ما هى مراحل الخطيئة ؟ وكيف نتجنبها ؟

بدء بواسطة متي اليسكو, نوفمبر 30, 2012, 08:51:33 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اليسكو


ما هى مراحل الخطيئة ؟ وكيف نتجنبها ؟

في غالبية الحالات لا تهجم الخطيئة علي الانسان دفعة واحدة بكل قوتها‏,‏ إنما تزحف إليه زحفا حتي تصل إليه بشيء من التدريج‏,‏ لذلك فلينظر كل شخص من أين تأتيه الخطية‏,‏ ويراقب تطورها‏,‏ ويحترس‏ . ‏

‏ ومراحل الخطية تبدأ غالبا باتصال‏,‏ ثم انفعال‏,‏ فاشتعال فتتصل الخطية بأي شخص عن طريق العثرات أو التهاون أو الصدفة‏,‏ أو المعاشرات الرديئة‏,‏ أو لقاءات الحياة العادية‏,‏ فان أعطاها مجالا‏,‏ قد تؤثر عليه فينفعل بها سواء أكان انفعالا فكريا أو عاطفيا أو بطريق الحواس‏,‏ فإن تهاون مع هذا الانفعال‏,‏ يشتد فيتحول إلي اشتعال‏ . ‏

وفي هاتين المرحلتين تكون مؤثرات الخطية قد انتقلت من الخارج إلي الداخل‏,‏ وفي هذا خطورة‏,‏ وقد يتطور الأمر إلي ما هو أشد‏ . ‏

‏ يتطور الأمر إلي صراع داخلي‏,‏ ربما ينتهي إلي تسليم وسقوط انه صراع بين الضمير والخطيئة‏,‏ أو بين الروح والمادة‏,‏ وهذا الصراع يدل علي الانسان‏,‏ رافض للخطيئة‏,‏ وأنه يقاوم‏,‏ وهي مرحلة متعبة‏,‏ ولكنها أفضل من الاستسلام للخطأ والسقوط‏,‏ وهكذا يكون الانسان قد أوقع نفسه في هذا الصراع بتهاونه في المراحل السابقة‏ . ‏

والصراع مع الخطيئة غير مضمون النتيجة ..
‏‏ ويتوقف علي مدي مقاومة الشخص‏,‏ وعلي تدخل النعمة لإنقاذه‏,‏ فقد تدركه المعونة الالهية‏,‏ وتنتشله بطريقة ما مما هو فيه‏ . ‏ وقد يتعب من الصراع ويفشل‏,‏ ويلقي سلاحه ويستسلم ويسقط‏ . ‏ وذلك لأن الخطية من طبيعتها أنها لاتستريح حتي تكمل‏ . ‏

‏ فان سقط الشخص في ذلك الصراع مع الشر‏,‏ لا يتركه الشيطان بل يستمر في محاربته له‏,‏ حتي تتكرر الخطيئة‏,‏ وحتي تتحول إلي عادة أو إلي طبع فيه‏,‏ ويصل إلي الوضع الذي لايستطيع فيه أن يقاوم‏ ! ‏

‏ وهذا ما نسميه بالعبودية للخطية حيث يخضع لكل ما يقترحه الشيطان عليه‏,‏ كعبد له وللخطية التي سيطرت عليه‏,‏ ثم لا يكتفي عدو الخير بأن يجعل فريسته عبدا له‏,‏ إنما يتطور إلي ما هو أبشع‏ . ‏

‏ تتطور العبودية إلي مذلة العبودية‏ ! ‏
أي إلي الوضع الذي يشتهي فيه الشخص الخطية التي تسيطر عليه‏,‏ ولا يجدها‏ ! ‏ ويطلبها متوسلا بكل قواه يتوسل ولا يتوصل كمن يطلب شهوة المال‏,‏ أو شهوة الجسد‏,‏ فلا يجدها‏,‏ أو كمن يطلب العظمة أو الكبرياء‏,‏ أو الانتقام أو التشفي‏,‏ ويسعي بكل رغبات قلبه لعله يجد وكأنه يتوسل إلي الشيطان‏,‏ أو يتسول من الشيطان‏,‏ أن يمنحه الخطيئة‏ ! ‏ وهذه مذلة وقد يتمادي الشيطان في غروره‏,‏ ويحتقر هذا الشخص الذليل‏ ! ‏

فلينظر كل شخص في أي مرحلة من هذه المراحل هو كائن ؟ ‏ وليختصر الجهاد والصراع‏,‏ ويبعد عن الخطوة الأولي .

