قره قوش في الذاكرة – ذكريات الشاعر معد الجبوري عن المدينة

بدء بواسطة جون شمعـون آل سُوسْو, ديسمبر 02, 2012, 12:46:17 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

جون شمعـون آل سُوسْو






قره قوش في الذاكرة – ذكريات الشاعر معد الجبوري عن المدينة




معد الجبوري

لا بلدة أوفى لي ولا أحبّ إليَّ مِن قره قوش مركز قضاء الحمدانية.. بخديدا التاريخ والتراث والهوية الخاصة التي ذكَرها بهذا الاسم ياقوت الحموي عام 620هـ » 1228م في كتابه معجم البلدان.
لم أكن أعرف شيئا عنها قبل أن تصبح أول محطة من محطات حياتي بعد مراحل دراستي كلها.. أول ما قادني إليها، وكانت بعدُ ناحية، تعييني مدرسا للغة العربية في ثانويتها الوحيدة عام 1969.. ولحظةَ دخولي البلدة خطفتْ دهشتي خصوصيةٌ تجسدت أمامي ، بأهل قره قوش رجالا ونساء عبر طيبهم المفرط وأزيائهم التراثية الشعبية، والبيوت ذات الطراز الموصلي العريق الأصيل، والأزقة الضيقة والمقاهي الشعبية، وانتشار إنتاج الفراوي النادرة واللباد والبُسُط ومستلزمات الزي المحلي ، فضلا عن كنائسها العتيقة وما يحيطها من أديرة، والصلة التاريخية واليومية العميقة بين أهاليها وأهالي مدينة الموصل الحدباء.
أكثر من خمسة أعوام أمضيتها منذ الثامن من آذار ذلك العام، كنتُ وإياها في عناق خلاق.. ومن ثانويتها التي كانت تقع في طَرَفٍ خارج مركزها، بدأتُ بِمَدِّ جسرٍ إلى البلدة وأهلها الطيبين المتجاوبين، ثم إلى الأوسع فالأوسع، وأنا أمسك بتلك الأيدي الغضة لطلاب نجباء، في أعماق كلٍّ منهم طاقة على التجاوز والمغايرة، كان عليَّ أن أفك عنها قفص التردد والرتابة لتنطلق من الراكد إلى أفق آخر أشرعتُ النوافذ عليه.
فمن أين أبدأ بعد أكثر من أربعين عاما تراكم فيها غبارُ الأيام ورمادُها على الذاكرة ، فغدا ما يطفو على سطحها أو يتلألأ في ثناياها أقلَّ بكثير من الغاطس الخفي في بئرها الذي لا أدري كيف أرجُّهُ أو أستلُّ من قعره ما انطوى من أوراق ذلك الزمن الجميل الفريد؟
فلأترك لهذه الشهادة حريتها في الإلمام بما يقدح في الذاكرة، بإيجاز أتوخى منه إيصال صورة عن ذلك الزمن ، متخذا مما قدمه كِتابُ الشاعر والصحفي المتألق نمرود قاشا عن المشهد الإبداعي للقاص المجدد المتفرد هيثم بردى فرصةً للعودة إلى لقطات من المشهد العام الذي تمخض عن برج شامخ ساهمنا في وضع لبناته الأولى. هو برج الإبداع في قره قوش الذي شعت قناديله وما تزال في ساحة الأدب والفن. يوم دخلت ثانوية قره قوش بدأتُ بتدريس الصفوف الأولى في المرحلة المتوسطة وكان العام الدراسي يوشك أن ينصرم، لكنني في عامي الأول تعرفتُ على كل ما تضمه مكتبة الثانوية من كتب، فكنت في دروس المطالعة أستعير رزمة من قصص الفتيان وأوزعها على الطلاب ثم أحاورهم حول ما طالعوا وأحثهم على استعارتها وقراءتها في منازلهم.
في عام 1970 افتُتِحَ أول مرة في العراق الصف السادس الإعدادي، فطلبت من إدارة المدرسة وزملائي مدرسي العربية أن أحصر حصص تدريسي للغة العربية في السادس والخامس، الأدبي والعلمي. وأن أشرف على المكتبة، وهذا ما كان.
