بمناسبة 1 حزيران/طفولة العراق بين الزيادة المليونية و مرض التقزم

بدء بواسطة حكمت عبوش, يونيو 01, 2013, 04:58:36 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

حكمت عبوش

بمناسبة 1 حزيران يوم الطفولة العالمي
طفولة العراق بين الزيادة المليونية و مرض التقزم

                                                                     حكمت عبوش

و نحن ننظر إلى أطفال العالم المتقدم و هم يحتفلون و يُحتفل بهم بعيدهم في 1 حزيران و عندما نتذكر كلام السيد المسيح لتلاميذه: إذا لم تصيروا مثلهم-أي الأطفال-لن تدخلوا ملكوت السماوات و كلام الرسول محمد: ليس فينا من لا يوقر الكبير و لا يرحم الصغير. نصبح متيقنين إن الاهتمام بالأطفال و معالجة مشاكلهم و رعايتهم و تربيتهم خير تربية ليست ترفا و لا بطرا كما يقولون بل أصبح هذا الاهتمام رمزا كبيرا للتحضر و المدنية و التطور و ظل ابرز ما يجذب الانتباه في المجتمعات المتطورة هو ما يناله الأطفال من امتيازات لا نحلم بها في مجتمعاتنا. و هذا ما يفرح الإنسان ليس لان الأطفال هم رمز البراءة و النقاء فحسب بل هم يستحقون ذلك لأنهم رجال ونساء المستقبل أيضا و لكن أوضاع أطفالنا في العراق ليست على ما يرام و تثير الأحزان هذا لا نقوله نحن بل تضمنه التقرير الذي أصدرته قبل أكثر من ستة أشهر منظمة رعاية الأمومة و الطفولة(اليونيسيف) في العراق بالتعاون مع وزارة التخطيط و الذي جاء فيه أن 5.3 مليون طفل عراقي أي 32% منهم لازالوا يعانون من مشاكل أساسية في حياتهم و التي حرم الإعلان العالمي لحقوق الطفل الصادر بالإجماع في 20/11/1959 من الجمعية العامة للأمم المتحدة- حرم تعرض الأطفال لها- هذا التقرير جاء مرآة صادقة تعكس التردي الكبير لأوضاع أطفالنا و هذا ما تسجله أفواج الأطفال المتسربين من المدارس و المتسكعين على غير هدى و المتسولين في الشوارع و الباحثين في أكوام القمامة و العاملين في نقل الأحمال و محلات الحدادة و كل الأعمال التي لا تنسجم و أعمارهم الصغيرة. و هنا لا ننسى ما قالته الناشطة المدنية البارزة هناء أدور رئيسة منظمة أمل للطفولة يوم 7/1/2013 على قناة الحرية: إن 35 ألف طفل عراقي دون الخامسة يتوفى سنويا.
و في إطار هذا الواقع المتخلف لأطفالنا جاء تأكيد منظمة تموز للرعاية الاجتماعية بوجود العديد من الأطفال المصابين بأمراض خطيرة في العراق و قالت السيدة فيان الشيخ علي رئيسة المنظمة لصحيفة(طريق الشعب): إن العوامل الاقتصادية و الاجتماعية و منها زواج القاصرات و مخلفات الحروب هي الأسباب الرئيسية في تفشي الأمراض و منها (مرض التقزم في أوساط الأطفال) وكان السيد عبد الزهرة الهنداوي المتحدث باسم وزارة التخطيط قد قال: (فيما يتعلق بحالة التقزم لدى الأطفال تم تسجيل نحو مليوني طفل يعانون من هذه الحالة بسبب سوء التغذية) و عندما نتكلم عن هذه الأعداد الكبيرة للمصابين بهذا المرض البائس و الأمراض الأخرى و إلى الأعداد الغفيرة من المحرومين بشكل عام فإننا نسأل ماذا هيأت وزارة الصحة و الوزارات المعنية الأخرى لاستقبال الولادات الجديدة في السنة الأخيرة و التي تجاوزت المليون طفل و أمام هذه التساؤلات يبرز أمامنا نسبة العراقيين الذين يعيشون دون مستوى الفقر و البالغة 17% كما أشار السيد الهنداوي بل أكثر وفق معطيات أخرى كثيرة ومن هنا نستنتج ضعف الخدمات الصحية المقدمة للأطفال وعدم شمول الكثيرين منهم برواتب الرعاية الاجتماعية والتي من الضروري أن تتحول إلى مخصصات للضمان الاجتماعي وبطالة أولياء الأمور وتدني مستوى  البيئة التي يعيشها الطفل الفقير في البيت والشارع وحتى المدرسة إن كل هذه التجليات المتراكمة تعلن بوضوح واقع الأطفال المزري وكأننا نعيش في الصومال أو إحدى الدول الأفريقية الفقيرة(مع احترامنا لشعوب هذه الدول) والتي لا تبلغ ميزانية دولة منها ميزانية إحدى وزاراتنا إن هذا الواقع يجب أن يكون مرفوضا من قبل الجميع من قبل كل القوى والكتل السياسية الكبيرة بشكل خاص لان أطفال العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه هم أمانة في أعناق الجميع وعدم الاهتمام بهم و إهمالهم يعني اغتيال لهم ولمستقبل العراق لان هؤلاء هم هذا المستقبل فإذا لم ينالوا الرعاية الشاملة والتربية الجيدة في البيت والمدرسة والمجتمع فلنقرأ عليهم وعلى مستقبل الوطن السلام ولكن بالعكس لو حظى الأطفال بالتربية والرعاية الجيدة  في جميع جوانب حياتهم  لكانوا جيلا من الشباب الأقوياء المبدعين والسعداء القادرين على بناء الوطن متميزا شامخا.
ينبغي أن تكون العناية بالأطفال كما أوصى بهم الأنبياء فهم اللذين أوصلوا المجتمعات المتقدمة إلى ما هي عليه من تطور ورقي كما نراها اليوم وهم يشكلون بكل تأكيد الأساس القوي لبناء مستقبل العراق الرصين وليكن هذا حافزا للجميع على نسيان خلافاتهم وقلبها إلى تفاهم واحترام الآخر و تقبل وجهة نظره وتقدير إنسانيته وبهذا نضع حدا لكل مشاكلنا ومنها معاناة الأطفال ونضع حدا لإهدار أموالنا كما أهدرت الـ 80% من الـ 700 مليار دولار التي دخلت خزينتنا العراقية منذ عام 2004 إلى 2012 مثلما  قال السيد علي الشكري وزير التخطيط .