مشاكســـة هــل فقدنـــــا موضوعيتنـــــــــــا ؟؟؟ / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 12, 2013, 09:40:31 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكســـة   
هــل فقدنـــــا
موضوعيتنـــــــــــا ؟؟؟



مال اللـــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com



  فاجأني واستفزني في الوقت نفسه مقال زميل عزيز في الذكرى التاسعة لصدور مجلتنا(صوت الاخر) ' وانا اتوقع مقالا نقديا متوازنا يضع بحيادية مهنية تواضع ما حققناه جنبا الى جنب مع  اخفاقاتنا واخطائنا على سطح واحد ' الى جانب ارائه واقتراحاته  وتصوراته لتطويرها ' محتكما في نتائج التقييم الى ذكاء وتحليل ورؤية القارئ المواكب لمسيرة المجلة. 
وهنا ' وقبل ان اخوض في التفاصيل ' لا بد ان احتكم للرؤية الموضوعية للزميل رئيس التحرير الذي اكد في مقاله وبنفس العدد على أن (الصحافة هي المفاجأة) ' فهل حقق هذا المقال ولو جزءا من المفاجاة والموضوعية ؟؟؟
للاسف فان ما فوجئت به كان الموقف الاحادي الجانب لمقال تنطلق مفرداته من بين تراكمات ثقافة (يعيش ويسقط) وحسب ' وعلى نمط الشعارات الثورية التي مثلت لعقود افيونا لتخدير الشعوب النائمة والغائمة ' وحكامها يصرخون بها ليل نهار عبر مختلف اجهزة الاعلام (يعيش القائد وتسقط الامبريالية) ' حتى لو كان القائد المعني دكتاتوريا او جاهلا او متخلفا او سفاحا ' وحتى لو كانت الامبريالية لا شأن ودخل لها بمشاكل وازمات تلك الشعوب المقهورة لا من بعيد ولا من قريب.     
فقد ابتدأ المقال بالاشادة المطلقة بانجازات المجلة ' مستعرضا بطولاتها الخارقة 'بالاخص وانها (غدت مصدرا للتحليل السياسي الذي يستشرف ارهاصات ما قبل وقوع الحدث ومن ثم يقرأ لا حقا معطياته وتداعياته على ارض الواقع) ' وحيث انني عملت في القسم السياسي منذ اكثر من ست سنوات الا انني بموضوعية وتواضع لا استطيع ومن موقع المسؤولية المهنية ان ادعي بان المجلة رغم تميزها سياسيا احيانا استطاعت ان تكون لوحدها مصدرا للتحليل السياسي ' بل ربما كانت جزءا يسيرا منه ,اما استشراف ارهاصات الحدث وملاحقته فان الواقع سيسخر منا بالتأكيد ان ادعينا ان اية مجلة اسبوعية حتى لو كانت عالمية تستطيع ان تنافس الانترنت والفضائيات في سرعة الوصول للحدث والاحاطة به وملاحقته وعرض تفاصيله اولا بأول لحظة وقوعه .
ويواصل الزميل العزيز (موضوعيته) المهنية في استعراض جوانب من انجازات مجلتنا , مؤكدا بأنها خلقت (مناخا صحيا لتخصيب اليورانيوم ' عفوا لتخصيب الحراك المجتمعي في شتى الاتجاهات والمضامير) رغم انني لم افهم (بلاغة) هذه الاشكالية المعقدة ' بيد ان تساؤلا يفرض نفسه , ان كان الحراك المجتمعي عقيما لماذا لم يلجأ لعمليات اطفال الانابيب بدل ان ينتظر كل هذه السنوات حضور المجلة لتخصيبه ؟
ويضيف ببلاغة متفردة في توصيف بطولات مجلتنا الخارقة التي ربما كانت خافية على جميع القراء والذين فاتهم اكتشافها (حيث بات الشروع بصوغ ثقافة مغايرة هو الخيار الوحيد والبديل عن ثقافة الامس المتهرئة التي طالما شوهت ووأدت تطلعاتها في المهد) ' ترى اية مسؤولية دولية تاريخية وجسيمة هذه ان تنبري مجلة متواضعة لوحدها لتحمل مهمة صوغ ثقافة مغايرة لوحدها ؟ لو كان الامر بمثل هذه البساطة لاسرعت اليونسكو بغلق ابوابها وايلاء مهمة تغيير الثقافات المتطرفة والتي تحض على العنف والكراهية والارهاب لمجلات بعينها.
