أهــــلا روحانـــــي .. وداعــــــا نجـــــاد / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 22, 2013, 08:58:08 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

أهــــلا روحانـــــي .. وداعــــــا نجـــــاد
هل ينجح الرئيس الجديد باعادة ايران لاحضان الاسرة الدولية؟
 


مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com



اخيرا , وفي اعقاب صخب الحملات الانتخابية وشعاراتها ووعودها وعواصفها المختلفة قال الايرانيون عبر صناديق الاقتراع كلمتهم ' وهم يمنحون ثقتهم لمرشح الاصلاحيين المعتدل (حسن روحاني) الذي استحوذ بجدارة على اكثر من 50% من الاصوات ' عبر معركة ساخنة وشرسة ليكون الرئيس السابع للجمهورية الاسلامية.
وحيث يستعد الرئيس السابق محمود احمدي نجاد لحزم حقائبه والقاء تحية الوداع ومغادرة مقر رئاسة الحكومة ' فاسحا المجال امام الرئيس الجديد للامساك بمقود القيادة ' بعد موافقة المرشد الاعلى علي خامنئي على نتيجة الانتخابات في الثالث من اب القادم ' فان روحاني وهو يتفرغ لاعادة ترتيب اوراقه التي سترسم تضاريس وحلقات السياسة الايرانية في الداخل والخارج ووفق الاسبقيات التي يراها ' فانه سيجد نفسه بلا شك امام تحديات متشابكة في الداخل والخارج افرزتها اجراءات وتحركات وقرارات ومواقف سلفه ' وفي مقدمتها حقل الغام العقوبات الدولية التي حاصرت الاقتصاد الايراني والقت بتاثيراتها المباشرة على المواطنين انفسهم ' وعزلت الجمهورية الايرانية دوليا واثارت الكثير من التوجسات الخليجية والاقليمية والدولية حول برنامجها النووي المثير للجدل ' والذي ما يزال يتأرجح بين تأكيدات الجانب الايراني بسلميتة  وبين الادعاءات الاوربية الامريكية باهدافه العسكرية وتهديداته المباشرة لأمن واستقرار المنطقة والعالم  ' مما يتعين عليه ليس ارسال اشارات اطمئنان للمجتمع الاقليمي و الدولي وحسب ' وانما السعي لخطوات عملية باتجاه فتح صفحة جديدة من العلاقات الايجابية المشتركة مع الجانبين وبما يدفع بالتاكيد نحو تخفيف القيود الدولية وبناء ارضية من الثقة المشتركة ' وبما يفضي لازالة التوتر من اجواء هذه المنطقة الحساسة وتعزيز الامن والاستقرار والاجواء الصحية امام تعاون اقليمي بناء يحقق المصالح المشتركة ويبعد شبح اية مواجهات قد تشعل فتيل كارثة حقيقية' بالاخص وأن روحاني كان قد تعهد خلال حملته الانتخابية باستعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة التي سبق ان قطعت   في أعقاب هجوم الطلبة الايرانيين على السفارة الامريكية في طهران عام 1979 ' داعيا خلال الحملة ذاتها إلى سياسة أكثر مرونة في المفاوضات مع الدول الكبرى في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين إلى جانب ألمانيا) لتسوية الملف النووي الإيراني، وباتجاه تخفيف العقوبات.
الى ذلك فان امام الرئيس الجديد مهمات داخلية لا تقل شأنا واهمية عن مجمل التحديات الخارجية ولعل في مقدمتها معالجة الاوضاع الاقتصادية وتعقيداتها جراء العقوبات الدولية التي القت بظلالها على ابرز القطاعات الاقتصادية وفي مقدمتها القطاع النفطي الذي يمثل العصب والمرتكز الرئيسي لاقتصاد البلاد والقطاع المالي والتجاري وبما ادى الى المزيد من التضخم وفقدان العملة الايرانية للكثير من قوتها الشرائية وارتفاع الاسعار وكساد اسواق العقارات والسياحة واختلال ميزان التبادل التجاري ' الى جانب العديد من الملفات الحيوية الاخرى المتعلقة باهمية العمل من اجل توسيع مساحة الحريات العامة وحقوق الانسان وحرية التعبير والصحافة والاعلام والحريات الدينية على وجه الخصوص وامتصاص البطالة وتوفير المزيد من الضمانات الحياتية للطبقات الفقيرة ' دون اغفال توقعات الصدام بين الاصلاحيين والمحافظين في جبهات مختلفة بالاخص ما يتعلق منها بالحريات العامة وحقوق المرأة والتعامل مع ملف السياسة الخارجية باتجاه الانفتاح على الولايات المتحدة والغرب عموما ' في وقت ما تزال فيه الكثير من القطاعات المحافظة وربما المتطرفة تنظر فيه الى واشنطن عبر منظار الشيطان الاكبر.
الى ذلك وحيث تمثل طهران احد اللاعبين الاساسيين الكبار على الساحة الاقليمية ' فان الانظار تتجه الى ايجابية الدور السياسي الذي يمكن ان تنهض به الجمهورية الاسلامية في عهد روحاني بالرغم من حجم التحديات الداخلية والخارجية ' مستندين في ذلك الى نهجه الاصلاحي من جهة والى خبرته متعددة الاتجاهات التي تمرس بها ميدانيا منذ انبثاق الثورة الايرانية عام 1979.
فالرئيس الجديد (65) عاما الاب لاربعة ابناء وحامل شهادة الدكتوراة في القانون القضائي والذي يجيد الإنكليزية والألمانية والفرنسية والروسية والعربية، سبق ان كان عضوا في مجلس الخبراء منذ 1999، وعضوا في مجلس صيانة الدستور منذ 1999، وعضوا في مجلس الأمن القومي منذ 1989، ورئيسا لمركز الدراسات الاستراتيجية منذ 1992، ونائبا لرئيس مجلس الشورى للدورتين الرابعة والخامسة، وسكرتير للمجلس الأعلى للأمن القومي من 1989- 2005 ، فضلا عن كونه كبير مفاوضي إيران حول برنامجها النووي مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا  اذ عين في عهد رئاسة خاتمي، مفوضًا مع وكالة الطاقة الذرية والغرب   بشأن البرنامج النووي، حيث واجهت إيران آنذاك قرارات صعبة من جانب الوكالة والمجتمع الدولي'وأسندت اليه في العام 2003 مهمة رئاسة الفريق الإيراني للطاقة النووية، و أنيطت به جميع المهمات للتفاوض مع مختلف الأطراف في داخل إيران وخارجها، بتوجيه من الرئيس خاتمي والمرشد الأعلى خامنئي.
ان مجمل هذه ةالمواقع الحساسة التي تبوأها والمسؤوليات الهامة التي نهض بها ' الى جانب نتاجاته الفكرية الغزيرة والمتنوعة والتي تجاوزت الخمسة عشر مؤلفا من بينها (الامن القومي والدبلوماسية النووية ' والامن القومي والنظام الاقتصادي في ايران ' ودور المعاهد في التطورات الأخلاقية والسياسية للمجتمع 'والفكر السياسي الاسلامي ) في الوقت الذي تلقي فيه الضوء على جوانب مهمة من شخصية الرئيس الايراني الجديد ' وحجم ومساحة الخبرات السياسية والثقافية والدبلوماسية التي يتمتع بها ' فانها في الوقت ذاته تعزز من ثقة المحيط الاقليمي والمجتمع الدولي بكفاءة جديدة يمكنها ان تحقق الكثير وان تحدث التوازن المطلوب سواء في العلاقات الايرانية الاقليمية ' والخليجية على وجه الخصوص ام في العلاقات الايرانية الدولية ' في وقت يتطلع في الجميع الى ان تشهد المرحلة الراهنة بكل تعقيداتها وسخونة الاجواء فيها صفحة جديدة من الاستقرار الاقليمي والدولي يوفر الارضية الخصبة لازالة التوترات المختلفة والتوجه تحو المزيد من الانفتاح الاقتصادي والتبادل التجاري والجهود المشتركة لابعاد المنطقة عن الصدامات والتدخلات الدولية وبذل كل الجهود من اجل بناء قواعد التنمية المستدامة ' بالاخص وان ايران بما تمتلكه من مقومات اقتصادية وخبراتية وقوة عمل قادرة على ان تكون الشريك الاساسي في اطفاء لهيب المنازعات الاقليمية وجعل منطقة الشرق الاوسط ليس منطقة سلام وحسب ' وانما قوة اقتصادية اقليمية تقف على قدم المساواة جنبا الى جنب مع القوى والتكتلات الاقتصادية الدولية الكبرى وفي مقدمتها الاتحاد الاوربي والصين واليابان ' ان تمكنت هذه المنطقة الحيوية التي تمتلك عصب الطاقة العالمية ان تعبر خلافاتها وتنظم جهودها اقليميا وتوظف امكاناتها المادية والتقنية والخبراتية المشتركة في الميدانين الاقتصادي والتنموي باعتبار احدهما يكمل الاخر.
