تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

أنتخب في جهل مطبق

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يونيو 20, 2013, 07:28:09 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

أنتخب في جهل مطبق



ترقبنا انتخابات مجالس المحافظات بفارغ الصبر كي ندلي بصوتنا الذي نخاف عليه من السرقة ، وحالما حان الوقت تقدمت سيرا الى المراكز الانتخابية وأنا اجهل في اي مركز انتخابي سأدلي بهذا الصوت الثمين ، وبدأت رحلة الالف ميل متجولا بين المدارس ( المراكز الانتخابية ) ولكوني قد تذكرت الانتخابات السابقة ومركزي الانتخابي السابق لذا فقد حالفني الحظ وتوجهت الى المركز الانتخابي المقصود .. ورحلة العذاب في اولها .. فعلى الشخص ان يبحث في قوائم الاسماء التي تربو اعدادها العشرات .. وحالما وجدت اسمي تنفست الصعداء فولجت البناية لتلاقيني عشرات الوجوه المتبسمة من موظفي المفوضية المؤقتين والدائمين .. جالسين في صمت مطبق وفي جو ملتهب بحرارة الجو ليكون انقطاع التيار الكهربائي خير مساعد ليكسر حاجز الهدوء ويخلق  رد فعل سلبي تجاه العملية برمتها .. ثم توجهت الى احدى الغرف التي تختص بالحرف (م) لكن وبعد ان وصلني الطابور( السرى) سلمت على الحاضرين وتحدثت السريانية مع احدى الموظفات ليأتي الي احد الاشخاص مسرعا ليخبرني بان التحدث بغير العربية ممنوعا حسب تعليمات المفوضية فأجبته بان الدستور قد كفل لي لغتي ولا يحق للمفوضية ان تمنعها عني ثم ان العبارة لم تتعدى سوى كلمة ( كيف الحال) فرد علي بكل ادب بأنها التعليمات .. وعند البحث والتحري والتقصي وتقليب الاوراق لم تعثر على اسمي ويبدو ان حرف الميم موزعا على العديد من الغرف وليس غرفة واحدة ثم بدأت مرحلة البحث من جديد .. ليعاد نفس المسلسل خمس مرات وأنا حائرا متنقلا بين الغرف وقد ازدادت حرارة جسدي مع ازدياد حرارة الجو وانقطاع التيار الكهربائي وتعرقي .. حتى عثرت على اسمي في القوائم وكأنني اعيش في القرن التاسع عشر من حيث ضعف التنظيم وانعدام الخدمات والجهل المطبق الذي يخيم على الامر .. وحال استلامي للاستمارة  لم ارى سوى ارقام دون ذكر لأسماء المرشحين .. وحيث اني اعتبر نفسي على دراية وخبرة وعلم بهذا المجال لذا فقد اجتزت العملية بنجاح .. ولسان حالي يقول كان الله في عون الغير ومن لا يعرف القراءة والكتابة او من هو كبير في السن في ظل انتخابات يغطيها عنصر الابهام في جميع مراحلها .. فالمفوضية الموقرة قد زجت بعشرات الاشخاص في مركز انتخابي واحد  لا بل قد يصل العدد الى مائة شخص او يزيد والجميع جالسين في صمت مخيم على الافواه ، والمفوضية قد صرفت مبالغ طائلة على عملية لا يمكن ان يطلق عليها سوى بالفاشلة كونها تتبع نظاما قديما قد اكل عليه الدهر وشرب وكأن لسان حالهم يقول ابقوا في بيوتكم ونحن سنتولى الامر بدلا منكم  ، وكان الاولى بالمفوضية اعلام المواطن مسبقا بالمركز الانتخابي وموقعه ان تكون تسلسل الاسماء حسب الاحرف الابجدية وان يكونوا موظفي الانتخابات خير عونا للمواطن في رحلته المضنية هذه بدلا من زج هذه الاعداد الكبيرة في عملية مترهلة لا يمكن ان يطلق عليها سوى عبارة (بطالة مقنعة) وكان عليها التخطيط المسبق للعملية الانتخابية يحدوها عنصر التنظيم .. لا ان يتم تعذيب الناخب ذهابا و ايابا ..
انتهت العملية ولسان الحال يقول ألا قدس سرك يا مفوضية الانتخابات طالبا من السميع المجيب ان يزيل عنك غمة الجهل هذه ..وان يخفف عنا هذه العقوبة الاضافية .

المشاور القانوني / ماهر سعيد متي / عضو منظمة حمورابي لحقوق الانسان
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة