كنسية القصيّر بكربلاء.. المسيحيون على عتبةِ النسيان

بدء بواسطة anmar_87, مارس 17, 2011, 08:18:34 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

anmar_87

كنسية القصيّر بكربلاء.. المسيحيون على عتبةِ النسيان



آكانيوز

الكثير من الآثار التي تركتها البشرية منذ سنين طويلة، يقبعُ اليوم لوحده مخلّفاً في منطقة عين التمر جنوب محافظة كربلاء، وتعد كنيسية القصيّر أو "الأقيصر" التي تعود للمسيحيين الذين سكنوا كربلاء قبل الإسلام بأكثر من 150 عاماً، وهي أول كنيسة عرفت في منطقة الشرق الأوسط، ولكن المنظر يحوي اليوم بما يجنيه المسيحيون في العراق من التهجير والتشريد حتى أصبحت آثارهم على عتبة النسيان.
تقع كنيسة القصيّر على مسافة 70 كم من كربلاء وإلى ما يقارب 5 كم من قصر الأخيضر التاريخي المعروف، والواقع غرب بحيرة الرزازة، وهو موقع لا أحد يعرفه إلا بالاسم ولا أحد يعرف ما به من آثار، والذي يطلق عليه اسم "القصَير" فيه ما يشبه المدينة المتكاملة التي كانت تزخر بالحياة منذ قرون بعيدة، وتحكي الآثار الباقية من إنها مدينة عامرة عاش فيها أهلها قبل الإسلام.
واقعة في وسط الصحراء وتحتوي على اثر كبير قد يعود بالمنفعة السياحية إضافة إلى دراسة آثار كربلاء على اعتبارها مدينة عميقة الجذور والأثر حتى إن البعض لم يسمع بها ومنهم أهالي كربلاء لأنهم يعتقدون بأن تاريخ مدينتهم يبدأ مع واقعة الطف عام 61 هـ.
والقصيّر أو "الأقيصر" تصغير لكلمة "القصر" وهي لفظة محلية لأن فيها ما يشبه القصر وهي الكنيسة التي بنيت من الطابوق المفخور المغطى بالجص، وتضمّ رسومات متعددة عبارة عن صلبان معقوفة دلالة على الديانة المسيحية، كما وتوجد على جدرانها كتابات آرامية تعود إلى القرن الخامس الميلادي حسبما ذكرته الدراسات التي قام بها عدد من الباحثين والآثاريين.
وتمثل هذه الكنيسة مراقد مجموعة من القبور قسم منها يعود إلى رهبان الكنيسة ورجال دينها الذي كانوا يقدمون تعاليمهم وخدماتهم وهي ملاصقة للكنيسة؛ والقسم الآخر لعامة الناس من المسيحيين الذين يدفنون هنا وهي تبعد عن الكنيسة بمسافة تزيد عن 20 متراً، وتكون جميع القبور باتجاه بيت المقدس ويبلغ عمق كل قبر أكثر من متر و25 سنتمتر؛ وطوله متراً و20 سنتمتراً فيما يبلغ عرضه 60 سنتمتراً.

ونتيجة لقلة الدعم الحكومي والإمكانيات المحدودة في حماية آثار كربلاء، فإن ملامح الكنيسة قد آلت إلى الأفول حيث تتعرض إلى عوامل التعرية والرطوبة وبالتالي تهشمها شيئاً فشيئاً، ناهيك عن السرقات التي تعرضت لها على أيادي اللصوص كما يذكر أهالي عين التمر؛ لوكالة كردستان للأنباء (أكانيوز) بأنّه "إبان عام 2003 جاءت مجموعة من التجار بالآثار إلى المنطقة وقاموا بمساعدة ضعاف النفوس من أهالي عين التمر بسرقة الكثير من التحفيات والآثار من الكنيسة وبقية المواقع الأثرية الأخرى وهي حصن الأخيضر وقصر البرذويل الذي يعود هو الآخر إلى المسيحيين الذين سكنوا هذه المنطقة".
أما مديرة آثار كربلاء حنان مشكور فتشير لـ(أكانيوز) إلى إنّ "مدينة كربلاء تمتلك الكثير من مقومات السياحة وتحوي على الكثير من المواقع الأثرية القديمة؛ ولكن قلة التخصيصات الحكومية والتجاوزات التي تحدث من قبل الأهالي على هذه الآثار ساعد على اندثارها".
وتلفت إلى إن "هناك تعاونا مع لجنة الآثار في مجلس محافظة كربلاء من أجل حماية هذه الآثار وتسييجها، وعملنا على إعادة قطع مهمة وثمينة تعود لكنيسة القصيّر التي تعد من أهم الكنائس في الشرق الأوسط".






http://www.ishtartv.com/viewarticle,34794.html