مواطنون فـي بغداد يغلقون أبواب منازلهم مبكراً.. ولا يحملون "هوية الأحوال"

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, مايو 26, 2013, 01:23:44 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

مواطنون فـي بغداد يغلقون أبواب منازلهم مبكراً.. ولا يحملون "هوية الأحوال"




بغداد/ وائل نعمة



تحذيرات يومية تطلق بالجملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود "مليشيات" وسيطرات وهمية و"قتل على الهوية" يجري في مناطق غربي بغداد وشمالها، بعد أيام من انهيار الوضع الأمني خاصة إثر استهداف العاصمة بثماني سيارات مفخخة وضرب البصرة وكركوك وبابل وتكريت ومناطق اخرى باعتداءات مماثلة في يوم واحد.

ويتناقل ناشطون على "فيسبوك" روايات عن "حرب ميليشيات" تدور رحاها في أحياء ذات أغلبية سنية واخرى شيعية، مشيرين الى "غزوات" واخذ رهائن واسرى من الفريقين في هجمات متناوبة بين الطرفين، وأخبار عن تمركز سيطرات "وهمية" تخطف مواطنين على الهوية.

وفي الوقت نفسه فان نوابا من الطرفين يقولون بانهم "لا يملكون معلومات دقيقة عن وجود سيطرات وهمية "، لكنهم لا ينفون وجود جماعات مسلحة بدأت تنشط من جديد وترتبط بعلاقة مع الحكومة. فيما اتهم التيار الصدري ائتلاف المالكي والحكومة بدعم حركة "عصائب اهل الحق" والمشاركة باستعراضهم العسكري في بغداد قبل ايام.

وكانت تسميات جديدة ظهرت في بغداد لـ"ميليشيات" اعادت الى اذهان الناس ذكريات عنف الجماعات المسلحة المتبادل بين عامي 2006 و2008"، وحسب ما تقول تلك الجماعات فان تشكيلها جاء "كردة فعل" على ظهور ما يسمى بـ"الجيش الحر" في العراق وهو النسخة العراقية للميليشيا التي تقود العمليات المسلحة المضادة لنظام الاسد في سوريا.

وتثير الانباء المتداولة عن نشاط المليشيات والسيطرات الوهمية مخاوف البغداديين، وتؤثر بشكل كبير على سلوكهم اليومي وذهابهم الى العمل، فيقول احد سكان الأحياء الغربية في العاصمة بان الناس هناك "يغلقون باب منزلهم عند السابعة مساءً ويضطرون الى تغيير خط سيرهم الى العمل كل يوم تفاديا للخطف".

ويضيف الرجل وهو متوسط في العمر في حديث مع "المدى" طالبا عدم الكشف عن اسمه خوفا من الاستهداف "نسمع كل يوم عن هجوم ستنفذه احدى المليشيات"، موضحا "نتخذ التدابير اللازمة ونغلق الابواب خوفا من الهجوم". كما يذكر بانه موظف حكومي ويقوم بتغيير طريقه كل يوم بالذهاب والاياب خوفا من ان تخطفه احدى "السيطرات الوهمية". ولا ينسى الموظف ان يترك "هوية الاحوال المدنية" في البيت حتى لايتم التعرف عليه والى اي طائفة ينتمي اذا ما وقع في قبضة مسلحين. وتحذر صفحات متخصصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من وجود سيطرات وهمية في بغداد وبأماكن محددة مثل الغزالية وحي الجامعة واليرموك والمنصور ذات الأغلبية السنية وحي الشعلة الشيعي، وتطالب الأهالي بعدم الخروج والانتباه لوجود مسلحين.

وتعطي بعض الصفحات مواصفات السيارة ومكان تواجدها بشكل دقيق وعدد العناصر التي تقف بالسيطرة الوهمية، ولا يفوتها ان تؤكد لسكان تلك المناطق بان المسلحين "يرتدون زي الشرطة الاتحادية او الجيش او اي زي عسكري اخر كالذي ترتديه القوات الأمنية النظامية".

فيما تأتي ردود الفعل على تلك الصفحات متناقضة، فالبعض يؤكد وجود السيطرات الوهمية والآخر ينكر وجودها ويؤكد بانها "اخبار كاذبة هدفها تخريب العراق".

وبدأ الاعلان عن ولادة الميليشيات الجديدة في العراق يأخذ شكل "الفعل وردة الفعل". فالاحداث في الحويجة والهجوم الذي شنته القوات الامنية في شهر نيسان الماضي على ساحة الاعتصام كان حسب الرواية الرسمية، بسبب انتشار احد الفصائل المسلحة وقالت إنها استهدفت "جماعة النقشبندية التي عادت الى الظهور مجددا ولم تكن تستهدف في الهجوم المواطنين العزل"، ولكن جاءت ردود فعل غاضبة عن الحادثة لتعلن مجاميع مجهولة في الأنبار عن تشكيل جيش مضاد، فيما تعتبر جهات عشائرية ومنسقو الاعتصامات في المناطق المنتفضة دعم الحكومة لتشكيل "صحوات جديدة" بمثابة السماح لظهور ميلشيات مسلحة جديدة.

المتناقشون على "فيسبوك" لا يختلفون عن بعض نواب بغداد الذين لا يملكون ايضا معلومات دقيقة عن وجود السيطرات من عدمه.

احمد المساري عضو كتلة متحدون يقول اننا "نتلقى اتصالات من جمهورنا يسألوننا عن صحة وجود سيطرات وهمية"، متابعا، "نحن بدورنا نتصل بالجهات الامنية وهم لا يملكون معلومات مؤكدة".

المساري وهو النائب عن بغداد وفي اتصال يوم امس مع "المدى" يذكر بانه يسمع عن وجود سيطرات وهمية في مناطق "الغزالية والمنصور"، والعثور على بعض الجثث لمواطنين تم اختطافهم من أماكن أخرى، لكنه يقول ان المسؤولين الامنيين منقسمون، فبعضهم "يؤكد وجود تلك السيطرات واخرون ينفون".

اما النائب عن تيار الاحرار جواد الشهيلي يؤكد وجود شكوى في بعض المناطق من وجود مليشيات يقول عنها بانها "مرتبطة بالحكومة". ويشير الشهيلي وهو نائب عن بغداد في حديث يوم امس مع "المدى" بان مهمة وزارة الداخلية والاجهزة التنفيذية التوضيح فيما اذا كانت الانباء عن وجود "سيطرات وهمية، حقيقية ام ادعاءات".

ويصف النائب الصدري السيطرات الوهمية –اذا صحت أنباء وجودها- بانها محاولة "لخلط الأوراق" وزعزعة الوضع الأمني، منتقدا في الوقت نفسه التغييرات على مستوى قادة العمليات والتي استثنت "الاستخبارات" التي يراها الشهيلي "الحلقة الأهمّ والأضعف في المنظومة الأمنية".
http://www.almadapaper.net/ar/news/445313/%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B7%D9%86%D9%88%D9%86-%D9%81%D9%80%D9%8A-%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D9%8A%D8%BA%D9%84%D9%82%D9%88%D9%86-%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B2%D9%84%D9%87%D9%85-%D9%85
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة