مشاكسة المعارضــة العاريـــــة / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 19, 2013, 07:35:45 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة
المعارضــة العاريـــــة



مال اللـــه فـرج
Malalah_faraj@yahoo.com


على الرغم من ردود الافعال المختلفة التي اثارتها ناشطة عربية ثورية أبية في التعبير بطريقة حضارية فريدة جديدة مجيدة عن احتجاجها ضد مسودة الدستور الجديد لبلادها باقدامها على خلع ملابسها كاملة والتظاهر عارية تماما امام سفارة بلادها في السويد بمنتهى العزيمة والاصرار والتحدي والروح الرياضية العالية الوثابة الزاخرة باروع المشاعر (الوطنيــة) في معركة النضال والتحدي وهي تقدم على واحدة من اروع واخطر واسمى وابلغ وافدح (التضحيات) الجسام عبر التاريخ القديم والحديث عبر تضحيتها بعرض جسدها بتضاريسه المختلفة عاريا امام انظار الملايين ومنحهم فرصة التمتع  بتلك المشاهد الثورية  المجانية الراقية بعيدا عن الاسفاف والاثارة الرخيصة, دفاعا عن القضية العادلة لشعبها ووطنها, الا ان تلك التضحية الحضارية الانسانية الوطنية الثورية التقدمية اثارت الكثير من التوجسات والقلق والمخاوف الحقيقية , بل الذعر والهلع بالاخص في الدول المتخلفة التي لم تعتد بعد على مثل هذه الاساليب (الحضارية الانسانية المرهفة الشفافة) في التعبير عن المواقف النضالية المبدئية وعن وجهات النظر والاراء الشخصية الحرة التي كفلتها منظومة القوانين  والمواثيق والوثائق الدولية وفي مقدمتها الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي امسى في ظل هذه المبادرة التاريخية لابد من تعديله واضافة بند جديد الى مجموعة بنوده  الخاصة بحرية التعبير ينص على حرية التعري في الشوارع والدوائر والمؤسسات والوزارات ووسائط النقل والاماكن العامة للتعبير عن الاحتجاجات والاراء والمواقف ووجهات النظر بمنتهى الحرية والديمقراطية والشفافية (وهل هنالك شفافية ابلغ واوضح من وقوف الانسان عاريا بمرتفعاته ومنخفضاته وارتجاجات كنوزه امام الاخرين)  , والتأكيد على الزامية ان تكفل الدول والحكومات هذه الحرية الشخصية التي تمثل احدث الحقوق المضافة للاعلان العالمي لحقوق الانسان.
ان توجس وخوف وذعر ورعب الدول والشعوب والاحزاب والحكومات والقوى السياسية في الدول (المتخلفة) من هذه المبادرة (الحضارية) ينطلق من خشية تعميمها لتصبح ممارسة عامة في كل الاحتجاجات السياسية والوظيفية والبرلمانية والمدرسية والاسرية والاجتماعية, ولنا ان نتصور مسلسلات الفضائح التي ستتكفل الفضائيات العربية بالاخص تلك الملتزمة      بميثاق (الشرف الاعلامي ) بنقلها على مدار الساعة عن الاحتجاجات الجماهيرية العارية ضد الحكومات وعن الاحتجاجات البرلمانية العارية ضد الكتل الاخرى وعن الاحتجاجات الطلابية العارية ضد الاسئلة الامتحانية الصعبة في المدارس والمعاهد والجامعات , وعن الاحتجاجات النسائية العارية ضد الازواج الذين يرفضون منح زوجاتهم حقوق اجراء عمليات التجميل والشد والنفخ والتصغير والتكبير, عندها سيكون العري في مجتمعاتنا هو القاعدة ' والاحتشام في الملبس هو الاستثناء , وسوف تعلن معظم معامل وشركات الاقمشة والخياطة ودور الازياء , ونوادي العراة افلاسها وسيضطر الازواج المحافظون الى الاستجابة لكل طلبات زوجاتهم وطاعتهن طاعة عمياء خشية لجوئهن الى الاعتراض والاحتجاج عبر هذا الاسلوب الثوري التقدمي الحضاري الفريد العتيد وسنعيش في مجتمعات احتجاجية عارية بين فضائح لا تعد ولا تحصى ولا تخطر ببال وسوف تعم الفوضى وتضيع الانساب ويختلط الحابل بالنابل وربما سيجهل معظم الاطفال في العالم اباءهم الحقيقيين.
رغم كل هذه التوقعات الكارثية السوداوية لحرية التعبير باسوب التعري (الحضاري) بيد أن هنالك جانب ايجابي كبير بامكانه ان يحدث ثورة حقيقية في البنية الاجتماعية فيما لو تبنته المنظمة الدولية وكفلته القوانين والانظمة الوطنية , وامسى تقليدا ملزما لكل الدول والحكومات والانظمة في العالم اجمع ' ويقوم هذا الجانب ببساطة على اصدار قانون دولي بلا اية استثناءات ينص على فرض عقوبة التعري الاجباري على كل القادة والرؤساء والزعماء ورؤساء الحكومات ورؤساء البرلمانات والوزراء والبرلمانيين ورؤساء الاحزاب والسياسيين والسفراء وكل المسؤولين والموظفين الذين يمارسون الكذب والدجل والخداع والفساد على شعوبهم والذين يتملصون من وعودهم وشعاراتهم واتفاقاتهم والذين يسرقون المال العام ويفشلون في النهوض بواجباتهم والذين يخفقون في تنفيذ خطط وزاراتهم ومؤسساتهم والذين ينفذون اجندات اجنبية ضد بلدانهم والذين يقايضون مصالح شعوبهم بالاموال والمصالح الخارجية والذين يوظفون المواقع الرسمية لمصالحهم الذاتية والعائلية والذين يوظفون الاموال العامة لشراء الذمم والاصوات في الانتخابات البرلمانية والذين يحولون الجيوش والقوى الامنية لادوات لامزجتهم الشخصية ولحمايتهم الذاتية .
بيد أن هذه الفضائح (القانونية) ستكون اشد سعة وعمقا ووقعا في مراكز الشرطة وفي مراكز الاحتجاز والتوقيف وفي السجون والمعتقلات حيث ستقف الشعوب والرأي العام على فضاعات الاعتقالات العشوائية والانتهاكات (الرومانسية) واعمال التعذيب(الشفافة) في معظم هذه الدول النائمة والتي تراعى فيها دائما ارقى الاساليب الحضارية المرهفة في تطبيق  مبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان , بدءا من الاغتصابات وانتهاك الكرامات والكي باعقاب السكائر في المناطق الحساسة وغير الحساسة وقلع الاظافر والاسنان وتحطيم العظام والمعنويات على ايدي خبراء متمرسين بمبادئ واسس قوانين التعذيب الدولية , عندها ربما سيمسي اعداد العراة في هذه الدول ضعف اعداد المحتفظين بملابسهم , وسوف تختفي كل او معظم هذه الخروقات والانتهاكات وجرائم وممارسات الفساد .
لكن المشكلة الحقيقية تكمن في المعضلة الديمقراطية البرلمانية ذاتها التي تمنح  للاغلبية السياسية والبرلمانية في معظم الدول حقوق تشكيل الحكومات , عندها سيتمكن العراة الفاسدون من اعادة تشكيل حكومات (نموذجية) على مقاساتهم ووفق مصالحهم واشتراطاتهم وايدلوجيات اجنداتهم , (وكأنــك يا ابـــو زيــــد ما غزيــــت) و (تيتـــي تيتـــي مثلمـــا رحتـــي جيتـــي).