وفضلا عن اعتمادي التدريس بأحدث الطرق وأكثرها تشويقا، كنت أهدر أمام طلابي بمئات القصائد مما أحفظ، متوسعا في دروس الأدب إلى أقصى ما يشد الطلاب ذكورا وإناثا، مع إيلاء دروس الإنشاء اهتماما خاصا، وتشجيع الطلبة على الخلق والابتكار في الكتابة.
وبعد عامين حين تقرر تخفيض حصص المشرف على المكتبة إلى النصف، حصرتُ حصصي في اللغة العربية في صَفَّي السادس العلمي والأدبي، فرفدتُ المكتبة بعشرات الكتب واتخذت منها مقرا للالتقاء بالطلاب الموهوبين سيما وأن الدوام في الثانوية آنذاك كان صباحا ومساء وكنت لا أغادر المدرسة إلى الموصل يوميا إلا بعد انتهاء الدوام فكان لديَّ متسع من الوقت لإنجاز ما أريد مع الطلاب.
في السنوات تلك كنت أقيم علاقات صداقة حميمة مع الموهوبين وأدفعهم إلى كتابة الشعر والقصة القصيرة وكانت لي لوحة في حديقة المدرسة أدون فيها صباح كل يوم كلمةً ما تثير التساؤل عادة، وأصدر نشرة جدارية متحركة متجددة تضم ضمن ما تضم بدايات الموهوبين في الكتابة حتى تطور الأمر إلى إصدار مجلة بعنوان الكلمة بعدة نسخ يحررونها بأنفسهم ويتداولونها فيما بينهم. وكان قد صدر لي عام 1971 ديواني الشعري الأول اعترافات المتهم الغائب فأهديت العديد من نسخه إليهم فكان له كما أتصور فعله وتأثيره والانعطاف بمحاولاتهم الأدبية إلى فضاء الخلق والتجديد.
كنت حين يَعرض عليَّ أحدهم محاولاته في الكتابة أعيدها إليه مرفقة برسالة نقدية بخط يدي تحفزه على الاستمرار والتجاوز. وكنت أنقِّح بعض النصوص، وآخذها بيدي إلى جريدة الرسالة التي كانت تصدر في الموصل آنذاك فأنشرها، مثل نصوص نمرود قاشا، وبهنام عطا لله. كما نشرت في مجلة المدرسة الكلمة التي أشرفت على إصدارها لبعض الطلاب، أذكر منهم صباح ججي، الويس فرنسيس، بكر فاروق . ثم أقمت مهرجانات للشعر داخل المدرسة، نالت إعجاب المدرسين والطلبة ووزعنا فيها الجوائز على المشاركين من الطلاب، فكانت بحق نقطة اندفاع لهم ومواصلة.
ومن الأصوات التي ظلت تواصل حتى اليوم ، وبات لها شأن في ساحة الحضور الشعري، هي أصوات المبدعين شاكر سيفو، زهير بهنام بردى، الدكتور بهنام عطا الله، نمرود قاشا وعمل الأخيران فيما بعد في الإعلام والصحافة وترأس كل منهما تحرير صحيفة أو مجلة تصدر داخل قره قوش، أما في القصة ، فقد واصل صوت مبدع هو هيثم بهنام بردى . من جانب آخر قمت بتشكيل فرقة للإنشاد والغناء أدربها في المكتبة وعنها انبثقت فرقة مسرحية ألَّفتُ لها بعض النصوص وأخرجتُها بعد أن رتبنا خشبة للعرض المسرحي من طاولات كرة المنضدة وربطنا بها الستائر وأقمنا عليها الديكورات، ووقف إلى جانبي في المسرح آنذاك مدرس التربية الرياضية الأستاذ زينل خالد فألَّفَ ودرَّب وأخرج، وساندني مدرس التربية الفنية فنان قره قوش الكبير الأستاذ سامي لالو ثم مدرس الفنية الأستاذ الفنان شابا عطا الله ، في كل مستلزمات الديكور والستائر والمجسمات والمكياج. ولأنني كنت أرى آنذاك، أن أفضل من يمكن أن توجهه إلى التمثيل هو الرياضي لمرونة جسده وحركته ، فقد توجهت إلى لاعبي الرياضة في المدرسة ودفعت عددا منهم إلى ميدان المسرح.
تلفزيون السعادة
في البدء ألَّفتُ لهم مسرحية كوميدية عنوانها تلفزيون السعادة قدمناها قي حفل نادر أشرفتُ عليه، مع مسرحية الجندي المستجد من تأليف الأستاذ زينل خالد، عام 1970 في مدرسة فره قوش الأولى. ومضيت معهم في محاولات التجريب المسرحي، فأعددت لهم نصا عن المقامة الدينارية للهمداني، وقدمناه في الهواء الطلق أمام أحد صفوف المدرسة معتمدين على قطع المكعبات وبعض الاكسسوارات، ثم ألفتُ نصا دراميا هو صوف الملك عرض في يومين ضمن حفل في مدرسة الطاهرة الابتدائية عام 1974 وحظي بإقبال كبير ، فنقلت لقطات منه ضمن برنامج النافذة الثقافية الذي كنت أعده لتلفزيون الموصل ويقدمه الشاعر أمجد محمد سعيد. خلال ذلك أتحت الفرصة لمن يحب أن يؤلف ويخرج، فساهم ابراهيم يوسف حنو بتأليف وإخراج مسرحية الأرض التي تم عرضها بنجاح. في المسرح، برز العديد من الموهوبين في التمثيل، أذكر منهم ريكاردوس يوسف، ابراهيم يوسف حنو، متي عبو، نعيم موسى، يوسف ججي، حازم مبارك، باسم جميل، خالص ايشوع، صباح ججي، نجيب خضر هدايا، صباح سعيد، اسطيفان يلدا، صبيح جمجوم. وإلى هذه المسرحيات أشار بشكل مفصل د. بهنام عطا الله في كتابه النشاط المسرحي في قره قوش .
إنَّ معظم مَن ذكرت أسماءهم ، مضت بهم مسيرة الحياة إلى اتجاهات أخرى، ولم يبق في ساحة المسرح من طلابي سوى اسمين كبيرين كان لهما فيما بعد حضورهما ووزنهما في المشهد المسرحي العراقي، أولهم الدكتور ريكاردوس يوسف الممثل والمخرج الشهير، الذي لا أنسى مشاركته بالتمثيل في مسرحيتي الشعرية شموكين التي أخرجها الفنان شفاء العمري عام 1979 بدور إيلاني الذي برع وتفنن في أدائه، ومشاركته في أداء دور أشور بانيبال في مسرحيتي الشعرية السيف والطبل التي أخرجها الفنان وجدي العاني للفرقة القومية للتمثيل عام 1988 أما الفنان المسرحي الثاني فهو الدكتور متي عبو أحد أساتذة الدراما في جامعة بغداد.
وممن كانوا قريبين مني من الطلاب ولهم حضور وشأن في النشاط الأدبي والفني، طلاب أذكر منهم بهنام عجم، الياس عزيز، سمير بهنان مدرس التربية الفنية حاليا.. ومن الأذكياء الأوفياء شيت يوسف، وهو حاليا دكتور مقيم في كندا، يحرص على اللقاء بي كلما زار قرة قوش في منزل أخيه الأستاذ ابراهيم يوسف حنو الذي ما أزال أزوره في قره قوش بين فترة وأخرى وهو أحد أعز أصدقائي الأوفياء النبلاء مع أخويه يعقوب وبهنام. فضلا عن العديد من رجال البلدة الطيبين. وممن ظلت صلتي بهم متواصلة من شعراء قرة قوش الذين لم يكونوا من طلابي، مثل جبو بهنام بابا، وعد الله إيليا. ولن أنسى أبدا ذلك اليوم الذي احتفى بي فيه أدباء قره قوش، بإشراف مركز السريان للثقافة والفنون، فقد امتلأت حدائق المركز مساء 19 7 2008 بوجوه بارزة منها السيد المطران وصديقي الأديب الأب لويس قصاب وقانمقام القضاء، وعدد كبير من زملائي أساتذة تلك الأيام البعيدة، وطلابي من أدباء وأصحاب مواقع مرموقة ، فأمطروني محبة ووفاءً بشهاداتهم عني كشاعر له تجربته الطويلة ومدرس عمل في بخديدا وأيقظ جمر الابداع لدى أبنائها. فيما قابلوا قراءاتي الشعرية بإصغاء واهتمام، وظلوا معي في حدائق المركز يستعيدون الذكريات ويلتقطون الصور معي سادة وسيدات. ثم تصدرت خبر ذلك الاحتفاء عبارة ملأتني سعادة وأنا أكفكف دموعي، تقول العبارة معد الجبوري.. لن يكون هناك ختام لحبنا .
ولن أنسى يوما أخذني فيه بسيارته الخاصة، طالبي أيام زمان وصديقي الأحب الأستاذ ابرهيم يوسف حنو قبل ثلاثة أعوام إلى مبنى تلك الثانوية بعد أن زحفتْ إليه بيوتُ البلدة ومعالمُها الجديدة ، لتبرق في الذاكرة عشرات الصور من ذلك الزمن البعيد.
مشهد هيثم بردى علم خفاق، هو اليوم رمز من رموز بخديدا أو بغديدا قره قوش البلدة المنجبة العريقة.
نبع صاف، رقراق عذب، لا يكف عن التدفق والجريان. صوت متوهج لم يزل، منذ سبعينات القرن الماضي، ينشرُ حرائقَه على بياض الورق. بصمةٌ خاصة في القصة والرواية عَمَّقتَ مِن ملامحِها رؤيا التجديد والتطلع. قامة شاهقة في الابداع الأدبي، تتصدر واجهة مشهد السرد في العراق.
تواضع جم، ومحبة ووفاء وصدق، وطيب مفرط، وذاكرة متوقدة.



هذا هو هيثم بهنام بردى القاص والروائي، والباحث، وكاتب قصص ومسرحيات الأطفال والفتيان، والصحفي البارع.
ألا يحق بعد هذا لشاعر مثلي كان قد أخذ بيد هذا المبدع إلى الفضاء الذي يحب، أن يتباهى بأنه كان يوما ما مدرسا وراعيا له وهو يطبع أولى خطواته على الطريق؟ بلى، فمنذ عام 1973 في ثانوية قرة قوش، وهذا ما يرويه القاص نفسه، يوم كنت أتابع محاولات أخيه طالبي وصديقي فيما بعد الشاعر المجدد زهير بهنام بردى، فاجأني هيثم بأسلوب سردي في دفتر الإنشاء، وحين أعدته إليه، دونت على صفحة الإنشاء عبارة أنت مشروع قاص . وبقيت أتابع هذا المشروع . وحين صدرت مجموعتي الشعرية وردة للسفر بعد تجربة عامين أمضيتهما في مقديشو الصومال، درة القرن الأفريقي 1976 1977 فاجأني بذوقه العالي وحسه المرهف وهو يردد إحدى قصائد المجموعة الخروج من بطن الحوت وهي حقا من أجمل قصائد وردة للسفر وأحبها إلى نفسي.
ولأنني لم أغادر الوسط الثقافي إلى أي شأن آخر، رغم ما مررت به من مشاغل وظيفية إدارية، فقد كنت أتابع بشغف خطوات صديقي هيثم بردى الحثيثة نحو التألق، وألتقي به في المؤتمرات والمهرجانات، خاصة مهرجان المربد في شتى دوراته. وفي زياراتي لقره قوش وزياراته للموصل.
