المسيحيون في بغداد بين الانزواء وفقدان الاعزاء في الكرسمس

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 01, 2013, 07:10:17 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المسيحيون في بغداد بين الانزواء وفقدان الاعزاء في الكرسمس

برطلي . نت / متابعة
بغداد(الاخبارية)/تقرير/دريد سلمان/..
لم يقتصر الوجود المسيحي على التقلص والهجرة  خارج البلد، بل تجاوز ذلك الى أشكال أخرى من الانزواء والاحتفال المحدود بعيد رأس السنة نتيجة القدرة المالية المحدودة وغياب الأهل والاصدقاء.
ثمة مشاهد متعددة للمسيح الباقين في بغداد، فهناك مجاميع منهم نزحت الى أماكن أكثر أمناً بالنسبة لهم، بينما بدت على آخرين مظاهر الأسى فبقوا في منازلهم لأنهم فقراء لا يملكو المال الكافي للهجرة، الأمر الذي يعكس حالهم واحتفال "الكرسمس" البهيج لم يعد كما كان في سابق عهده بالنسبة لهم.

فيما رحل الكثير من المسيحيين إلى أوروبا وأمريكا وإقليم كوردستان، فهناك شريحة أخرى منهم لم  تسمح لها ظروفهم المادية بالرحيل ومجاورة الأهل والاصدقاء والاحتفال معهم بعيد رأس السنة الميلادية.

وهذه الشريحة على ما يبدو شبه متوارية، إذ أن نسبتهم قليلة، ولا يحتفلون علناً لعدة اعتبارات، وهذا معناه بحسب قول المواطن المسيحي يعقوب يوسف (للوكالة الاخبارية للانباء): "إن الفرحة والابتسامة زالت عن الانسان العراقي عامة والمسيحي خاصة".

ويضيف يوسف: أن أغلب العوائل المسيحية "تشتت، ومن يمكن أن يفرح من كل قلبه والاحزان تملئ البلد ويوجد هناك اناس يزرعون الفتنة بين ابناء الشعب الواحد"، مشيراً الى أنه يشعر بالوحدة والاسى، لأنه بقي وحيداً بعد أن هاجر اخوته خارج العراق، ورحل والداه مع شقيقه الاكبر الى أربيل حيث وجد عملاً وأجواء تشعره بالامن والاطمئنان على مستقبل عائلته، موضحاً أنهم ملو سوء الاوضاع الامنية والخدمية في بغداد.

وذهب يوسف أيضاً، الى أنهم يحترمون شعائر المسلمين واجواء الحزن على سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام)، لذا فهم لا تحتفلون بشكل واسع النطاق، لتزامن أعياد رأس السنة مع هذه المناسبة الاليمية.

ليندا كوركيس احدى ربات البيوت (52) عاماً ولدت في بغداد وتحدثت (للوكالة الاخبارية للانباء) فقالت: سنحتفل بعيد رأس السنة بشكل محدود" فمع غياب الاحباب ليس هناك طعم للفرح، لكني أطمح إلى السفر الى خارج البلد، وهذا لم يتسن لي رغم أن لدي أقارب هناك".

تأمل كوركيس بمستقبل أفضل لأولادها وأحفاذها الذين رحلو لتبقى وحدة الى جانب زوجها الذي يتمسك بالبقاء ولا يرغب بالرحيل، وأشارت قائلة "هنا في العراق اختلط الحابل بالنابل ونحن الضحية"، وتابع "نحن مضطرون للانعزال البلد في حالة غليان ولا أحد يحمل همنا سوانا".

على أي حال يبقى عدد المسيحيين المتبقين في بغداد غير واضح حتى الآن، لأن حركة هجرتهم شبه دائمة، حسبما يفيد الباحث في شؤن الديانات احسان واثق.


واثق أشار (للوكالة الاخبارية للانباء): الى خوف معظم المسيحيين على مستقبلهم في العراق وتوافد عد كبير منهم الى خارج البلد لكنه يؤكد عدم وجود احصائيات دقيقة لعدد النازحين منهم، لأن حركتهم مرتبطة بأكثر من ظرف، فمنهم من تعرض للتهديد وسلبت املاكه بسبب الارهاب واخرون سئموا الاوضاع ولحقوا بركب من سبقهم من أقاربهم واولادهم.

وأوضح: أن كل هذه المشاكل التي يواجهه المسيحيون جعلت من الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية شيئأ هامشياً، وفقد بريقه المعهود.

وفي منزله المتواضع أيضاً، جلس شاب يحتضن حاسوبه اللوحي ينتظر مجيء اخوته ليتحدث معهم عن ترتيبات الكرسمس، حيث قال (للوكالة الاخبارية للانباء) "أحب رؤيتهم بعد أن افتقدتهم وارغب ببعض الحاجات من هناك واتمنى أن يرسولها لي"، ويضيف أنه متأقلم مع الوضع وسيحتفل بشكل محدود مع بعض اقاربه، بينما نهض يتفحص أضواء شجرة الميلاد البلاستيكية.

معظم المسيحيين الذين صادفتهم (الوكالة الاخبارية للانباء) أعربوا عن اعتزامهم الاحتفال بشكل مبسط، فيما أحدهم اكتفى بالقول: "لقد ولدنا هنا وسنموت هنا، فما احلى الكرسمس في البلد الام"./انتهى/33.د.س/