تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

المالكي في خيمة صفوان الكردية ج1

بدء بواسطة صائب خليل, مايو 15, 2013, 01:48:15 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل

في 28 نيسان الماضي صدر بيان هام من وزارة الداخلية العراقية جاء فيه:
"في الوقت الذي تنشغل فيه القوات المسلحة العراقية بتداعيات الأعمال الإرهابية التي جرت مؤخراً في محافظتي كركوك والأنبار , أعلنت مصادر رسمية في وزارة البيشمركة عن انتشار لقواتها في
مناطق جنوب وغربي كركوك بدعوى ملء الفراغ الذي خلفه انسحاب القوات المسلحة من بعض المناطق وبدون موافقات الحكومة الاتحادية ....إن تاريخ الإخوة العربية الكردية والنضال المشترك ..."الخ!(1)

جاء الإعتداء الكردستاني العسكري الصارخ باحتلال الحويجة في الوقت الذي شعر فيه الكرد أن الحكومة فقدت السيطرة وأن المالكي وصل إلى حالة تراجع وأنه سيقبل بكل شيء. في اليوم التالي اجتمع وزير البيشمركة مع القنصل الأمريكي و "حذر ...من محاولة تسلل "الإرهابيين" الى محافظة كركوك لزعزعة الوضع الامني فيها"، ليبرر التحرك العسكري الذي يبدو أنه أخذ الضوء الأمريكي الأخضر للقيام به، ف "تم التأكيد خلال اللقاء على تعزيز وتقوية العلاقات العسكرية والديبلوماسية والاقتصادية بين الجانبين". و بحث "الوضع في محافظة كركوك وضواحيها ومحاولات الإرهابيين والمجموعات المسلحة لزعزعة الوضع الأمني فيها"، مشيرا الى انه "تم التباحث بشأن الوضع الحالي في إقليم كردستان والعراق والمنطقة". ومن جهته "ثمن القنصل الامريكي الجهود والخطوات من قبل حكومة اقليم كردستان".(2)

وليس من المستبعد أبداً أن المشكلة التي أثيرت في نهاية العام الماضي في قضاء طوز خورماتو كانت تهدف إلى تمكين مثل هذا الإحتلال، لكنها فشلت، فتمت إثارة التظاهرات من أجلها، أو أنها استغلت كهدية "من السماء" في أحسن الأحوال، وهو ما يندر أن يحدث، ففي السياسة تكون القاعدة: إن كان أمر ما مفيد لجهة ما، فقد أسهمت تلك الجهة في صنعه، على الأغلب الأعم!

وكما هو متوقع كان الرد الكردستاني على الإحتجاج العراقي شديداً. (3) فوصف آمر اللواء الاول في قوات الدفاع عن أقليم كردستان (البيشمركة)، تصريحات قائد القوات البرية علي غيدان بأنها "غير دقيقة وبعيدة عن الواقع وللتغطية على احداث الحويجة" ، وقال نائب رئيس مجلس محافظة كركوك ان الانتشار جاء لملء فراغ امني بعد انسحاب القوات الحكومية وتركها لمواقعها". وقال العميد شيركو فاتح إن "تصريحات قائد القوات البرية بوزارة الدفاع الفريق علي غيدان حول محاولة قوات البيشمركة السيطرة على ابار النفط في كركوك غير دقيقة وبعيدة عن الواقع وغير موفقة". واتهم فاتح، الفريق غيدان عبر تصريحاته بـ"محاولة التغطية على ما اقترفته القوات الحكومية من اقتحام وقتل للمدنيين في ساحة الاعتصام في الحويجة"، محذرا اياه من مغبة اتهام البيشمركة بما وصفه بـ"الاقاويل المجافية للحقيقة". مبررا الانتشار بـ"محاولة للحفاظ على أمن كركوك وتلافي حدوث اي خروقات". مبينا ان "وزارة البيشمركة لديها تنسيق عال مع وزارة الدفاع، وتعمل معها بشكل مشترك في المناطق المتنازع عليها بعد العام 2003".
نائب رئيس مجلس محافظة كركوك ريبوار طالباني قال أنها لـ "تفادي حدوث خروق أمنية محتملة وملء الفراغ، لاسيما بعد تعرض نقاط للجيش العراقي الى هجمات وترك بعضهم مواقعهم في كركوك وصلاح الدين وديالى". وأن "هناك اتفاقا مشتركا بين وزارة الدفاع العراقية ووزارة البيشمركة في حكومة اقليم كردستان لادارة الملف الامني بشكل مشترك".

ولنلاحظ هنا الدقة المراوغة في التعابير، فلم يقل أي من هؤلاء الساسة أن "هذه الخطوة" بالذات تمت بالإتفاق مع بغداد، لكنهم وضعوا العبارات لتوحي بذلك لكل قارئ غير دقيق! اشاروا فقط إلى إتفاق عام سابق مع بغداد، وهو ليس كذباً، للإيحاء باتفاق على تلك الخطوة، وهو ما لم يحدث! ويمكننا أن نلاحظ تأثير ذلك الإيحاء من خلال سؤال الصحفي للنائب الدكتورة حنان الفتلاوي من أن الكرد قالوا بأن تلك الحركة كانت بالتنسيق مع بغداد، لتنفي هي ذلك وتؤكد أن تلك الحركة كانت ضمن الأمور التي اعترضت عليها بغداد في اللقاء بين رئيسي الحكومتين! (4)
كذلك لنلاحظ أيضاً أن أي من المسؤولين الكرد الذين ادعوا أن الخطوة لم تكن احتلالاً لأرض متنازع عليها، وإنما فقط لتأمين المكان من الإرهابيين بسبب الظرف الطارئي، لم يقل بأن تلك القوات سوف تنسحب بعد انتهاء ذلك الظرف أو إذا طلبت بغداد منها أن تفعل ذلك! ولو فعلوا لحسموا الأمر وصدقهم الناس...
المتابع لتصريحات القادة الكرد، سوف يجد تلك الألاعيب اللفضية مكررة كثيراً. فمثلاً لم يترفع العديد من نوابهم من تبني الحيل الحسابية ليبينوا للآخرين أنهم يحصلون على 10.7% (وهم يحصلون على 17%) وتتم الخدعة ببساطة من خلال عدم احتساب المصاريف السيادية! إنني أتخيلهم يكركرون الضحكات فيما بينهم بعد ذلك ويتندرون كيف خدعوا العرب!...وأنا واثق أن بعضهم سيكتب ذلك في مذكراته يوماً مفاخراً بألاعيبه "الذكية". إنهم يفكرون بمكسب اللحظة الطارئة فقط، ولا يحسبون حساباً للمستقبل حين تفتضح الأمور، وبمثل هؤلاء الشركاء (اللوتية) يراد أن يبنى وطن!

التبريرات التي قدمت للتحرك العسكري تدعو للشك والقلق، وربما كان ذلك الإستيلاء أحد الأهداف الرئيسية من ما حدث في الحويجة.
يذكرنا هذا بادعاء نفس الشخصيات بأن استيلاء قوات البيشمركه على أسلحة الجيش العراقي كان من أجل "حمايتها" ومنع الإرهابيين من الإستيلاء عليها، لكن أحداً منهم لا يفكر بإعادة الأسلحة إلى أصحابها بعد "حمايتها" من الإرهابيين! هل يجب أن نشكر كردستان على حماية المنطقة والإستيلاء عليها مثلما يتوجب علينا شكرهم لحماية أسلحتنا ثم مصادرتها؟ وأنا من الذين يعتقدون أن الإرهابيين ليسوا سوى فرق امريكية (وإسرائيلية)، وهي جهة لا ينكر الكرد التنسيق معها على أعلى المستويات. فإن كان الأمر كذلك، فقد تكون البيشمركة مشكلة أكبر بكثير من مشكلة الإرهابيين.

عندما وجد القادة الكرد في لحظة تاريخية سافلاً لا يهمه سوى أن يبقى في السلطة، يجلس بأمر أمريكي على قمة الحكومة العراقية الأولى الأكثر فساداً التي فرضها الإحتلال، سارعوا بالإتفاق معه على أمر غريب في براغماتيته ولا أخلاقيته، اتفقوا معه أن تعتبر نسبة تعدادهم السكاني مرة ونصف بقدر النسبة التي حددتها التعدادات السكانية السابقة (!) والتي بقيت ثابتة بدرجة ما لعقود طويلة، وبدون تقديم أي مبرر منطقي لذلك. المبرر الوحيد الذي تكرر على لسان القادة والكتاب الكرد المدافعين عن هذه السرقة هو أن الكرد "تكاثروا" خلال تلك المدة! وهذه حيلة مماثلة للألاعيب اللفظية التي تحدثنا عنها، فنحن لا نتحدث عن التكاثر وزيادة العدد، بل زيادة "النسبة". فالجميع قد "تكاثروا" ولم يعودوا بنفس عددهم السابق. وعندما تكررت نسبة الكرد المستقرة بين 11%  ونيف و 10% ونيف في العقود السابقة، فقد كان الكرد "يتكاثرون" أيضاً، لكن نسبتهم بقيت ثابتة نسبياً كما هو منطقي لأن تكاثرهم لم يكن أكثر من تكاثر بقية الشعب (أو الشعوب) في العراق!

هكذا أدخل أياد علاوي ومجموعة المحتالين في القيادة الكردستانية هذه النسبة اللصوصية، وبتنسيق مع "أصدقاءنا" الأمريكان الذين زرعوا لغماً في كل شبر في العراق وجدوا فيه فرصة لذلك. وفي مناسبات لاحقة، دافع أياد علاوي عن استمرار هذا العقد المخزي، حتى أنه ضحى بعدد من "رفاقه" في قيادة "العراقية" الذين اعترضوا عليه! واستطاع القادة الكرد من خلال استغلال الأزمات السياسية أن يدافعوا عن هذا "الإتفاق" حتى بعد إعلانهم الرسمي من خلال وثيقة اصدرها برلمانهم، تقول بأن نسبتهم تبلغ 12.6% وارتفاع الضجة الكبيرة بين العرب العراقيين حول هذه الفضيحة التي كان لكاتب هذه السطور أن يتابعها ويكتب عنها ويكرر، وسط صمت إعلامي مرعب! لقد كانت 11% من الشعب تبتز الـ 89% الباقين، وتأخذ منهم حصة مهينة 17%، تجعل من كل كردي مساوياً لعربي ونصف أو أكثر، في كل شيء في العراق! الأموال المخصصة والمقاعد البرلمانية ونسبة الوزراء والموظفين والجيش...كل شيء! كل هذا تم من خلال رشوة مفضوحة لإنسان دنيئ! إنني أتساءل: هل لو أن أن الرشوة كانت معكوسة، وكان التنسيق الأمريكي الإسرائيلي في صالح العرب، وكان الكرد في حالة ضياع، واتفق البعض مع البرزاني أو طالباني على ان تعتبر نسبة الكرد 7% مثلاً بدلاً من 11% التي تشير إليها الإحصاءات السابقة، فهل كان ساسة الكرد وكتابتهم سوف يقبلونها ويصمتون هذا الصمت المؤسف، أم سيطالبون بحصتهم وفق النسبة القديمة باعتبار أنها الوحيدة المتوفرة حتى يحين إحصاء جديد؟ ولو كانوا يشكون أن الحكومة تنوي تزوير الإحصاء وأنها قادرة على ذلك، فهل سيقبلون بذلك الإحصاء، إن جاءت نتائجه مخالفة للنسبة المستقرة بين العرب والكرد طوال العقود؟

تكشف الفضيحة بشكل رسمي غير قابل للإنكار أو الدحض، من خلال وثيقة البرلمان الكردستاني وأكتب عنها تكراراً، وأحرض المحافظات المتظلمة من قلة الموارد أن كردستان تسرق منهم 3 مليارات دولار كل عام، ويعلم الـ 89% بحقيقة ما يحدث ويثيرون ممثليهم في الحكومة والبرلمان الذين يسيطرون على معظمهما، ويشعر الجميع أن نهاية هذه الفضيحة قد صارت قريبة، وتصلني تهنئة من زميلي الكاتب وخبير النفط حمزة الجواهري أن القضية التي أثرتها وتابعتها سنيناً، تبدو أنها ستأخذ مجراها وأنها في طريقها للحل! وأفرح بذلك، ولكن....ورغم كل هذا تنقلب الأمور وتستمر الإتاوة ويستمر الإبتزاز ، فتمكن اللصوص من إدامة الإبتزاز غصباً عن كل المعترضين من الأغلبية الساحقة المغبونة، وغصباً عن ممثليهم الأغلبية وغصباً عن كل إحراج الحقائق والوثائق المكشوفة!

