فرنسا تبحث عن علمانية جديدة !! / د - تارا ابراهيم

بدء بواسطة matoka, يناير 17, 2013, 04:31:43 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

فرنسا تبحث عن علمانية جديدة !!   

                       




برطلي . نت / خاص لبريد الموقع

       
       
( ان تبني مستقبلك أحسن من أن تقوم بتجميل ماضيك ) ،المثل الذي يراود خاطري لدى مراقبتي للأحداث التي تطرأ في فرنسا هذه الأيام، أحداث تمس فرنسا في أعز ما تمتلك وهي علمانيتها أوlaïcité )   )، ففي فرنسا تتعايش الكثير من الجنسيات والأعراق والأديان بشكل سلمي في ظل "الحرية والمساواة والأخوة" شعار فرنسا الأزلي.

هذا التعايش السلمي باتت تهدده حرب الأديان والذي أصبح وكما يقول الفرنسي ( لاعالبال ولاعالخاطر) لفرنسا التي أوشكت أن تنسى الأزمة الإقتصادية التي تمربها البلاد كي تجد حلولا لهذه المشكلة التي أصبحت خطرا يهدد الأمن العام للدولة، فغالبا ما تتناقل وسائل الإعلام أحداثا كتعليق رؤوس الخنازير على أبواب المساجد وتلطيخ جدرانها بدماءها من قبل المعادين للأسلام أو رسم الصليب المعقوف على أضرحة اليهود من قبل المعادين لليهود ..الخ من الحوادث التي لاتنم الا عن حقد وجهل للمتعصبين دينيا.

الأمر لايقتصر على الكبار فقط بل وعلى الصغارمن طلاب المدارس، حيث يجد أستاذ التأريخ نفسه حائرا في الإجابة على أسئلة أو دروس تثير النقاش لدي الطلاب الذين ينتمون الى جنسيات وأعراق وأديان متباينة ، فمن الأمثلة المختلفة التي قد تحرج أستاذ التأريخ، هو عندما يسأله طالب مسلم لماذا تسببت الحروب الصليبية بموتنا ( يقصد المسلمين ) ، أما الطالب اليهودي فهو لايتقبل فكرة المحرقة والهولوكوست النازية فيثور غضبا ويقوم بالسب العلني أما الطالب الأسود من أصل أفريقي فيخاطب الأستاذ "أنتم البيض" و( نحن السود ) لدى دراسة تأريخ تجارة العبيد والظلم الجائر الذي مارستموه علينا  ..... والخ ، حيث أنه من الملاحظ في هذه الفترة أن الطلاب باتوا يسألون أسئلة كثيرة ويناقشون بل ويجادلون الأستاذ الى حد وضعه في موقف غير محسود عليه.

كل هذه الأحداث استوجبت دق ناقوس الخطر لدرجة أجبرت فرنسا على اعادة  النظر في علمانيتها التي تشتهر بها في العالم بأسره، حيث بات من الواضح أن هذه العلمانية لاتواكب العصرالحديث وخصوصا في مجتمع تعددي، فمؤخرا نادى وزير التربية الى تعليم الأخلاق العلماني في جميع المدارس الفرنسية وتدريسها للطلاب منذ نعومة أظفارهم، فهذا الدرس يعلم الطلاب كيفية العيش معا بشكل سلمي، فبنظرالوزير إن العلمانية لاتعني فقط التسامح بل وإنما هي مجموعة القيم والمبادئ المشتركة التي يجب إعتناقها من أجل العيش في فرنسا مشتركة.

المشكلة التي تواجه الوزيرالآن هي كيفية العمل بعلمانية في مجتمع تعددي دون المساس أو جرح مشاعر قومية أو دينية معينة،  فهذه هي المشكلة الأساسية بل والمعقدة، فقد أستدعى الوزير الكثير من الفلاسفة وعلماء الاجتماع للمناقشة في وضع منهج دراسي لتعليم الطلاب أساس هذه العلمانية التي باتت تثير الجدل، فالكثير يختلف في الرأي أزاء هذا الموضوع الذي يجب تدريسه، حيث أن تدريس العلمانية ليس كتدريس قواعد اللغة وإنما هو أمر في غاية الصعوبة  . 
                                           
  الهدف من الأخلاقية العلمانية هو السماح للطالب بالحرية، حيث أن نقطة الإنطلاق في العلمانية هو الإحترام المطلق لحرية الرأي وحرية الاختيار، فيجب تدريس الطالب مبادئ تجرده من الإنتماء العائلي أو الديني أو الإجتماعي كي يتمكن من إتخاذ القرار في وقت لاحق في حياته.


      








Matty AL Mache

ماهر سعيد متي

مشكلة فرنسا الأكبر والتي تعتبر اكبر تهديدا لعلمانيتها هي (( الهجرة)) .. مما يستوجب فتح الباب امام اعادة النظر فيها
شكرا لك على المقال .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة