من خلال المظاهرات والأحتجاجات الأخيرة هل أتضحت الصورة للمالكي ؟

بدء بواسطة يوسف الو, فبراير 04, 2013, 05:01:30 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف الو


من خلال المظاهرات والأحتجاجات الأخيرة ... هل أتضحت الصورة للمالكي ؟؟
سقط النظام الدكتاتوري البعثي عام 2003 بالطريقة التي لم يكن يتمناها شعبنا بعد أن ذاق كل أشكال العذاب والحرمان والفقر والتسلط الأعمى على يد أعتى طغاة العصر من الزمر الصدامية البعثية وكان الهدف الذي جعل أمريكا والدول المتحالفة معها تزحف بجيوشها نحو بغداد هو أسقاط ذلك النظام معتمدين لما كانت تنقله المعارضة في الخارج من الممارسات اللاأنسانية لذلك النظام وايضا أستنادا لما كان يجري على الأرض أمام مرأى العالم , اذن الهدف كان تخليص الشعب العراقي من محنته التي عاشها فترة ثلاثة عقود ونصف تقريبا ومن البديهي أن يكون البديل هو لصالح شعبنا ووطننا وهذا كان الهدف المعلن رسميا ولكن ما أن سقط النظام حتى بدات الصورة التي تخيلها شعبنا تتغيير يوما بعد آخر وراحت تأخذ منحا آخر بالميل المعلن نحو الطائفية والتحزب والتطرف الديني والمحاصصة وبمعرفة تامة ومباركة من الأمريكان وحلفائهم متناسين أولئك الذين جاءوا بالقطار الأمريكي الهدف الرئيسي لذلك التغيير ومن خلال تلك المحاصصة تمكنت العديد من القيادات البعثية وبطرقهم الخبيثة وحيلهم المعروفة تاريخيا من التوغل في كنف السلطة ( الديمقراطية ) الجديدة مستغلين هذه التسمية لاغراضهم ونواياهم العدوانية المبيتة ليس لخصومهم السياسيين فقط بل لغالبية الشعب العراقي المنهك والمغلوب على أمره ! معتمدين على أجندات خارجية هدفها أضعاف العراق وأذلال شعبه , ثم أتضح الأنقسام بين الأطراف المتصارعة على السلطة وبالطرق الخبيثة التي تعلموها من أسيادهم الطغاة المقبورين فكان في مقدمة أجراءاتهم المشتركة هو أبعاد القوى الوطنية والشريفة والمخلصة من الساحة السياسية والمناصب المهمة والخدمية كي تخلو لهم الساحة للسلب والنهب والعبث بثروات الشعب المسكين المنهك القوى وأهمال كل ما يتعلق برفاهيته من جميع النواحي ومن ثم الصراع الدامي بين الأطراف الرئيسية التي حولت العراق الى ساحة معركة داخلية وقودها شعبنا فالتزوير في الأنتخابات التي جرت منذ سقوط النظام وحتى اليوم هو ديدنهم الوحيد للوصول الى هدفهم وهو الكرسي الذي سيلتصق بهم كما يتخيلون !! ومن ثم نهب وسلب أكبر كمية من أموال الشعب وبالطرق الخبيثة التي أنكشفت لشعبنا فيما بعد وأيداعها في البنوك العالمية التي تستغلها للأستثمار وجني الفائدة لصالحها , وبعد مضي ما يقارب العشرة سنوات على تلك اللعبة الخبيثة التي مارسها سياسيوا اليوم العديمي الخبرة لازالوا مستمرين بغييهم ولازالوا يعملون لنفس الهدف المرسوم في مخيلاتهم والذي كان حلما لهم وبأعتقادهم أن الحلم قد تحقق وعليهم أستغلال الوقت كي يحققوا مآربهم على حساب الشعب الذي لايزال صامتا على ما يتلقاه من ظلم وتعسف وأهمال تام في كافة المجالات العامة .
قبل أكثر من عام أنطلقت المظاهرات الشعبية السلمية في بغداد وبعض المحافظات مطالبة بتوفير الخدمات وترفيه الشعب المتعطش للحرية والديمقراطية وما كان من الحكومة وعصاباتها الأمنية الطائفية الموالية لرئيس الحكومة وجهازه الأمني والعسكري ألا التصدي لتلك الثورة السلمية الحقة حيث مارس الجلاوزة أبشع الطرق الخسيسة للحد من تلك المظاهرات والأحتجاجات الجماهيرية وراح ضحيتها عدد من الوطنيين الأبرياء أضافة الى زرع الخوف في نفوس الآخرين للحد من أتساع رقعة تلك الأحتجاجات الى ثورة جماهيرية عارمة تعصف بالنظام المتعسف والسياسيين عديمي الخبرة وبالفعل تم أخماد تلك الأنطلاقة الشعبية السلمية وبالطرق المعروفة للجميع .
اليوم وبعد عشرة سنوات على سقوط النظام وقبل أكثر من شهر أنطلقت المظاهرات والأحتجاجات في محافظات الرمادي وتكريت والموصل وديالى وهي المحافظات التي تقطنها أغلبية سنية والمعروف للجميع بأن تلك المحافظات كانت موالية للنظام البعثي المقبور حيث كان أغلب ضباط وقادة الجيش والعناصر الأمنية والأستخباراتية والمخابراتية من تلك المحافظات ولما كان الهدف الرئيسي من الحرب على العراق في 2003 هو اسقاط النظام البعثي فان من شملهم الأجتثاث ظمن هيئة أجتثاث البعث والذي كان من احد بنود الدستور ( حذر البعث من العمل السياسي ) فكان نصيب تلك المحافظات كبيرا جدا وبدلا من أن يعلنوا توبتهم وشجبهم للمارسات اللاأنسانية لذلك النظام راحوا يتاملون عودته مرة أخرى وبالطرق الخبيثة والحيل والألتفافات السياسية المعروفة لدى البعث منذ تاسيسه وهذا ما كشفته المظاهرات والأحتجاجات الأخيرة بشكل واضح لايقبل الشك من خلال الشعارات والهتافات الطائفية التي أطلقوها ورفع علم البعث المقبور وصور الطاغية المقبور خلال التجمعات وأيضا ألتفاف القادة السياسيين المعروفين بميولهم البعثي حولهم وتأييدهم ببعض المطالب الغير قانونية والغير معقولة في هذا الظرف الصعب الذي يمر به العراق وشعبه مدعومين من أجندات خارجية وعناصر الشر والدمار من القاعدة وحلفائها في الوقت الذي كنا نتمنى أن تكون المظاهرات والأحتجاجات سلمية ووطنية وشعبية تطالب بمطالب مشروعة في مقدمتها توفير الخدمات والعيش الكريم للشعب ألا انها للأسف الشديد لم تكن كذلك !.
أذن انكشفت الحقيقة التي تستر بها من تمكن من الوصول الى الكراسي المهمة في الحكم وهم يعملون طوال تلك الفترة من أجل ما يحدث اليوم متوهمين بأنهم قادرين على أعادة الظلم والطغيان الذي مارسه أسيادهم خلال فترة حكمهم المظلمة متناسين أن خصومهم ( المستبدين ايضا ) !! يشكلون نسبة 67% من الشعب العراقي وهم لايتعدون 18% ومتناسين أيضا بان هناك طرف ثالث يلعب على الحبلين ويتكيء على الكفة الراجحة دائما مستغلا الصراع الطائفي بين الطرفين لأغراضه الخاصة وهذا ما حدث ويحدث !!.
اليوم وبعد أن أنكشفت اللعبة واتضح الهدف للجميع هل أتضحت الصورة للمالكي الذي عمل هو ومعيته بجد ومثابرة من أجل أبعاد القوى الوطنية من الساحة السياسية ومحاربتها كما كان يفعل النظام البعثي المقبور ؟؟ سؤال مهم وحاسم يوجه للمالكي وعليه ان يتامل الصورة جليا ويتخيل ماذا سوف يحدث لو تمكنت تلك المجاميع المهزومة في 2003 من تحقيق هدفها لاسامح الله ويتخيل أيضا مصيره ومصير من ناصره ومن يعمل بمعيته وقبل هذا وذاك مصير شعبنا الذي ذاق الذل والهوان على يد أولئك الطغاة و بالتاكيد سوف يتأكد بأنه لم يعد هناك سبب من أبعاد القوى الوطنية التي لو كان قد فسح المجال لها لأن تعمل بوطنيتها المشهودة لكان المشهد قد تغيير بالتأكيد ولكان شعبنا قد أستعاد عافيته ورفاهيته ولكانت التجربة الديمقراطية قد نجحت لامحالة , مهما يكن فلازال هناك متسع من الوقت للمالكي ولسياسيي اليوم لأن يضعوا النقط على الحروف ويعيدون النظر بخططهم وقراراتهم وأساليبهم التي قادتهم ومعهم شعب العراق الى ما يحدث اليوم للأسف الشديد ويبدأوا المشوار من جديد معتمدين على قاعدة وطنية قوية صلبة لها باعها الطويل والمجرب في العمل السياسي كي ينقذوا الوطن والشعب من محنته التي اخذت تزداد يوما بعد آخر بعد أخذت منحا سياسيا خطرا .
                                                  يوســـف ألـــو   3/2/2013