الأمثال في توصيف الأحوال (1) / جورجينا بهنام

بدء بواسطة matoka, مارس 25, 2013, 03:51:04 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

الأمثال في توصيف الأحوال
(1)




           جورجينا بهنام

برطلي . نت / بريد الموقع



تشكل الأمثال الشعبية خلاصة تجارب الآباء الأجداد، وخواتيم لحكايات وأساطير قديمة درج الناس على ذكرها وتمثلها، حتى أدى تكرارها إلى ذهابها مثلاً، لان الحكمة الشعبية جزء لا يتجزأ من تراث الشعوب العريقة ذات الجذور الموغلة في التاريخ، وفرع من الموروث الأدبي المنقول شفاهاً، من جيل إلى جيل، تحفظها ذاكرة الشعوب وتنقلها دون تعمد إلى الأجيال التالية لتصبح جزءاً من التقليد المتوارث، وعمادا أساسيا لأفكار ومفاهيم وأسلوب تفكير ذلك الشعب ، لتعكس، على الأغلب، الإطار العام الرئيس الذي تدور فيه حياة هذا المجتمع أو ذاك، وكلما ضرب لك احدهم مثلا سبقه بالقول (الأمثال تضرب ولا تقاس)، و لأنها خلاصة تجربة عميقة، ووسيلة مختصرة للتعبير عن خبرة قد يطول الحديث عنها، ولأنها تضرب ولا تقاس، ربما كان من الممكن أن تضرب في حالات كالتالية:

- العراق بلدنا بلد الثروات اللامحدودة، النفط أولها وآخرها علمه عند الله، غني بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ، ومصادر ثروته تكاد تفوق او تتفوق على مصادر ثروات كثير من الدول المجاورة وغير المجاورة، سيما الدول النفطية. ولكن شعبه لا يحظى بذات الرفاهية التي تحظى بها شعوب أخرى، مستوى الفقر عنده في تصاعد وعدد الأيتام والأرامل دون معيل ولا كفيل في تزايد، ولا تقدم الدولة فيه لمواطنيها ابسط الخدمات، إذ لا تكفل لهم الرعاية الصحية اللازمة مثلا، او توفر مواد البطاقة التموينية الأساسية، ولعل المثل الذي ينطبق عليه هو:

( مثل الجمل يحمّل ذهب وياكل عاگول).


- يزور الكثيرون من أبناء محافظات العراق إقليم كوردستان – العراق، وبمزيد من الإعجاب والاندهاش ينقلون صورة التطور العمراني والحضاري الذي يشهده الإقليم عندما يعودون إلى ديارهم، ويروون بفخر واعتزاز ما حققه من تطور ويخصون بالذكر (ام المشاكل: الكهرباء) فهي متوفرة بنوع أفضل في الإقليم عدا الأمور التفاضلية الأخرى. فهل ينطبق عليهم المثل الذي يقول:
(تتباهى القرعاء بشعر اختها الطويل)؟.


- كثيرة هي البلدان والدول التي شهدت ثورات عارمة، او ما اصطلح عليه بالربيع العربي، طارت مع رياحه حكومات وسقطت أنظمة وتزلزلت الأرض تحت أقدام دكتاتوريات عنيدة، لكن شعوبا أخرى في ذات المنطقة، تعيش أحوالا ليست بأفضل من تلك التي عاشتها الشعوب المنتفضة، ورغم ذلك ما زالت صامتة ولم تحرك ساكنا وكأن نسيمات الربيع العربي لم تعرف طريقها إلي أجوائها. أم لعلها تتمثل المثل القائل:
(مجنون تعرفه خير من عاقل تجهله).


- ومع الحديث عن الربيع والخريف والصيف....تاهت بعض الشعوب في متاهات الصراع بأشكاله المختلفة، ورغم فظاعة فترة حكم الأنظمة السابقة فقد كان لها من اسمها نصيب وإن كان يسيرا، الا وهو النظام، في ظل الفوضى السائدة يحن البعض للأيام الخوالي ولكن عبثا، فهل يصح فيها المثل الشعبي:
(لاحظت برجيلها ولا خذت سيد علي)؟.


