للمقبلين على الزواج.. الفحوصات المختبرية إجراء صحي تركها ينذر بكوارث اجتماعية

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, أبريل 27, 2013, 06:43:08 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

للمقبلين على الزواج.. الفحوصات المختبرية إجراء صحي تركها ينذر بكوارث اجتماعية
     


27/4/2013 12:00 صباحا


بغداد: عذراء جمعة
اصبح اجراء الفحوصات الطبية و المختبرية امرا ملزما لجميع الاشخاص المقبلين على الزواج للتأكد بخلوهم من الامراض الانتقالية او المزمنة والوراثية لمنع انتقالها للأجيال اللاحقة، وقد شرع عدد من الدول قانونا يلزم المقبلين على الزواج باجراء الفحوصات الطبية، العراق احد البلدان الذي فرضت فيه وزارة الصحة اجراء الفحوصات الطبية للراغبين بالزواج  قبل عقد القران ، اذ تحيل المحكمة أوراق المتقدمين للزواج  الى احد المستشفيات او المراكز الصحية المختصة لبيان وضعهم الصحي، لكن الكثيرين يتجاوزون  هذه الاجراءات الوقائية، الامر الذي يسبب اصابات صحية وتشوهات ولادية تنغص حياة الاسرة مدى الحياة.
نتائج سلبية

قبل 10 سنوات تعرض منعم صاحب وخطيبته الى خطأ طبي فادح ارتكبته احدى الممرضات العاملات في مستشفى رسمي، يقول صاحب: في العام 2003 قبل اندلاع الحرب بشهرين ذهبنا انا وخطيبتي لاجراء الفحص الطبي، وبعد أخذ عينة من الدم لكلينا، جلسنا في صالة الانتظار للحصول على نتيجة الفحص، وبعد ساعة تقريبا اخبرتنا الممرضة بتطابق فصيلة الدم واعطتنا ورقة تبين نتيجة الفحص لغرض عرضها على القاضي الذي يعقد القران، واضاف منعم بعد الوصول الى المحكمة قلب القاضي المستمسكات الخاصة بالشهود ومعاملة الزواج  ومن ضمنها ورقة الفحص التي كتبت باللغة الانكليزية، ولم يعر القاضي أهمية لما مكتوب فيها ، واكتفى بختم المستشفى فقط، بعد عام رزقت بمولود  ولد في مدينة الطب واكتشفت الطبيبة المختصة في قسم الولادة ان المولود يعاني من اصابة سببها عدم تطابق فصيلة دم الابوين ، الامر الذي يستدعي علاجا مضادا بعد كل ولادة لتجنب الاصابة بتشوه الجنين وابعاد الخطر عن حياة الأم.
شاكر عبيد (40 عاما ) اجرى هو وخطيبته عددا من الفحوصات الطبية قبل عقد القران،  بين ان الفحوصات المختبرية قبل الزواج مهمة لكلا الطرفين، فهناك امراض وراثية قد تسبب اصابات يعاني منها المولود وتنعكس اثارها النفسية والسلبية على جميع افراد العائلة، وليس من الحكمة ان نستمر على العادات والتقاليد القديمة التي يروج لها بين الطبقات الفقيرة والبسيطة،لانها تسبب أخطاء كارثية ، مشيرا الى اهمية الفحوصات وضرورتها لمستقبل المقبلين على الزواج.
علي كنعان من مواليد (1987) كان مترددا من اجراء الفحوصات الخاصة بالزواج اذ يقول: انا وخطيبتي ابناء عم  ولا توجد امراض خطيرة في عائلتنا الا انني فوجئت بعد اكمال اجراءات عقد القران ان المحكمة اعطتني استمارة فحص لي ولخطيبتي معنونة الى مستشفى الكندي لاجراء الفحوصات المحددة، ولايقبل القاضي بالمصادقة على الزواج ، الابعد الحصول على نتيجة الفحص الطبي من المستشفى ، ولذلك انا افكر بعقد القران عند احد الشيوخ او المكاتب الاهلية للتخلص من هذا الروتين.

فوائد مستقبلية

مستشفى الكندي التعليمي  احد المستشفيات الخمسة في منطقة الرصافة ببغداد، فضلا عن ثمانية مراكز صحية تقوم باجراء الفحوصات الطبية للمقبلين على الزواج، مديرالمختبر في المستشفى الطبيب التخصصي بأمراض الدم خالد احمد تحدث عن هذا الموضوع قائلا:
   فحص المقبلين على الزواج برنامج عالمي يشمل عددا من الفحوصات المهمة لبناء مجتمعات خالية من الامراض، اهم الفحوصات التي يتم اجراؤها هو فحص صنف الدم ونسبة الهيموكلوبين وتحديد عامل (rh) الذي يجب ان يكون مطابقا عند الزوج والزوجة بالايجاب او السلب، وفحص العوز المناعي (الايدز)، وكذلك فحص التهاب الكبد الفيروسي بانواعه الثلاثة (A )( B )( C)،  واضيف مؤخرا نوع (C) لانه يعد اقوى انواع هذا المرض واخطره و قد يؤدي احيانا الى الوفاة لأن اصابته بالدم  وينتقل بالطرق الجنسية، وكذلك ينقل من الأم الى الجنين، ومرض البحر المتوسط (الثلاسيميا) الذي يعد من اهم هذه الفحوصات لكونه يشكل مشكلة مجتمع باكمله ، فالشخص المصاب بهذا المرض يبقى  ملازما له طيلة حياته وهو من الامراض الوراثية.
واضاف مدير المختبر ان هذه الفحوصات تجرى بأحدث الاجهزة المختبرية مع توفير نوعيات جيدة من المواد المستخدمة بالتحاليل، موضحا ان طريقة الفحص تبدأ بتوجيه عدد من الاسئلة للمقبلين على الزواج للتأكد من خلو عائلتهم من امراض الدم الوراثية وكذلك العقلية واكمالها بضمان اخذهم اللقاحات المطلوبة للتحصن من الامراض، لاسيما الزوجة للتأكد من استعدادها للانجاب، واكد احمد عدم وجود نسبة حتى( واحد بالمئة ) بنتائج خاطئة في هذه التحاليل، ولكن في حالة الاشتباه بوجود اي مرض عند الفحص والاختبار الاولي يتم اعادة التحليل مرة ثانية في المختبر المركزي، ويسمى تحليلا (تاكيديا) ، وبعد اكمال الفحوصات يتم ارسالها بظرف مختوم الى المحكمة وعن طريق معتمد خاص لغرض اكمال الاجراءات الخاصة بعقد القران، وفي حال وجود اصابة بمرض العوز المناعي او الثلاسيميا او التهاب الكبد الفيروسي يتم ارسال التحليل مرة ثانية الى المختبر للتأكد ومن ثم ابلاغ الشخص باصابته واعطائه المشورة اللازمة للعلاج .
وعلل مدير المختبرعدم اضافة فحص القدرة على الانجاب من ضمن الفحوصات الخاصة بالمقبلين على الزواج في العراق، بان هذا المرض هو نفسي اكثر مما هو جسدي، والكثيرون من الازواج يعلمون بعدم قدرة زوجته على الانجاب ويستمر في حياته الزوجية معها وكذلك الزوجات، كما ان معرفة احد الطرفين بعدم قدرته على الانجاب يسبب صدمة نفسية لكليهما وقد لا يمنحهم فرصة الزواج اصلا ولصعوبة اجراء هذه الفحوصات، خاصة للمرأة لانه لا بد من اجراء اكثر من فحص للوصول الى النتيجة بعكس الرجل الذي يحتاج الى فحص مختبري واحد ، مبينا ان المحكمة  ترسل لنا في بعض الاحيان بيان رأي للتأكد من قدرة احد طرفي الزواج  من القدرة على الزواج والانجاب في حالات خاصة للمتزوجين من صغار السن.
موضحا ان المستشفى يستقبل يوميا (20) استمارة فحص ترد من المحاكم ضمن الرقعة الجغرافية للمستشفى التي تشمل شارع فلسطين والحسينية ومدينة الصدر والزعفرانية وتحتاج من 3-4 ايام  لاكمال الفحص الخاص بكل شخص.

مكاتب أهلية

   الدكتور عبد الرحيم الشمري استاذ علم النفس بجامعة بغداد اشار الى ضرورة تفعيل دور المختبرات الصحية بالشكل الذي لايجعل من هذه الفحوصات مجرد اجراء روتيني لايعطى اهمية،  فالبعض يعقدون قرانهم عند (رجل الدين)، ولايذهب الى المحكمة الا عند مطالبته بعقد رسمي للزواج في احدى المعاملات، وهذه الحالات تكثر في مجتمعات الارياف والاقضية والنواحي البعيدة وحتى في بعض مناطق بغداد ، ولاسباب عدة منها، صغر سن المتزوجين دون المسموح به قانونا ، وهذا  سيؤدي الى تجاوز شرط الفحص المختبري الذي قد يؤدي الى كوارث صحية مستقبلية  تنتهي بالطلاق او تشكيل اسرة تعاني من تشوهات ولادية واصابات وراثية لاتضيف شيئا للمجتمع، بل تصبح (عالة) عليه، ولذلك لابد من ايجاد صيغة من التفاهم المشترك بين المحكمة والمستشفى اكثر حرصا على ألا يصبح الفحص الطبي مجرد اجراء اداري شكلي ، لانه سيعود بالضرر على مجتمع كامل لما يسببه من اضرار نفسية واجتماعية واقتصادية، وقد تبرز مشكلة الاصرار من قبل بعض العوائل على اتمام الزواج حتى في حالات وجود الاصابة المرضية لدى احد الطرفين، وفي هذه الحالة وكما معمول في بعض دول اوروبا ، تجد المحكمة نفسها ملزمة بأخذ تعهد على الشخصين الراغبين بالزواج  بعدم تحميل مؤسسات الدولة الصحية والاجتماعية اية اعباء او تكلفة اقتصادية سببها الانجاب لولادات مشوهة او مريضة او اية مضاعفات صحية لدى الزوجة ، واكد الشمري ان ظاهرة الاصابة بالتشوهات الولادية وحالات الوفاة عند الولادة سببها الامراض الوراثية والانتقالية التي تكون غير معروفة لدى الزوجين الا بعد فترة متاخرة ، فضلا عن الامراض المستحدثة التي نتجت بسبب الحرب واستخدام الاسلحة الملوثة ، ومن المهم ان تلتزم حتى المكاتب الاهلية الخاصة بعقود الزواج بطلب نتائج الفحص المختبري للمقبلين على الزواج حتى لاتكون منفذا للالتفاف على القانون  ووضع المحاكم امام واقع حال في المصادقة على زيجات مضت عليها سنوات.


http://www.faceiraq.com/inews.php?id=1632772
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة