ما الذي يُخيف مسيحيي لبنان؟

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, يناير 17, 2013, 09:53:38 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

ما الذي يُخيف مسيحيي لبنان؟   



برطلي . نت / متابعة
النشرة اللبنانية/

قد تتعدد الاسباب الموجبة خلف التفاف الأحزاب المسيحية حول مشروع قانون اللقاء الأرثوذكسي، وقد تطول اللائحة لكنّها ودون أدنى شك سترتكز على نقطتين أساسيتين، أولهما التغيرات الحاصلة على مستوى المنطقة لجهة سيطرة الاسلاميين بعد الثورات العربية، وثانيهما، تنامي الشعور بالتهميش لدى مسيحيي لبنان ووجوب الاستفادة من فرصة قد تكون الأخيرة للثورة في وجه واقع مستمر منذ عشرات السنوات.

المسيحيون خائفون، صحيح، فنبض الشارع المسيحي يقولها كما التفاف القوى المسيحية السياسية وللمرة الأولى منذ عقود حول

مشروع انتخابي محدد أيضا يقولها. فما الذي يُخيف مسيحيي لبنان وما الذي يطمئنهم؟

الأب أبو كسم: مصير مسيحيي الشرق الأوسط مرتبط بوجود مسيحيي لبنان
"لا نعتبر الوجود المسيحي في لبنان مهددا بكيانه إلا إذا تخلى المسيحيون عن دورهم"، هذا ما يؤكد عليه مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبده أبو كسم الذي يرى في الوقت عينه أنّ المطلوب من المسيحيين المحافظة على وجودهم ودورهم في لبنان خاصة في ظل الاوضاع الاستثنائية العاصفة بالمنطقة، مشددا على أنّ "مصير مسيحيي الشرق الأوسط مرتبط بوجود مسيحيي لبنان".

ويعتبر أبو كسم، في حديث لـ"النشرة"، أنّ الظروف مؤاتية حاليا ليستعيد المسيحيون دورهم  الفاعل بعيدا عن التبعية السياسية، لافتا إلى أنّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يبذل اليوم كل جهوده للمحافظة على الوجود المسيحي وتعزيز دوره حتى في ظل اختلاف وجهات النظر بين المكونات المسيحية. ويقول: "أن يكون لكل فريق مسيحي وجهة نظر مختلفة بالسياسة أمر مسموح به ولكن ان يكون هناك انقسام مسيحي فهو ممنوع".
وإذ يؤكد أبو كسم ألا خوف على الوجود المسيحي في لبنان باعتبار أنّ الهجرة تطال جميع الطوائف دون استثناء، يشدّد على أنّ التغيير في الديموغرافيا والذي حصل نتيجة التجنيس لا يمكن أن يكون سببا للتأثير على الدور المسيحي الذي يقرّه الميثاق الوطني من خلال مبدأ المناصفة، ويضيف: "حين كانت نسبة المسيحيين أكبر من نسب باقي الطوائف قبلنا بالمناصفة وبالتالي لا يمكن لأي مكوّن اليوم الحديث خارج إطار هذه المناصفة باعتبار أننا بلد نموذجي قائم على الميثاق الوطني".
ويشير أبو كسم إلى أنّ عهد البطريرك الراعي الذي أراده عهدا للشراكة والمحبة ينطلق أولا من البيت المسيحي الداخلي ليتوسع بعدها للبيت اللبناني، وبالتالي فإنّ الالتفاف المسيحي أمر طبيعي ومطلوب دوما تحت عباءة بكركي، علما ان التوافق المسيحي دليل عافية ينعكس وبشكل مباشر عافية على صعيد لبنان ككل.

الأب مونس: لسنا خائفين وقد مررنا بظروف أصعب من التي نعيشها بكثير

بدوره، يعتبر أمين سر اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام رئيس دائرة الإعلام في مجلس كنائس الشرق الأوسط الأب يوسف مونس أنّ الحديث عن خوف مسيحي بمثابة تشكيك بكلام يسوع المسيح الذي قال لا تخافوا وأن أبواب الجحيم لن تقوى على الكنيسة، لافتا إلى أنّ المسيحية مرّت بظروف أصعب بكثير من التي نعيشها اليوم ومنها 400 سنة من الحكم العثماني الذي عشنا في ظله بكرامة وحرية كما في ظل الموجات السلفية الاسلامية المتعصبة، مضيفا: "العمل التزمتي ورفض الآخر ليس جديدا علينا علما أنّ الاسلام في لبنان اسلام واع بعكس الاسلام في بعض الدول العربية حيث بات بعض المعقدين يصدرون فتاوى بربرية كحق مضاجعة الاموات، او حق المجاهدين باغتصاب النساء... وهو ما ينمّ عن جنون ديني لم يسبق له مثيل".
ويشدّد مونس، في حديث لـ"النشرة"، على ان الخوف من هذه الموجات هو خوف انساني وليس مسيحيا، ويقول: "أنا أخاف من فتاوى مماثلة على كرامتي وحريتي وحقوقي، أنا أخاف على النساء ولكن ليس على وجودي كمسيحي". ويضيف: "المطلوب الاتزان المسيحي والايمان بيسوع المسيح الذي أعطى لبنان عددا كبيرا من القديسين... ثقتنا بالمستقبل كبيرة خاصة في ظل كل علامات الرجاء التي ترافقنا مؤخرا... ولسنا خائفين".