مشاكسة الخــــروج الأســــن / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 24, 2013, 08:15:54 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة
الخــــروج الأســــن



مال اللـــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com




مثلما يعمد الزوج الدكتاتوري الدموي العنيف المتسلط والذي غالبا ما يتحول الى جلاد حقيقي لشريكة حياته ' بدل ان يكون لها خيمة المحبة والحنان والرعاية التي تستظل بها ' الى واحدة من احط واقذر المساومات الرخيصة لاشباع ساديته في تخييرها بين  البقاء تحت سياط اضطهاده وعنفه وقسوته وفظاظته في انتزاع حقوقه الزوجيىة وانتهاكاته اليومية النفسية والجسدية , او التنازل عن جميع حقوقها الشرعية والانسانية ان هي رغبت الخلاص من سجن اضطهاده اليومي والاحتفاظ بما تبقى من انسانيتها وصحتها وكرامتها ' والانطلاق والهرب باشلائها الممزقة النازفة المسحوقة الى فضاءات الحرية ' وكأني به يساوم الضمير الانساني والقانوني على توفير (ممر امن) له للنجاة ليس بما اقترفت يداه من انتهاكات وجرائم تعذيب نفسي وعنف بدني وحسب 'وانما الاستحواذ ايضا وبكل (فروسية صفاقته)على مكافأة مادية جراء (ما اقترفه) بحق الضحية بارغامها على التنازل عن حقوقها بدل مطالبته بالتعويضات القانونية جراء تلك الانتهاكات التي قد يرقى بعضها لمستوى الجرائم الفعلية.
هذا النموذج الصارخ من أبشع صورالانتهاكات الانسانية التي ما تزال تحدث هنا وهناك ' حيث تسحق (الرجولة)  بفظاظتها وتسلطها واستهانتها كل رقة ورهافة وشفافية المشاعر والكرامات والحقوق والمشاعر الانسانية الانثوية , يعيد الى الاذهان صور المطالبات المضحكة المبكية لبعض القيادات (التأريخية) التي ما ان تشعر بان الارض راحت تهتز تحت اقدامها بفعل براكين الانفجارات الشعبية 'وان الزلازل القادمة ستسقطها لا محالة ' حتى تسرع بفتح ابواب المفاوضات مع رموز الزلازل التي تلوح في الافق لاعداد ترتيبات (الخروج الامن) بما يعني سرقة الجمل بما حمل.
فمنذ ان هزت الاعاصير الشعبية معظم الخرائط السياسية واطاحت بالقيادات (التأريخية) التي اضطهدت وانتهكت وسرقت شعوبها وسلبتها حرياتها وكرامتها وانسانيتها وحقوقها طويلا 'واذ حلت ساعة الحساب والسؤال الشعبي الصعب بانتظار الجواب 'يعمد اولئك القادة الافذاذ الذين لم يشبعوا من فسادهم واختلاساتهم وانتهاكاتهم وجرائمهم واستحواذهم على المال العام ' وبلا خجل او حياء للمطالبة بترتيبات خاصة لمعادلة (الانتقال السلمي للسلطة) وفق تصوراتهم على الرغم من ادراكهم ووفق اتجاهات التفاعلات السياسية وتطوراتها السريعة المتلاحقة ان خيوط اللعبة قد افلتت من بين اصابعهم ' وربما لم يعودوا يمتلكون الا المكابرة والعناد ' ومع ذلك ومن موقع ما تبقى من هيبة الموقع الرئاسي الذي اصبح يرقص على كف عفريت يحاولون فرض (شروطهم) برسم ترتيبات ما اصطلح على تسميته بــ (الخروج الامن) ' ليحملوا معهم كل ما يستطيعون حمله من الاموال المنقولة ' وليأمنوا الملاحقات القانونية عما اقترفوه بحق شعوبهم ' والامساك بالاجواء الامنة والضمانات اللازمة للتمتع هم وعوائلهم واقاربهم سواء بالثروات التي سبق  وان اكتنزوها بارصدتهم المليارية في مختلف البنوك العالمية باسماء مجهولة او بادارة عشرات الشركات التي سبق ان قاموا بتأسيسها من اموال شعوبهم المسحوقة باسماء اقاربهم ' او باستثمار الاموال والذهب والفضة والمجوهرات التي حملوها معهم او هربوها بمختلف اساليبهم قبل بدء عرمسرحية (الخروج الامن).
وبغض النظر عن التبريرات والاتفاقات والترتيبات والتفسيرات والمبررات السياسية ' فان التساؤل المشروع هو ضمن اية احكام قانونية يتم منح السراق وربما القتلة والفاسدين ومنتهكي الاعراض والحقوق والكرامات (خروجا امنا) وضمانات بعدم الملاحقة القضائية ' بل وتكريمهم جراء ما اقترفته اياديهم خلال ممارستهم لسلطاتهم شبه المطلقة بمنحهم حرية التمتع بما سرقوه واستحوذوا عليه من اموال وثروات وحقوق شعوبهم المقهورة في الوقت الذي ترزح فيه الملايين من شعوبهم تحت مستوى خطوط الفقر والجوع والبطالة والتشرد والتسول والامراض والمعاناة ؟ ووفق اية مفاهيم واحكام وفلسفة قانونية نزيهة يتم منح الفاسدين الكبار والسراق الكبار والجلادين الكبار والمتهمين بالارهاب الكبار عفوا قضائيا شاملا ' في الوقت الذي يزج فيه بالسجون المعدم الذي يسرق رغيفا من الخبز لملئ بطون اطفاله الخاوية ' او من يسرق بضعة دولارات لتوفير ثمن علبة دواء لوالدته المريضة ' او من زور البطاقة التموينية مثلا للحصول على حصة اضافية من المواد الغذائية ' رغم انني لا اسوغ لا السرقات ولا التزوير ولا الفساد في ادنى مستوياتهم ومهما كانت المبررات ' لان الجريمة واحدة والارادة الجرمية واحدة ' انما اين العدالة في مساءلة الاسماك الصغيرة وفي العفو عن الحيتان الكبيرة ؟ واين النزاهة في توفير (ممر امن) امام سارقي الاوطان ' وفي دفع سارقي ارغفة الخبز وراء القضبان ؟ بالاخص وان اعاصير الربيع العربي قد كشفت الكثير من الارقام الخيالية للثروات الشخصية والعائلية التي جمعها بعض القادة (التأريخيون) الذين اطاحت بهم  من خلال اعتصارهم لعرق جباه المسحوقين من مواطني شعوبهم المقهورة وليس من عرق جباههم هم ' ويبدو ان عرق الخجل قد جف من جباه الكثيرين من القادة(التاريخيين) الذين باتت الارض تهتز تحت اقدامهم وامسوا بدون خجل او حياء يلوحون سواء بشكل مباشر او غير مباشر بـ( الخروج الامن) الذي لا يعدو في حقيقته الا ان يكون (خروجا اسنا).
ان من يطالب بــ (الخروج الاسن) اشبه بسفهاء اللصوص الذين ينطبق عليهم المثل المصلاوي (الحرامي السفيه يقول لصاحب البيت تعال شيلني).