فهذه أسهل له وأربح وأكثر ضمانا‏,‏ كما أنه بابتعاده عن أول مرحلة من مراحل الخطية يدل علي عدم قبوله لها بسبب نقاء قلبه‏ .. ‏ ويريح نفسه من التفاوض مع الشيطان بعدم التعامل معه .

‏ قد ينتصر انسان علي فكر شرير بعد صراع مرير‏,‏ ولكنه في أثناء الصراع يكون قد نجس ذهنه وربما قلبه‏ . ‏

وحتي ان طرد الفكر من عقله الواعي‏,‏ قد يبقي في ذاكرته وفي عقله الباطن‏,‏ وربما يعود إليه بعد حين‏,‏ أو يظهر في أحلامه أو في ظنونه‏ .. ‏ فلماذا كل هذا التعب ؟ الوضع السليم هو التخلص منه من بادئ الأمر‏,‏ قبل أن يستمر‏,‏ وقبلما يتسع نطاقه في تدمير الروحيات‏ . ‏ والانتصار علي الفكر يبدأ من مرحلة الاتصال‏ . ‏ فليحاول كل شخص أن يبتعد عن الاتصال بمصادر الخطية‏ . ‏

‏ لذلك في أي مرحلة من مراحل الخطية وجد الانسان نفسه‏,‏ فليجاهد أنها لا تتطور إلي أسوأ، لأن الارادة تكون قوية في أول القتال‏,‏ أعني في مرحلة الاتصال‏,‏ فاذا وصل الشخص إلي مرحلة الانفعال‏,‏ تكون ارادته قد بدأت تستجيب للخطأ‏,‏ وفي الاشتعال تكون قد ضعفت‏,‏ أما في مرحلة الصراع‏,‏ فان الارادة تكون بين الحياة والموت‏,‏ وان سقطت تكون قد وقعت صريعة في حربها ضد الخطية‏,‏ وفي حالة العبودية للخطية تكون الارادة قد ماتت تماما‏,‏ ويصبح الانسان حينذاك مسلوب الارادة‏,‏ إذن فليعلم هذه الحقيقة جيدا؛ انه كلما يخطو خطوة في طريق الخطية‏,‏ تضعف ارادته وكلما يضعف‏,‏ يميل إلي الخطية ويكون قد أعطي الشيطان مكانا ووضعا داخل نفسه‏,‏ وكلما يخطو خطوة أخري نحو الخطية‏,‏ تقل مخافة الله في قلبه‏,‏ ويكون سقوطه بالعمل متوقعا جدا‏ .. .

 

والانسان الحكيم لا يستهين بأية خطية‏,‏ مهما بدت صغيرة‏ .. ‏ فأي ثقب بسيط في سفينة‏,‏ قد يتسع اذا أهمل حتي يتحول إلي كارثة غرق‏ . ‏

لذلك فلنحترس مدققين من جهة أي تهاون أو تراخ في كلامنا أو تصرفنا‏,‏ عارفين أن من يهتم بالقليل‏,‏ سيهتم بلا شك بالكثير‏,‏ وكما يقول المثل الانجليزي اهتم بالبنس‏,‏ فتجد أن الجنيه يهتم بنفسه ؟ لذلك كن دقيقا جدا‏,‏ فربما خطأ بسيط يجر إلي مشاكل كثيرة‏,‏ بينما التدقيق ينفعك ويعلمك الحرص‏ . ‏

‏ حقا ما أكثر الخطايا التي تدخل من ثقب إبرة‏ ! ‏

انه لا يدعوك مثلا إلي اهمال الصلاه,‏ لكنه قد يقترح تأجيلها بعض الوقت ريثما تستعد‏,‏ ثم يظل يؤجل ويؤجل حتي يفوتك موعد الصلاة أو تنساها‏ . ‏ وهكذا يفعل معك بالنسبة إلي التوبة‏ . ‏ والخطوة الأولي إلي الخطية تختلف من شخص إلي آخر‏,‏ وتتنوع حسب الظروف‏,‏ فكن يقظا من هذه الناحية‏,‏ واذا دفعت إلي الخطية الأولي‏,‏ فلا تكمل وتصل إلي الثانية‏ . ‏

واحترس من أن تكون الخطوة الاولي بالنسبة اليك هي الغرور والثقة الزائدة بالنفس التي نقودك إلي عدم الاحتراس أو إلي شيء من الفتور‏ . ‏ كذلك استفد من دراسة الخطوة الاولي التي أسقطت غيرك‏,‏ وبخاصة اولئك الذين كانوا أقوياء أو ظنوا أنهم أقوياء‏,‏ وبالاحتراس من الخطوة الأولي‏,‏ تتدرب علي حياة التدقيق‏,‏ وعلي حياة الجهاد الروحي وليكن الله معك‏