ما كان سيكون موقف الكرد لو أنهم ظلموا في نسبة إعتباطية اتفاقية مثل 7% ، ثم جاءت إحصائية من البرلمان الإتحادي (الذي أفترض أنه متحيز للعرب) تؤكد أن نسبتهم 12.6% ؟ ألن يقيموا الدنيا ولا يقعدوها؟ ألن يشعروا حين تفشل محاولاتهم وتحبط من خلال الأزمات السياسية وألاعيب الألفاظ، بأن العرب "ما تصيرلهم جاره" وأن الحل الوحيد هو بالإنفصال عنهم؟ فهل نحن ملامون إذن بالدعوة عن الإنفصال عن كردستان، ولدينا إضافة إلى كل تلك الأحاييل، أحاييل وسرقات واحتلال اراضي وتنسيق مع الإحتلال وإسرائيل، وفتح الإقليم فندقاً لكل اللصوص الكبار وكل حثالات المنطقة المعادين للعرب، فما الذي ينتظره الكرد منا سوى أن نستنتج أن كردستان تهدف بشكل عامد ومخطط إلى تدمير العراق، وليس سرقته فقط؟ وأنها حصان طروادة الإسرائيلي في العراق وأن ممثليها في مجلس النواب، ممثلون لإسرائيل وأميركا وأجندتهما في العراق؟

هؤلاء هم قادة كردستان الذين تتحالفون معهم أيها السنة... يأخذون أموالكم عنوة ويحتلون أراضيكم بالقوة بالتحالف مع تركيا (التي يحج إليها قادتكم بلا خجل) وينسقون ضد العراق مع إسرائيل وأميركا، وأنتم تهتفون لهم وترفعون علمهم، وتصرخون بالويل من إيران!! فأي جنون هذا وأي وباء أصابكم؟؟ وإلى أين سيؤدي بالبلاد هذا الجنون؟ هاقد ذهب المالكي فقدم للكرد المزيد من التنازلات على حسابكم وحساب "شيعته" أيضاً، وبفضل ضغوطكم التي لا تدري أين تتوجه فتترك توجيهها لإرادات مشبوهة لكردستان دور مركزي في قيادتها. ولا تعلم اين تتوقف، فتترك الآخرين يوقفوها عند حاجاتهم.
ما الذي فعله لكم قادة كردستان؟ فتحوا مستشفياتهم لبضعة جرحى؟ حتى هذه الحركة مقتبسة من إسرائيل، وقد فعلتها قبلاً!!

لقد كتبنا وكتب فؤاد الأمير وكتب حمزة الجواهري وكتب آخرون الكثير عن سرقات كردستان النفطية الهائلة واحتلال الأراضي بلغت ضعف مساحة الإقليم، هي من أراضيكم دون غيرها، وعدم تسديدهم للفواتير ولا لقوائم الحساب الذي هو حسابكم وحساب أهلكم فما كان موقفكم من ذلك؟ هل أخبركم أحد هؤلاء الرعناء الذين يهتفون في تظاهراتكم، بهذه الحقائق؟ هل كان للحقائق مكان في هياج "الكرامة" و "الشجاعة" وجيوش "العزة"؟ لا!! ليس لديهم وقت لتلك الحقائق فالهتاف بالرعب من إيران وإدانتها بلا أي دليل (لموقفها من إسرائيل لا غير) هو ما يجب أن يهتف القطيع به، ولا مجال لشيء آخر! هؤلاء هم قادتكم السياسيين، وهم كقادة الكرد، يفتقدون الحد الأدنى من الشرف الذي يمنعهم عن تدمير العراق!

هذا رافع العيساوي يكافئ سراق أموال السنة وأراضيهم، قبل أن يغادر وزارته، بأن يدفع حصة الإقليم فوراً وقبل أن يدفع حصة الباقين حتى المحافظات السنية التي يدعي الدفاع عنها، رغم أن على كردستان مبالغ مطالبة بها كان يجب تصفيتها قبل دفع مخصصاتها التي هي لصوصية أصلاً، وللسنة حصة فيها، فلمن يتجه ولاء رافع العيساوي إذن؟

يتبع....