مشاكســــة ســـــتراتيجية (عبـــــود) الدوليـــــــة / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 11, 2013, 08:31:32 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكســــة
ســـــتراتيجية
(عبـــــود) الدوليـــــــة



مال اللــــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com



ربما بات من حق المجتمع الانساني وهو يدور محبطا وسط دوامة تفاعلات الازمات العالمية المركبة التي باتت ملامحها تلقي بظلال سوداوية متشائمة على تضاريس الخارطة الدولية جراء التوقعات بأسوأ الكوارث الانسانية بفعل الصدامات والمواجهات المحتملة وسخونة المواقف والاجواء على اكثر من محور     ومن جبهة 'أن يطيح بالقلق المشروع الذي أحاط به من مختلف الجوانب ' اثر ظهور ملامح انفراج دولي احدثه بروز ستراتيجية جديدة مرهفة شفافة لحل الازمات ولحلحلة الصراعات ولاطفاء حرائق المواجهات بعيدا عن العنف وسباق التسلح واستعراضات القوة وتحويل المناورات العسكرية في المضايق والبحار والمحيطات ,بالاخص في المناطق الملتهبة لوسائل ضغوط مباشرة عبر المباهاة بعرض اخر افرازات صناعة الموت ممثلة بترسانات الصواريخ الذرية مختلفة الحجوم والمديات والتاثيرات ' عابرة المحيطات والقارات 'الغبية منها والذكية ' وفائقة الذكاء وعميقة الغباء ' لتكون رسائل واضحة تحمل في طياتها اعنف تهديدات الردع من جهة ولاستشراف ساحات المواجهة وتضاريسها على الارض من جهة اخرى .
ولعل ابرز ما في ستراتيجية حل الازمات الدولية الجديدة هذه التي ستضع حدا لكل الخلافات المصيرية وتطفئ لهيب المنازعات على جميع المستويات 'وتنهي ماسي الحصارات و  الاجراءات العقابية 'وتطيح بالبند السابع من ميثاق الامم المتحدة الخاص بالعقوبات وتعزز مختلف العلاقات الاسرية والعشائرية والوطنية والاقليمية والعالمية على اسس جديدة فريدة من التفاهمات الحضارية , ارتكازها على قاعدة حيوية راقية من القيم والمبادئ الانسانية ممثلة بالمصالحات الشخصية.
فعلى انقاض واحدة من أسوأ الازمات السياسية التي عصفت بالبلاد  واقلقت العباد' وهددت بالاطاحة بابرز الركائز والمقومات والثوابت الوطنية الستراتيجية ودفعها الى المجهول , وفي خضم اعمق حالات الصدمة الحقيقية جراء انهار الدم التي تدفقت في العاصمة لتغطي بتشظياتها معظم المحافظات بفعل دوي المفخخات وكواتم الصوت وانتشار الميليشيات والسيطرات الوهمية وتصاعد الاغتيالات الممنهجة واستهداف شخصيات بعينها وتفشي اعمال العنف والاختطاف والتهديدات والتهجير وغياب الخدمات والتحذيرات الدولية من الحرب الاهلية التي تكاد تطرق الابواب ' والتي ربما لم تكن بحاجة الا الى اصبع متهور قد يطلق بلامبالاة شرارة صغيرة بعود ثقاب وكانه يشعل سيكارة , جاءت المبادرة الخيرة الاخيرة بالجمع بين قطبين من ابرز اقطاب الخلافات السياسية المتعددة وتوفير اجواء المصالحة بينهما , وسط اشادات واستحسانات وتفاؤلات وتبريكات الاطراف التي سعت وجهدت وعملت وحضرت ذلك الانجاز الكبير والخطير ' في مسعى نبيل لاطلاق محاولة لتطويق هذه الحرائق والعواصف والاعاصير قبل ان تتداخل وتتفاعل وتتحول الى انفجار قد يؤدي لتشظيات مرعبة مريرة وخطيرة لا احد يستطيع التكهن بافرازاتها الماساوية ولا بنتائجها الكارثية.
وفي اجتماع غابت ' وربما غيبت عنه قواعد وركائز ومحاور وقوى اساسية فاعلة على الساحة السياسية جرت مراسيم (المصالحة) بين قطبين متنافرين كانت تمتد بينهما حقول من الالغام مزروعة بمختلف الملفات والاتهامات والتي ادت لتعطيل اعمال السلطتين التشريعية والتنفيذية معا ' جراء تفرغ الجانبان لحشد كل القوى والمؤثرات والمستلزمات والتاثيرات لاقصاء الاخر والاطاحة به ' مما احدث شللا حقيقيا في الحكومة والبرلمان وادى الى تعطيل البرامج الوطنية وانفجار العنف وضياع المواطن وامنه واستقراره وحقوقه واماله بين صراعات جبهة ملتهبة لا ناقة له فيها ولا جمل ' وربما كان يتطلع يتطلع البعض في خضمها للاستحواذ على الجمل بما حمل .
وهكذا من خلال ستراتيجية المصالحة انطفأت نيران وحرائق المواجهة وعادت المياه الى مجاريها في وقت يتطلع فيه جميع الفقراء والمعدمين والشرفاء المخلصين الى ان تكون هذه المصالحة الحجر الاساس لانقاذ البلاد ولخدمة العباد ' بالرغم من التساؤلات المريرة الكثيرة حول مدى مصداقية الاتهامات الكبيرة والملفات الخطيرة التي اثارها احدهما ضد الاخر بالاخص وان  معظمها يتعلق بالقضايا المصيرية وبالمصالح الوطنية ' وهل سيتم فتحها امام الرأي العام والتحقيق في ملابساتها ام انها ستؤجل للاستفادة منها ربما في جولات مستقبلية اخرى ؟
الى ذلك ووفق هذه الستراتيجية الجديدة لحل النزاعات السياسية والازمات والخلافات الدولية عبر التفاهمات الانسانية ' بعيدا عن العقوبات والصدامات والمواجهات الدولية ' فقد اصبح بامكان الرئيسين اوباما ونجاد ربما حل معضلة النووي الايراني بالمصالحة والمسامحة ' كما اصبح بامكان الرئيس السوري اطفاء حريق الانتفاضة الشعبية بالمصالحة مع المعارضة وبالمسامحة من قبل المعارضة ' والامر نفسه يمكن ان يحدث بين الرئيس مرسي والمعارضة المصرية وبين ايران والبحرين' وبين الكوريتين ' وبين حماس والرئيس عباس وبين اليمين واليسار الفرنسي وبين بوتين والمعارضة الروسية وبين شمال السودان وجنوبه,وبين جميع اطراف ومحاور وجبهات الصراعات والخلافات بعيدا عن الحروب والعقوبات والصدامات.
بيد أن الاهم ان تكون قيم ستراتيجية المصالحة  والمسامحة ثابتة وراسخة ومبدئية لتقود الى نتائج وطنية حقيقية وليست جسرا لمصالح شخصية او لعبور ازمات سياسية , كما كانت (ستراتيجية) (عبـــــود) في الستينات ' حيث اهمل بيته ومصالح اطفاله وتفرغ لملذاته ورغم انه كان وزوجته على طرفي نقيض من شدة اضطهاده لها وتسفيهه لارائها واذلالها باقسى العبارات وممارسة العنف الجسدي ضدها' الا انه كان لا يتوانى عن مصالحتها والتغزل بها والاشادة بعطائها كلما رغب بممارسة حقوقه الزوجية ' ليعود في الصباح الى تعامله الفض والعنيف معها ' دون ان يلتفت لمصالح الاسرة والاطفال ' وبالمقابل فقد تعودت هي ايضا ان لا تقدم قوائم طلباتها الا في تلك اللحظات الحميمة ' حتى تحولت علاقتهما ومصالح كل منهما الشخصية الى ستراتيجية هات وخذ على حساب مصالح الاسرة الستراتيجية.
فهل ستكون هذه المصالحة قاعدة لستراتيجية حقيقية لتحقيق المصالح الوطنية ' ام انها ستكون نسخة مكررة من ستراتيجية عبود بمصالحها الشخصية؟هذا ما ستجيب عنه طبيعة الاجراءات التنفيذية تجاه الازمات الوطنية.