بدأ نجم هيثم بردى يشع في الثمانينات، عندما اتجه إلى القصة القصيرة جدا بعد أن مال هذا النمط من الكتابة إلى النثر العادي ولم يعد من خيط يشده إلى السرد أو الحكاية وأخذ البعض يدرج تحت لافتة القصة القصيرة جدا أي خاطرة عابرة لا صلة لها بالقص، فابتكر القاص هيثم بردى في هذا الاتجاه خطا متميزا يعتمد التركيز والتكثيف واللغة الأنيقة الموحية، وضربة النهاية عبر خيال خصب وقدرة على الترميز، وبناء سردي له متنه وخطابه وقواعده وإيجازه، وأداء لا يتخلى عن الحكاية ، واقعي ساحر لكنه لا ينقل أو يستنسخ بل يتشابك مع الواقع ويحاوره وينظر إليه كطينة طيعة يشكل منها القاص نموذجه الإبداعي، وهذا ما يمكن قوله عن رواياته التي تخلق شخوصها من طينة الواقع وموقف القاص، فلا تعود تلك الشخوص مستقلة عن رؤيا مبدعها بل هي شخوص هيثم بردى الموغلة في محليتها وتكوينها القروي الفريد، فضلا عن استدعاء الموروث الشعبي المحلي والتراث العربي الأصيل كعودته إلى الجاحظ في إنجاز سيرته القصصية المكتوبة للفتيان. وفي ذلك كله ما يعزز من الهوية والبصمة، ويؤكد أن حضور المحلية، هو ما يميز أي مبدع على المستوى العالمي، فالوصول إلى الآخر ينبغي أن يكون بوجوهنا وهوياتنا نحن لا بوجوه وهويات من نخاطبهم في أي مكان. إنَّ محلية وخصوصية المكان عند هيثم هي الرحم الذي يتخلق فيه الزمان وتتشكل فيه شخوص الرواية أو القصة.
والمبدع بردى قبل أن يصدر أي مجموعة ظل ينشر قصصه في أبرز الصحف والمجلات العراقية والعربية والمواقع الإلكترونية فضلا عن اهتمامه وانشغاله بالأدب السرياني. وهو بعد هذا متابع لما تتمخض عنه التيارات الأدبية والنقدية، وقارئ نهم لنتاج الكبار من الكتاب والواعدين من الجيل الجديد. ومما أجله في طالبي وصديقي فيما بعد القاص الأستاذ هيثم بردى حرصه على إهدائي نسخة من أي كتاب يصدره فور استلام نسخه منه، وإعلامي بأخباره ونشاطاته الأدبية.
لقد مررت بشكل عاجل بما تميز به هذا المبدع الخلاق في نتاجه القصصي والروائي، إلا أن ما كتب من قراءات نقدية وبحوث تناولت تجربة وعطاء هيثم بردى، فيه من الغنى والتحليل ما يضيف الكثير الكثير إلى كلمتي العاجلة هذه التي لا يمكن أن توفي القاص حقه بعد أن أصدر عشرين كتابا في السرد والنقد والدراسة، وشارك في العديد من المؤتمرات والملتقيات، وحصد أروع الجوائز الأدبية ومنح الشارات والدروع والأوسمة. وأقيمت له جلسات احتفاء وتكريم. وهو الآن رئيس تحرير مجلة تعنى بشأن المرأة اسمها إنانا يشرف عليها الأستاذ خالص ايشوع ويتولى سكرتارية تحريرها الشاعر نمرود قاشا. والثلاثة من طلابي الأعزاء، وأعلام اليوم في بخديدا.
وبعد.. ما ذا بوسعي أن أقول عن كاتب مغامر تسكنه روح الانقلاب والمغايرة ويعنى بالمتن لا الهوامش ؟.. هل تكفي سطور محبتي هذه للخروج بكلمة وافية عن عاشق للكلمة بنى منزله الخاص بيده في ساحة الخلق والابتكار، لبنةً لبنة دون لافتات ولا عكازات؟ هيثم بردى شجرة توت باسقة موغلة في تربة خصبة.. ظلالها وارفة وثمارها لكل الناس؟
وهيثم بردى طائر فريد لا يصدح في قفص، ولا يحلق إلا في الأعالي.
حسبك يا هيثم ، أنك فنان مبهر لن يخبو نجمه، ما دام ينكب على بياض الورقة بقلم وهَّاج، منتظرا ولادة لوحة جديدة.

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة