كلمة البابا خلال امسية الصلاة مع الشباب على شاطىء كوباغابانا "أنتم حقل الإيمان"

بدء بواسطة matoka, يوليو 29, 2013, 08:26:19 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

كلمة البابا خلال امسية الصلاة مع الشباب على شاطىء كوباغابانا
"أنتم حقل الإيمان"






برطلي . نت / متابعة
  aleteia
29.07.2013


أليثيا- ننشر في ما يلي كلمة البابا فرنسيس التي القاها خلال أمسية الصلاة مع الشباب على شاطىء كوباغاباما مساء اليوم

أيها الأصدقاء الشباب،

أذهب بتفكيري الىنن الى قصة القديس قرنسيس الأسيزي. أمام الصليب، سمع صوت يسوع يقول له: "فرنسيس، اذهب، ابن بيتي". استجاب فرنسيس الشاب فوراً وبسخاء لنداء الرب ليبني بيته. ولكن أي بيت؟ شيئاً فشيئاً توصل فرنسيس الى فهم انه لم تكن مسألة ترميم مبنى من حجر، بل ان يقوم بمهمته من اجل حياة الكنيسة. كان الأمر يعني ان في يخدمة الكنيسة، ان يحبها وأن يعمل لكي يشع نور المسيح فيها.

اليوم أيضاً، كأي وقت مضى، يحتاج الرب إليكم أيها الشباب، من أجل  كنيسته. اليوم أيضاً، إنه يدعو كل واحد منكم ليتبعه في كنيسته ويكون مرسلاً.
أيها الشباب الأعزاء، أحبوا الرب اليوم. الرب يخاطبكم انتم، انتم، انتم فب قلوبكم. أعتقد يمكننا أن نتعلم درسا مما حصل اليوم. اضطررنا الى تغيير  مكان هذه الامسية من "حقل الإيمان" الى هنا. ألا تظنون انه من خلال ذلك يقول لنا الرب ان حقل الايمان ليس مكاناً جغرافياً، بل إن حقل الايمان الحقيقي هو كل واحد منا؟ نعد بالفعل، كل واحد منا هو تلميذ ومرسل وهو حقل الايمان.
لهذا السبب، وانطلاقاً من عبارة "حقل الإيمان"،  فكرت بثلاث طرق لفهم ما معنى أن أكون تلميذاً ومرسلاً. أولاً، الحقل هو مكان زراعة البذور؛ ثانياً، الحقل هو للتدريب؛ وثالثاً الحق هو ورشة بناء.

1- الحقل هو مكان زراعة الحبوب. نعرف جميعا المثل الذي ضربه يسوع عن الزارع الذي خرج ليزرع الحقل. سقط بعض الزرع على جانب الطريق، البعض الآخر على الصخر، البعض بين الشوك، فلم ينبت. الزرع  الباقي سقط في التربة الجيدة، واثمر ثمارا كثيرة (راجع متى 13: 1-9).

يسوع نفسه يشرح معنى هذا المثل: الزرع هو كلمة الله التي تُزرع في قلوبنا (راجع متى 13: 18-23). هذا، ايها الشباب الأعزاء، يعني ان حقل الإيمان الحقيقي هو قلبكم، هو حياتكم. يسوع يريد أن يدخل الى حياتكم بكلمته، بحضوره. أرجوكم، دعوا المسيح وكلمته يدخلان الى حياتكم، ليزهرا وينميا.

يقول لنا يسوع أن الزرع الذي وقع على جانب الطريق أو على الصخر او بين الشوك، لم يأت بثمار. أي نوع من التربة نحن؟ أي نوع من الحقل نريد ان نكون؟ ربما، في بعض الاحيان نكون كجانب الطريق: نسمع كلمة الرب ولكن لا يتغير شيء في حياتنا لأننا نتيه في الأصوات السطحية التي تنافس لتستقطب انتباهنا؛ إني اسألكم، ولكن لا يجيبوا الىن، بل فليبحث كل واحد في قلبه عن الجواب: "هل انا شاب، شاب طائش؟

أم إننا كالأرض الصلبة: ننال يسوع بحماس، ولكن أمام الصعوبات، لا نملك الشجاعة لنسبح عكس التيار؟ فليسأل كل واحد نفسه في قلبه: لدي قيم أم أنني جبان؟
أم إننا كالأرض الشائكة: شعور سلبي يخنق كلمة الرب فينا (راجع متى 13: 18-23)؟ هل ألعب في قلبي لعبتين لأرضي الله وفي الوقت عينه الشيطان؟ هل أريد زرع المسيح وفي الوقت عينه اسقي الشوك لينمو ويخنق الزرع؟ فليجب كل واحد بصمت.

ولكن اليوم، أن واثق من أن الزرع يقع في تربة جيدة. استمعنا الى كل الشهادات، وكيف وقع الزرع في الارض الطيبة. "لا يا أبتي، أنا لست بتربة صالحة، غنني مريض، إنني مجبول بالتراب والشوك والوحل..." ولكن، مع القليل فقط من التربة الجيدة، ينمو الزرع وترون كيف سيثمر.
انا واثق من أنكم تريدون أن تكونوا تربة صالحة، وليس مسيحيين لنصف-وقت، سطحيين، بل مسيحيين حقيقيين. أنا واثق انكم لا تريدون أن تنخدعوا بالحرية الزائفة، المنغمسة في القضايا الدنوية. أعرف أنكم تتطلعون الى ما هو اسمى، الى قرارات طويلة الامد تعطي لحياتكم معنى.

هل أنا حق؟ ام انني مخطىء؟ على حق؟ جيد، إذا كنت على حق، فلنقف جميعنا الآن بصمت، ولندخل الى قلبنا ونقول ليسوع أننا نريد زرعه. فلنقل له: انظر يا يسوع الى الحجر هنا، والى الشوك، الى العشب، ولكن انظر أيضاً الى قطعة الأرض الطيبة الصغيرة التي أقربها لك لترمي فيها زرعك". فلنمنح وقتأ من الصمت ليدخل هذا الزرع فينا. كل واحد منا يعرف اسم الزرع الذي ناله، فلندعه ينمو والله سيعتني به.

2-  الحقل هو ملعب التدريب. يطلب منا يسوع ان نتبعه للحياة، يطلب منا ان نكون تلاميذه، أن "نلعب في فريقه". اعتقد بأن معظمكم يحب الرياضة! هنا في البرازيل، كما في بلدان أخرى، لكرة القدم أهمية كبيرة. ولكن، ماذا يفعل اللاعبون عندما يُطلب منهم أن ينضموا الى فريق ما؟ عليهم أن يتدربوا، وان يتدربوا كثيراً! ينطبق الأمر نفسه على حياتنا كتلاميذ للرب. يقول لنا القديس بولس: "و كل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء اما اولئك فلكي ياخذوا اكليلا يفنى و اما نحن فاكليلا لا يفنى" (كو 9:25).

يقدم لنا يسوع شيئاً أكبر من كأس العالم! يقدم لنا يسوع شيئاً أكبر من كأس العالم!!!! يقدم لنا فرصة أن نحظى بحياة مثمرة تعاش بالملء؛ يقدم لنا أيضا مستقبلاً معه، مستقبلا لا نهاية له، الحياة الابدية. ولكنه يطلب منا ان نتمرن لنكون بصحة جيدة، لكي نستطيع أن نواجه كل صعوبة، ونشهد لإيماننا
كيف نصبح بصحة جيدة؟ من خلال حوارنا معه: بالصلاة، التي هي حوارنا اليومي مع الله الذي يصغي دائماً إلينا. "أيها الآب، الآن سنصلي جميعاً" سنصلي كل واحد في قلبه ويسأل ذاته: "هل أصلي؟ هل أتكلم مع يسوع؟ هل اخاف من الصمت؟ هل اترك المجال للروح القدس ليتكلم في قلبي؟ هل سألت يسوع: ماذا يجب أن اعمل؟ ماذا تريد مني؟ يكفي ان نسأله، أن نتحدث إليه. إذا اخطأتم فلا تخافوا، بل قولوا ليسوع: ماذا افعل الآن؟ تكلموا معه دائماً في الاوقات الجيدة وفي تلك الصعبة. لا تخافوا، ربوا انفسكم على الحوار مع يسوع كتلاميذه.

بالأسرار، التي من خلالها تنمو حياته فينا لنكون مثله. بمحبتنا بعضنا لبعض، بالإصغاء والفهم والمسامحة، القبول ومساعدة الآخرين، الجميع، من دون استثناء.
هذه هي التمارين لاتباع يسوع: الصلاة والاسرار ومساعدة الآخرين. هلّا رددنا جميعاً هذه الكلمات؟ الصلاة والاسرار ومساعدة الآخرين.

الحقل هو ورشة بناء. عندما يكون قلبنا تربة جيدة تقبل كلمة الرب، عندما "تتبلل قميصنا بالعرق" جاهدين لنعيش كمسيحيين، نعيش خبرة عظيمة: لسنا ابداً بمفردنا، نحن جزء من عائلة من الاخوة والاخوات، يسيرون جميعاً على نفس الدرب.

ها إني أسألكم: هل تريدون بناء الكنيسة؟ (الشباب يجيبون بصوت عال: نعم!!!!!). هل أنتم متحمسون؟ (نعم!!!!!!). هل ستنسون غداً هذه الكلمات؟ (لا!!!!!!). هذا يعجبني! نحن جزء من الكنيسة؛ بالفعل، نحن نبني الكنيسة، ونصنع التاريخ. أيها الشباب، أرجوكم لا تعلبوا على هامش التاريخ. كونوا ابطالاً، ابنوا عالماً افضل. الشباب هم أبطال التغيير. لا تدعوا أحداً يسلب منكم هذه البطولة!

يقول لنا القديس بطرس أننا حجارة حية، تشكل بناء روحياً (راجع 1بط 2:5). في كنيسة المسيح، نشكل نحن الحجارة الحية. يسوع يطلب منا ان نبني كنيسته، ولكن ليس كنيسة صغيرة لعدد قليل من الأشخاص. إنه يسألنا ان نجعل كنيسته كبيرة لدرجة ان تسع كل البشرية، لتكون بيتاً للجميع! لي، لكم، لكل واحد منا يقول : "اذهب وتلمذ جميع الامم".  فلنرد علينا هذا المساء: نعم، أنا أيضاً أريد أن أكون حجراً حياً. معاً نريد ان نبني كنيسة يسوع! فلنقل جميعاً معاً: أريد ان أمضي قدماً وأبني كنيسة المسيح!

في قلوبكم الشابة، رغبة في بناء عالم افضل. لقد تابعت عن كثب أخبار العديد من الشباب حول العالم، الذين نزلوا الى الشوارع ليعبروا عن رغبتهم في مجتمع أكثر أخوة وعدلا.
أنتم المستقبل. من خلالكم يدخل المستقبل الى العالم. أنتم أبطال التغيير. أعطوا جواباً مسيحياً لعدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مختلف انحاء العالم. كونوا بناة المستقبل واعملوا من اجل عالم افضل.
ولكن يبقى السؤال: من أين نبدأ ؟ ما هي الشروط لبناء مجتمع اكثر عدلاً؟ سأل أحدهم الام تيريزا يوماً ما الذي نحتاج اليه  لنغير الكنيسة:؟ أجابت: أنت وأنا!
فليسأل كل واحد نفسه بصمت: من أين ابدأ. فليفتح كل واحد منا قلبه ليسوع ليساعده.

ايها الاصدقاء الاعزاء، لا تنسوا أبداً أنكم أنتم حقل الإيمان! انتم رياضيو المسيح! أنتم مدعوون لبناء كنيسة اجمل وعالم أفضل.
فلنرفع نظرنا نحو سيدتنا. مريم تساعدنا لنتبع يسوع، تعطينا مثل "نَعمها" للرب: " ها أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك" (لو 1:38). فلننضم جميعاً الى مريم ونقول لله: فليكن لنا بحسب قولك. آمين!
ترجمة موقع أليثيا







Matty AL Mache