الى ذلك وفي الوقت الذي توالت فيه ردود الافعال العالمية مرحبة باختيار الشعب الايراني الصديق لرئيسه الجديد ' حيث كان في مقدمة المرحبين  الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي بعث بتهنئة حارة الى الرئيس المنتخب مؤكدا في الوقت نفسه بانه  سيواصل حض ايران على اداء دور بناء في القضايا الاقليمية والدولية' فان الولايات المتحدة اعلنت من جانبها انها "مستعدة للتعاون مباشرة" مع طهران حول ملفها النووي بعد انتخاب روحاني، مؤكدة ان هذا الالتزام "يهدف الى ايجاد حل دبلوماسي من شانه تبديد قلق المجتمع الدولي حول البرنامج النووي الايراني".'كما اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون ان الاتحاد "عازم" على العمل مع روحاني حول الملف النووي لبلاده. من اجل التوصل سريعا الى حل دبلوماسي للمسألة النووية".
بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان باريس "أخذت علما بانتخاب حسن روحاني" وهي "مستعدة للعمل" معه وخصوصا حول الملف النووي و"انخراط ايران في سوريا"، مشيدا ب"تطلع الشعب الايراني الذي لا يتزعزع الى الديموقراطية".'اما بريطانيا فدعت من جانبها الرئيس المنتخب الى "وضع ايران على سكة جديدة"، وخصوصا عبر "التركيز على قلق المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي وعبر الدفع باتجاه علاقة بناءة مع المجتمع الدولي وتحسين الوضع السياسي ووضع حقوق الانسان".'في حين رأى وزير الخارجية الالماني في انتخاب روحاني تصويتا لصالح "اجراء اصلاحات ولسياسة خارجية بناءة"، معربا عن امله في "ان تتعاون القيادة الجديدة لهذا البلد في هذا الاتجاه من أجل إيجاد حلول للقضايا الدولية والإقليمية".'كذلك اعربت وزيرة الخارجية الايطالية ايما بونينو عن امل روما في تطوير العلاقات الثنائية وفي قيام حوار بناء بين ايران والمجتمع الدولي بعد انتخاب روحاني، مؤكدة "ارتياح" روما لكون الانتخابات الرئاسية في ايران تمت بطريقة "سليمة"..
الى ذلك فان خروج الالاف من الايرانيين الى الشوارع ابتهاجا بفوز روحاني انما يمثل انتصارا لارادة التغيير الشعبية واملا في ان تبدأ ايران حقبة جديدة من الانفتاح والاصلاحات والنمو الاقتصادي والعودة للاندماج في المجتمع الدولي بعيدا عن  سياسة الرئيس السابق احمدي نجاد التي يرى فيها الكثيرون تزمتا قاد ايران الى مقاطعة دولية افرزت الكثير من الصعاب والتعقيدات السياسية والاقتصادية عليها ' فهل باتت طهران تقف على بوابة التغيير الحقيقي نحو الانفتاح والحريات والاصلاحات الحقيقية ؟
هذا ما يأمله الجميع من اجل خير ايران ومن اجل جعل المنطقة منطقة امن وسلام واستقرار.