ويواصل الاشادة بجوانب اخرى من مسيرة الماثر والانتصارات   التي حققتها المجلة خلال عام واحد فقط , مشددا بانها استطاعت ان تكون (واجهة مشرقة للكلمة الجريئة التي تجلي الصدأ وتزيح الضبابية عن الحقائق التي يريد الظلاميون طمسها ) اما ماهي كنه الحقائق التي يريد الظلاميون طمسها ومن هم هؤلاء الظلاميون فلا احد يعلم ايضا ' كما انها (تبنت باخلاص وتجرد مهمة التجسير بين الثقافتين العربية والكردية) ' لو كانت مهمة التجسير بين الثقافات والحضارات يمكن ان تنهض بها مجلة واحدة متواضعه' ترى ما حاجتنا لحوار الاديان ولحوار الحضارات ولتمازج الثقافات ' وللمؤتمرات والاجتماعات الدولية بهذا الخصوص ' اذ يكفي ان نجند اية مجلة للنهوض بتلك المهمة  لينتهي هذا الصراع متعدد الاشكال والاتجاهات وكفى الله المؤمنين شر القتال.
ولم تقف المجلة من وجهة نظر زميلي العزيز ازاء كل ذلك الكم الكبير من المهام الستراتيجية , بل ان ( نجاحها وتميزها يعود لجديتها ولتأصيلها نهجا رصينا يسير على خطى الحلول الوطنية لا على منوال الاختلاف والاشكاليات وتعقيد الحالات البسيطة والعابرة )' اما ما هي ما هية هذه الحلول ' اهي سياسية ام اجتماعية ام حكومية ام اقتصادية ام ثقافية ' فعلى القارئ الذكي ادراكها باحساسه المرهف' الى ذلك فانه يرى بموضوعية وايمان بأن (صوت الاخر امست المعبر الحقيقي عن الصوت الوطني الذي لا يخشى في قوله للحق لومة لائم) اما من الذي اناط بها شرف تولي هذه المسؤولية الوطنية الجسيمة في ان تكون المعبر عن الصوت الوطني بمفردها واهمال بقية الاصوات الاخرى فلا احد يعلم رغم ان هذا شرف رفيع لايمكن ان ندعيه لانفسنا ' اذ  اننا يمكن ان نكون احد الاصوات الوطنية الكثيرة وليس الصوت الوطني الوحيد.
بيد ان الطامة الكبرى تكمن في طيات الفقرة التالية (سبق لنا في العام الماضي ان ذكرنا في سياق مقالنا الاحتفالي بذكرى الصدور السابقة ان عدد متصفحي مجلتنا على شبكة الانترنت بلغ رقما تبهجنا كثيرا وها نحن نعيد الكرة اليوم متطلعين الى الرقم الجديد لنجده وقد بلغ رقما ابهجنا كثيرا) اما اين الرقم  القديم الذي يشير الى عدد متصفحي المجلة خلال العام الماضي واين الرقم الجديد الذي يوثق عدد متصفحي المجلة خلال العام الحالي فلا وجود لهما وعلى القراء اللجوء الى أي ساحر اوالى اية قارئة فنجان لتدله عليهما .
الى ذلك فقد اغفل تقييم الكثير من الجنود المعلومين والمجهولين الذي يعملون كفريق عمل واحد سواء في التحرير او في التصميم والاخراج او في التنضيد او في التصحيح ' وتناسى اسماء اعلامية كفوءة نعتز بعطائها' فضلا عن ان ذلك المقال غير الموضوعي وغير المتوازن اختزل الكثير من رصيدنا الحقيقي بدل ان يضيف له.
ولا املك الا ان اقول , عذرا للقارئ الكريم عن هفوات ما كان يجب ان تحدث  لاننا نعتبر القارئ اولا واخيرا هو الحكم المنصف والنزيه ' ولسنا نحن من نقيم عطاءنا .
  واخيرا فان الشجاعة ليست في مدح نفسك ' لان من مدح نفسه بما ليس فيها فقد ذمها ' وانما الشجاعة الحقيقية هي في الاعتراف بأخطائنا.