احياء ذكرى شهداء الأنفال وسط شموع ترقص لانتصار الشهداء

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 16, 2011, 09:28:47 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

احياء ذكرى شهداء الأنفال وسط شموع ترقص لانتصار الشهداء



في الباحة الكبرى من مدخل مجلس النواب، كانت الدموع حبيسة أو منطلقة بصمت من عيون العديد من نائبات التحالف الكردستاني، فيما كانت الشموع تضيء المكان و هي تتلوى ألماً من الذكرى و صور الجريمة تحيط بها، لكنها بشعاعها المضيء بدت في الوقت نفسه ترقص فرحاً بيوم تحيي فيه ذكرى مذبحة جمعية و أنتصارهم على الدكتاتورية بعد حين.

شارك السيد اسامة النجيفي رئيس مجلس النواب في إحياء الذكرى قائلاً" نحن في مجلس النواب، إذ نحيي ذكرى جريمة القتل الجمعي في الأنفال، نحرص على أن نشرع القوانين الكفيلة بإنصاف أصحاب الحقوق و كل المتضررين، كما أننا نحرص على أن تتم محاسبة كل المجرمين عن قتل العراقيين أو إساءة معاملتهم و أنتهاك حرمة حقوقهم."

و أضاف" إن إدارة الدولة القائمة هم طيف متنوع من ضحايا النظام السابق، فكلنا كنا ضحايا ممارسات ذلك النظام مع تباين الدرجة، لكن الأصل هو أن نستخلص العبرة و نشرع كل الوسائل التي تحول دون سلب الشعب حريته و تعريض المواطنين لجرائم قتل جمعي كما جرى في الأنفال و غيرها من الجرائم البشعة."

و أختتم حديثه قائلاً" ينبغي أن تكون الأنفال نبراساً يهدي الجميع إلى أن تتضافر جهودنا جميعاً في بناء الدولة الديمقراطية، و الأبتعاد عما يضعف وحدة الصف، كي لا نظلم بعضنا لا سمح الله."

و قال د. قصي عبد الوهاب السهيل النائب الأول لرئيس مجلس النواب" الشعب الكوردي يستحق كل المحبة و الأعتزاز، فقد جسد خصالاً كريمة، في مقدمتها الأصرار على المقاومة و الأنتصار على القمع، بل و ضرب نموذجاً في صنع حياة جديدة تبني لطموحات الإنسان المشروعة، لقد برهن الكورد على قدرتهم في صنع مستقبلهم الأفضل بأيديهم رغم كل المعاناة، فالناس في كوردستان لم يستسلموا أو يتوانوا في صنع الفجر الجديد، و هذا ديدن العراقيين جميعاً."

و أضاف "إن جريمة الأنفال تظل دليلاً كبيراً على وحشية ذلك النظام الدموي، و هي من البشاعة حد أنها لو كانت الجريمة الوحيدة التي أقترفها فأنها شكلت مأساة لا تنسى في حياة العراقيين عموماً، و الكرد خصوصاً، لم يرتكبوا أية جريمة سوى انتسابهم المشروع لعرق معين و الأصرار على حقهم في العيش بكرامة و التمتع بحقوقهم مكوناً رئيساً من مكونات الشعب العراقي. و الظاهرة الإيجابية و نحن نحيي ذكرى الفاجعة، أن العراقيين أستلهموا مآسي القمع ليقيموا دولة ديمقراطية تتضافر جهودهم لترسيخها. و هذه هي العبرة العظيمة في أن الشعوب الحية لن تستنفذها المآسي و القمع، إنما تواصل العطاء في بناء حياة أفضل و تخطي المعاناة مع أستلهام دروسها."

و أجمع النائبان محسن سعدون نائب رئيس كتلة  التحالف الكردستاني و النائب خالد شواني عضو كتلة التحالف الكردستاني رئيس اللجنة القانونية في المجلس على معنى "إحياء ذكرى أحدى الجرائم الكبرى في تاريخ العراق التي اقترفها النظام الشمولي، راح ضحيتها أكثر من 182 الف شهيد، و هدم أكثر من 4500 دار، نستذكرها لكي تكون رسالة إلى الأجيال العراقية و العالم أجمع بأن ما تعرض له الشعب الكوردي جريمة من أكبر الجرائم التي تعرضت لها البشرية.

و أضافا "علينا أن لا ننسى بأن النظام الديكتاتوري كان قد أرتكب جرائم قتل جمعي سبقت الأنفال، ففي عام 1983 أباد عشيرة البرزانيين في انفال خاصة، فتم قتل أكثر من 8000 مواطن من أبناء هذه العشيرة، و كرر جرائمه ضد الكورد و بقية العراقيين."

و قالا" نحن في هذه المناسبة الأليمة ندعو السلطات العراقية المسؤولة و المنظمات الدولية و الإنسانية أن تجد الصيغة الكفيلة بالتعويض على الضحايا و ذويهم، و ينبغي على مجلس النواب أن يشرع القوانين الكفيلة بتسهيل التعويض على كل المتضررين من هذه الجريمة و بقية الجرائم التي ارتكبها النظام الدموي."

و قالت النائبة الشاعرة بريزاد شعبان برواري "نحن نحيي ذكرى الأنفال في مقر مجلس النواب، الممثل الشرعي للشعب العراقي، من أجل ترسيخ كل المقومات التي تحول دون تعرض الكورد، و أي من مكونات الشعب العراقي إلى جريمة إبادة جمعية كالتي عانى منها الكورد في الأنفال، و من قبلها و بعدها جرائم متعددة أخرى."

و دعت النائبة برواري إلى "ضرورة أن لا تكتفي الدولة العراقية من خلال التشريع بالتعويض على ضحايا الأنفال، إنما تقديم اعتذار رسمي للشعب العراقي، خصوصاً الكورد، عن تلك الجرائم البشعة ، التي أدانها العالم، و حكم فيها القضاء العراقي حكماً عادلاً بحق بعض من منفذيها."

و أستخلصت "إن إرادة الكورد الموحدة، و موقف بقية العراقيين الملتزم بالديمقراطية يحول دون تكرار مثل هذه الجريمة، فاليوم تتلاحم إرادة المؤمنين بحق العراقيين في المشاركة في إدارة دولتهم الاتحادية ليكونوا سداً منيعاً بوجه أية محاولة للعودة بالتاريخ إلى الوراء، فعهد الجريمة الجمعية المنظمة قد أنتهى إلى غير رجعة."

و عند الإلحاح مستفسرين من  النائبة د. أشواق الجاف التي حبست دموعها دون ان تجري على خديها، عما إن كانت المناسبة تتجاوز قضية نضال الكورد إلى معاناة ذاتية، قالت: تذكرت أبناء شعبنا، و المعاناة عندي واضحة، فمن أهلي و عشيرتي أستشهد في الأنفال أكثر من 1500 شاب و طفل و أمرأة، خصوصاً في محافظة السليمانية، في منطقتي كلار و كفري، منهم أولاد عمومتي و بقية عوائلهم الذين أنفلوا بالكامل.

و أشارت د. الجاف إلى أن ذوي شهداء الأنفال حملوها رسالة نقلتها إلى رئيس مجلس النواب بشأن رفات أكثر من 1000 شهيد مازالت في الطب العدلي، و المفروض أن يتم دفنهم بالطقوس اللائقة بالشهداء من ضحايا الإبادة الجمعية التي مارسها النظام السابق. وهي الآن في الطب العدلي في كركوك، التي يطالب مديرها هيئة حقوق الإنسان بنقلهم من دائرته التي لا تستطيع إبقاءهم لما يشكله من ضغط على طبيعة عمل مؤسسته. و قد تم تخصيص قطعة أرض لدفنهم، لكن هناك عراقيل تحول دون إستكمال إجراءات الدفن، و قد ناشدت السيد أسامة النجيفي أن يبادر مجلس النواب بمناسبة إحياء ذكرى شهداء الأنفال إلى التدخل لإتمام مراسم الدفن بالشكل اللائق، و قد وعد بمساندة طلبي، و قد طلب مني تقديم طلب وفق سياقات عمل المجلس لياخذ مساره الطبيعي في تبني المجلس لهذه القضية الإنسانية.

يذكر أنه كان من المقرر أن تبدأ جلسة الخميس 14 الجاري بإلقاء النائب عن التحالف الكوردستاني برهان محمد فرج كلمة باسم جميع الكتل الكوردستانية في البرلمان، لكن عدم التئام النصاب حال دون عقد الجلسة بسبب تباين المواقف بخصوص كيفية انتخاب النواب الثلاثة لرئيس الجمهورية.

و حصلنا على نص الكلمة التي جاء فيها" في مطلع عام 1988 و على ثماني مراحل قام النظام المباد بحملة عسكرية بمسمى "الأنفال" إساءة و تستراً بمضمون السورة الكريمة، لإيصال رسالة مشوهة إلى العالم العربي و الإسلامي. و شملت المراحل هجوماً ممنهجاً واسع أستهدف القومية الكوردية في محافظات السليمانية باكملها و سهل كرميان و محافظة أربيل و دهوك و كركوك و الموصل. راح ضحية الحملة الطاغية أكثر من 182 الف مواطن مدني من النساء و الأطفال و الشيوخ، دفنوا أحياء في أكثر من 330 مقبرة جمعية، آخرها أول أمس 12/4/ 2011)"

و أضاف بيان الكتل الكوردستانية" شملت الحملة تدمير أكثر من 2500 قرية، فدمرت المنطقة بالكامل و أحرقت أراضيها و بساتينها و ردمت عيون مياهها و سلبت مواشيها و أنفل أصحابها. و حولت مساحات الحملة الظالمة إلى أراضٍ محرمة و مناطق عسكرية لمدة ثلاث سنوات حتى الانتفاضةالجماهيرية."

و أستخلص البيان" بما أن القضية بتفاصيلها شقت طريها نحو المحكمة الجنائية العليا وصدر فيها القرار بتعريف الجريمة كونها إبادة جمعية في أبشع صورها، ثم صدر قرار من مجلس النواب بتعريف الجريمة مرة ثانية في دورته السابقة جريمة إبادة جمعية بكل المقاييس، و بما أن هذا التعريف يحمل عدة معانٍ منها الأعتذار الرسمي و عدم تكرارها والتعويض المادي و المعنوي"،

طالب البيان من مجلس النواب بم يلي:

· تشكيل لجنة برلمانية تعنى بمتابعة تنفيذ القرار و أثاره المحددة بالنقاط التالية:

1. تفعيل قرار المحكمة الجنائية العراقية العليا من حيث نتائجه القانونية المدنية من تعويض ما دي و معنوي لذوي الضحايات و كذلك ملاحقة المدانين الهاربين.

2. إعادة إعمار المناطق المتعرضة لعمليات الأنفال بما يتلائم مع متطلبات العصر.

3. إعتبار 14/ 4 من كل سنة ميلادية يوم أستذكار عراقي لهذه الجريمة البشعة.

4. إدخال التعريف بجرائم الانفال في المناهج الدراسية على كافة المستويات و إجراء البحوث والدراسات عليها.

5. تأسيس متحف خاص بشأن جرائم النظام السابق بحق العراقيين و تخصيص جزء من المتحف لجرائم الانفال.

و أكد بيان الكتل الكوردستانية "أن ما طرحه لا يتعلق حصرا بالشعب الكوردي إنما رسالة للحفاظ على أرواح العراقيين جميعاً من أجل مستقبل أفضل خالٍ من الدكتاتورية و حكم الفرد."

و مما يستحق ذكره أن د. عادل عبد المهدي العضو القيادي في التحالف الوطني حرص على المشاركة إحياء الذكرى و أكد على خصوصية نضال الكورد من أجل الديمقراطية في العراق و الحقوق المشروعة للمكونات العراقية.

عن "الاتحاد" البغدادية


http://www.pukmedia.com/2009-10-23-12-05-00/15242-2011-04-16-10-09-18