاته الوطنية من الطاقة الكهربائية بحلول عام 2013، وسيصدر الفائض منها في هذا الصيف القائض الى دول الجوار لاغاثة شعوبها المسكينة وحكوماتها الحزينة، لكن عندما حل العام المذكور دون ان يتحقق الوعد المسحور، تبين ان ذلك المسؤول الوديع الرفيع كان صادقا في دعواه وان شعبنا (الجاهل) غير محق في تذمره وشكوكه واتهاماته وشكواه.
فالمسؤول المعني كان يقصد انتهاء الازمة الكهربائية الوطنية بحلول عام (2013) هجرية وليس عام (2013) ميلادية وكان بذلك صادقا وسليم النية، لكن المشكلة تكمن في قلة ادراك هذا الشعب الغارق في الجهل والامية الذي لا يفرق بين التقاويم الهجرية والميلادية، بذلك فان ما عليه الا الانتظار لفترة قصيرة لا تتجاوز الــ (579) سنة هجرية اضافية كي تحل الازمة الكهربائية بمنتهى السلاسة والموضوعية، وبإمكانه التمتع حتى ذلك الحين بـ (579) سنة اخرى من الاجواء المظلمة الرومانسية بالاخص داخل اطار العلاقات الزوجية التي كثيرا ما تؤدي لنتيجتين متناقضتين، هما ارتفاع نسبة الولادات بسبب تفجر الاحاسيس الملتهبة والاشتباكات الرومانسية والمشاعر الحميمة لدى قسم من الازواج والزوجات بالاخص الذين اقترنوا ببعضهم حديثا ، يقابل ذلك ارتفاع نسب المعارك والخلافات بين القسم الآخر من الازواج والزوجات بالاخص ممن مضى على زواجهم عشرات السنوات وممن يسكن مع الحموات.
اما على الصعيد الامني وانهياراته اليومية الكارثية التي اضحكت العالم وابكته وادهشته وأحزنته على هذا الشعب الصابر الحائر الذي تطفو بلاده على بحيرة خرافية من النفط بينما يطفو هو على بحيرة كارثية من الفقر والجوع والبطالة والقحط، والاخطر والامر حصار الموت اليومي الذي يمد أذرعه الاخطبوطية في الشوارع والازقة والساحات والدوائر والمقاهي والوزارات وفي ملاعب كرة القدم الشعبية والمطاعم وألأحياء السكنية عبر المفخخات والكواتم والعبوات ليحصد ارواح العشرات وليزرع المآسي بين مئات العائلات دون ان تبدو في الافق اية اشارة ايجابية، او حتى ومضة تفاؤلية بوقف مسلسل استباحة دماء الابرياء الذين امسوا وقودا وضحايا للخلافات السياسية الحمقاء، في وقت تقف فيه الاجهزة الامنية المهولة شبه عاجزة او مشلولة.
ولعل ما يثير الضحك والتندر على هذه الرزايا والبلايا، وشر البلية ما يضحك، ليس فقط في اجهزة كشف المتفجرات الخائبة التي بدل ان تكتشف المفخخات والمتفجرات المخفية كانت تكتشف التوابل والعطور ومساحيق التجميل النسائية، لكن المثير كان الحس الامني الخطير واجراءاته العبقرية التي تعقب كل الفواجع والكوارث والانهيارات الامنية بدل الجهود الاستباقية والاحترازات والتحوطات وجمع المعلومات الاستخباراتية الذكية التي كان يجب ان تسبق كل جريمة ارهابية وتشل الاصابع الاجرامية قبل ان تضغط على الازرار التفجيرية، واذ بها ربما مغيبة أو غائبة كأية تشكيلات خائبة، حيث تكتفي الجهات المعنية كما جرت العادة الروتينية بغلق المناطق المنكوبة ونقل جثث الشهداء والمصابين، وشن عمليات تفتيش دقيقة بين المواطنين المتواجدين بدل الاستدلال على المجرمين واعتقال الفاعلين الحقيقيين.
بيد أن الادهى والامر تلك الستراتيجية الامنية العبقرية الثورية التي استخدمها بعض رجال الامن الاشداء الأكفاء خلال الانهيارات الامنية التي سبقت اطلالة عيد الفطر السعيد والتي (هزت وهدمت) قواعد ومرتكزات وحواضن الارهاب بعنف وجففت منابعها، حيث بادر بعض رجال الامن إلى الاستيلاء عنوة على موبايلات المواطنين الذين شاء سوء حظهم التواجد في محيط مناطق الانفجارات، والاطلاع على محتوياتها دون اية اعتبارات لما تحتويه من صور ومقاطع فديو عائلية لاحتفالات ومناسبات خصوصية ومن معلومات ومكالمات شخصية، وكأن الارهابيين القتلة والعقول والكفاءات الاجرامية التي تقف وراءهم وتخطط لجرائمهم وتدفعم لاقتراف تلك القذارات من البلاهة والسذاجة والغباء بحيث يبقون متواجدين في مواقع جرائمهم وهم يحملون معهم شيفرات اتصالاتهم السرية والعلنية وأرقام ومحتويات المكالمات الهاتفية التي توثق أفعالهم الارهابية ومواقع شبكاتهم وارتباطاتهم القيادية.
في ضوء ذلك فاننا بتنا نخشى من تواصل تطورات وتجليات وابداعات واشراقات وابتكارات هذه العبقرية الامنية التي عجزت وتعجز كل نقاط السيطرات والمداهمات والجهود الاستخبارية فيها عن رصد وحصر وكشف وحجز السيارات المفخخة التي بات بامكانها ان تمر بمنتهى اليسر والسهولة من جميع نقاط التفتيش لتصول وتجول بحرية في شوارع العاصمة ولتختار اهدافها بدقة وعناية حتى باتت تنفجر بالعشرات، وتبادر بعد تجربتها الامنية الرائدة في انتزاع موبايلات المواطنين الخاصة وتفتيشها، إلى تفتيش ملابس المواطنين الداخلية بحثا عن أي دليل مادي او معنوي، ثابت او متحرك قد يكون مخبأ ربما وراء هذه الملابس يقود للقبض على القتلة، عندها ستتحول مسارح الجرائم الى مسارح لفضائح تجعل عدسات الفضائيات تسارع لنقل تفاصيلها المثيرة على الهواء صباح مساء.
لكن الفضائح ستكون أشد اثارة لو أن شكوكا عبقرية امنية متفردة حامت حول بقعة ما فوق الملابس الداخلية لاحد المواطنين وبادرت للتحفظ عليها واعتقالها بذريعة ارسالها الى المختبرات الجنائية لتحليلها ومعرفة مكوناتها ومصادرها وترك المواطن المعني يعود الى بيته واسرته بدون ملابسه الداخلية، فكيف سيكون بامكانه ان يقنع زوجته مثلا بانه ارغم على خلعها لدواع امنية لا علاقة لها بالخيانة الزوجية ؟؟؟ وكم من الزوجات يمكن ان يصدقن ان ملابس ازواجهن الداخلية رهينة لدى الاجهزة الامنية ؟؟؟
أما لو تم تعميم هذه التجربة الفريدة العتيدة بعد نجاحها الساحق الماحق فانه سيتوجب عندها على كل مواطن ان يحمل معه اينما ذهب ملابسا داخلية اضافية تحوطا لمثل هذه الاجراءات (الرومانسية) ' كما اننا سنشهد عندها تحولا نوعيا في الاستراتيجية الامنية من مطاردة واعتقال القوى والعناصر الارهابية الى مطاردة واعتقال الملابس الداخلية.