- في ذات السياق، كان العراق سباقا في في مجال التحول نحو الديمقراطية، ويكاد يكون الدولة الرائدة في المنطقة بأسرها، عانى بعد التغيير ولسنوات، من ويلات الاقتتال والصراعات الداخلية التي حملت شعارات مختلفة، ورغم ذلك، حين سنحت الفرصة للآخرين ليرتقوا سلم التغيير أعادوا ومازالوا يعيدون سيناريو الأخطاء ذاتها في صراعات لم تقرأ ولا حرفا واحدا من التاريخ الحديث فما بالها بالقديم. ولم تستفد قيد أنملة من تجربة العراق. أكان يقصدهم من قال:
( العاقل من اتعظ بغيره والجاهل من اتعظ بنفسه)؟.


- وأخيرا اخبرونا مرارا أن (الثورات يصنعها الفلاسفة والمفكرون، ينفذها الثوار الشجعان، ولكن يجني ثمارها الانتهازيون)، ولعل ذلك ينطبق على ما آلت اليه الأمور في كثير من دول ثورات القرن الحادي والعشرين، ليكون لسان حال ثوارها الشباب:
( يا من تعب يا من شكا ويا من على الحاضر لكا).









Matty AL Mache

ماهر سعيد متي

امثال وتوصيف رائع .. هكذا يكون الاعلام الحقيقي الذي يروم نقل المغزى الحقيقي من امثلة يسطرها التاريخ .. شكرا لك تحياتي

.. فيما سبق كنت قد قرأت معنى المثل القائل

لاحظت برجيلها ولا خذت سيد علي

أصله : أن إمرأة حسناء ، ذات طهر وعفاف ، كانت قد زوجت الى رجل فقير ، قليل الرزق ، ضيق ذات اليد ، وكان ودودا لها ، حريصا على هنائها وسعادتها ما وسع جهده ، وما تسمح به حالته . وبعد مرور بضع سنوات على زواجهما ضاقت المرأة ذرعا بفقر زوجها ، وضيق عيشها معه ، فملت عشرته ونفرت من العيش معه ، فذهبت تبحث عن فتاح فال يكشف لها طالعها ، وطالع زوجها ، فدلتها بعض النسوة على ملا إسمه ( السيد علي ) ، كان مشهورا بقراءة الفأل . فرأى سيد علي حسن المرأة وجمالها ، فزاغت عينه .. فقرر أن يستحوذ عليها لنفسه ، وأن يوقعها بحبه فحسب لها النجم وسأل لها ملك الجن ، ثم أخبرها أن نجمها ونجم زوجها لايتلائمان وأن الطلاق من زوجها هو خير ما تستطيع أن تفعله ، وإن كان الطلاق هو أبغض الحلال عند الله . ثم لمح لها في حديثه أنه مستعد للزواج منها وإسعادها ، إذا ما إفترقت عن زوجها وأكملت عدتها . فصدقت المرأة كلامه ، ووثقت بوعده لها . فذهبت الى زوجها فطلبت الطلاق منه ، فطلقها مرغما أسفا . ثم عادت المرأة الى سيد علي وطلبت منه أن يفي بوعده بالزواج منها ، فراح يماطلها حتى أحست بمكره وعلمت بخداعه ، ووثقت من عزوفه عن الزواج منها ، فرجعت الى زوجها أسفة ، نادمة ، باكية ، وطلبت منه أن يعيدها الى عصمته مرة أخرى ، وكان زوجها ــ مع شدة فقره عـفيفا ، ذا إباء وشمم ، فأبى ذلك . فعادت المرأة الى أمها حزينة باكية ، لتعيش معها ، ولتقاسمها قسوة الفقر ، وأهوال الفاقة . وعلم الناس بذلك الأمر ، فقالوا (( لاحظت برجيلها ... ولا خذت سيد علي )) ولاموها على سوء تصرفها ، وعدم قناعتها بما قسم الله تعالى لها من رزق . . وذهب هذا القول مثــلا...
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة