أهالي القامشلي قلقون بعد سيطرة مسلحين على بلدة قريبة وقصفها من الطيران السوري

بدء بواسطة برطلي دوت نت, نوفمبر 13, 2012, 07:39:26 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

أهالي القامشلي قلقون بعد سيطرة مسلحين على بلدة قريبة وقصفها من الطيران السوري




برطلي . نت / متابعة

القامشلي- عنكاوا كوم- خاص
يعيش أهالي القامشلي كبرى مدن محافظة الحسكة السورية حالة ترقب وقلق منذ أن سيطر مسلحون على بلدة رأس العين يوم الخميس الماضي لتصبح أول بلدة في المحافظة المتعددة القوميات والإثنيات والطوائف يسيطر عليها معارضون للنظام السوري.

وقصفت مقاتلة سورية صباح اليوم الإثنين بلدة رأس العين بعد أن سيطر عليها مقاتلو المعارضة صباح الخميس الماضي وفر أغلب سكانها لمناطق قريبة، كما قصفت طائرات هليكوبتر أهدافاً قرب البلدة التي يسكنها خليط يقدر بنحو 35 ألف نسمة مكونه الأساسي من العرب بالإضافة إلى أكراد وعدد قليل من المسيحيين.

وأصبحت القامشلي في الأشهر الأخيرة وجهة رئيسية لنازحين سوريين تقدر أعدادهم بحوالي 100 ألف شخص حيث بقيت في منأى عن العنف المسلح الذي تشهد البلاد رغم مزاج الاقتتال الذي تعيشه سوريا التي تشهد منذ 15 آذار/مارس 2011 احتجاجات شعبية سلمية مناهضة للنظام الشمولي سرعان ما تسلحت في أغلبها، راح ضحيتها -وفقاً لمراقبون- أكثر من 32 ألف قتيل وآلاف الجرحى بالإضافة إلى آلاف المعتقلين، فيما تنفي دمشق ذلك وتقول إن العدد أقل من ذلك وبأنها تقاتل "جماعات مسلحة ومتشددين إسلاميين".

ومنذ مساء الخميس الماضي، يتناقل أهالي منطقة القامشلي بمختلف مكوناتهم العربية والكردية والمسيحية إشاعات حول رغبة مسلحي المعارضة -التي تدعمها تركيا- السيطرة على مدينتهم التي من المحتمل أن ينشأ صراعاً دولياً عليها مستقبلاً بسبب موقعها الاستراتيجي على طريق العبور من العراق وإيران وتركيا يفوق في أهميته إنتاجها المتواضع الذي بلغ حوالي 400 ألف برميل يومياً قبل الاضطرابات.

ويخشى الكثير من السوريين العرب المنتشرين أغلبهم في ريف القامشلي من اشتعال عنف مسلح مثلما حدث في مدن أخرى بين مسلحي المعارضة وقوات الجيش السوري، والتخوف نفسه موجود لدى مسيحيي القامشلي الذين تقدر أعدادهم بعشرات الآلاف أغلبهم من أبناء الشعب الكلدوآشوري سرياني وبضعة آلاف من الأرمن.

وللقامشلي -مركز ثقل الأكراد السياسي- دلالة سياسية لدى "أكبر أقلية عرقية في سوريا" حيث يطلق بعض الأكراد عليها اسم "عاصمة غربي كردستان" أو "عاصمة كردستان الغربية".

ويقول مراقبون إن القلق يساور معظم أكراد سوريا من معارضة عربية سورية يهيمن عليها الإسلاميون الذين يرفضون منح الحكم الذاتي للأكراد. وإن الرئيس السوري بشار الأسد إذا سقط فمن المستبعد أن يكون سعي الأكراد للحكم الذاتي أمراً ميسوراً.

وقالت وكالة "رويترز" إن أكراد سوريا الذين طالما تعرضوا للاضطهاد يرون الصراع الذي يدمر بلادهم فرصة لكسب الحرية على غرار ما يتمتع به أقرانهم في العراق الذين يعيشون بشكل شبه مستقل عن الحكومة الاتحادية في بغداد.

ودفعت الحرب بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي المعارضة نحو 30 ألف كردي حتى الآن للفرار عبر الحدود إلى مخيم "دوميز" في إقليم كردستان العراق حيث بدأت البيوت المبنية بالطوب تحل تدريجياً محل الخيام مع استعداد السكان لمواجهة الشتاء وما بعده.

وتقول منظمة الإغاثة من الكوارث شلتر بوكس التي تساعد في نصب الخيام إن ما يتراوح بين 200 و300 شخص آخرين يصلون يومياً إلى المخيم.

وقال نجا حسين عمر "حتى لو كنا بلا خبز أو ماء فسنكون مرتاحين هنا لأننا في وطننا مع زعيمنا مسعود البرزاني" مشيداً برئيس إقليم كردستان العراق الذي تزدان الحوائط بصوره في أنحاء المخيم.

وأضاف "نريد دولة مستقلة مثل الآخرين. أين دولتنا؟".

وبحسب "رويترز"، يزيد عدد الأكراد على 20 مليون نسمة موزعين بين سوريا والعراق وتركيا وإيران ويوصفون دائماً بأنهم أكبر مجموعة عرقية في العالم بلا دولة.

ووفقاً لمراقبين، يبلغ عدد الأكراد في سوريا حوالي مليون شخص.

وفي المخيم، علقت ملصقات للترويج لحفل لجمع التبرعات من أجل شعب "كردستان الغربية" وهو الاسم الذي يستخدمه الأكراد للإشارة إلى المنطقة التي يعتبرونها أرضهم في سوريا.

وقال "إبراهيم عبد العزيز علي" الذي فر من بلدة الحسكة قبل بضعة أشهر بعد تجنيده في الجيش لوكالة رويترز "إن شاء الله سنقيم كردستان أخرى في سوريا.. وإن شاء الله في تركيا أيضاً".

إلا أنه ليس الجميع على القدر نفسه من الثقة.

وقال عمران محمد إن كل ما يطلبه هو وأبناء جيله من الأكراد هو المساواة في الحقوق في إطار سوريا موحدة.

وقال بينما كان يجلس إلى طاولة في مقهى يديره على شكل خيمة من المشمع "بلدنا هو سوريا. لا نريد كردستان أخرى".

وأضاف "يمكن أن يكون الرئيس كردياً أو علوياً أو عربياً أو غير ذلك .. ما دام ذلك من خلال الانتخابات".

إلا أن مسؤولاً في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي اليساري قال لعنكاوا كوم إن الأكراد يرضون بدولة يحكمها دكتارتور كردي ولا يرضون بعادل عربي.

وإذا سقط "الأسد" فمن المستبعد أن يكون سعي الأكراد للحكم الذاتي أمراً ميسوراً.

وكاد التوتر القائم بالفعل بين الجماعتين الكرديتين الرئيسيتين في سوريا وهما المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي يتحول إلى صراع كردي داخلي.

وفي وقت سابق هذا العام جمعهما "البرزاني" معاً في أربيل عاصمة كردستان العراق حيث وقعا اتفاقية لتشكيل مجلس مشترك يشكل جبهة موحدة للدفاع عن المصالح الكردية في سوريا.

ولكن المجلس الوطني الكردي اتهم حزب الاتحاد الديمقراطي أكثر من مرة بالتقاعس عن الالتزام بتعهداته في إطار الاتفاق وقال إن وحدات الدفاع الشعبي التابعة له ما زالت تقيم نقاط تفتيش وتفرض جدول أعمالها بالقوة.

وتشكل المجلس الوطني من أكثر من 12 حزباً كردياً سورياً أصغر بمباركة "البرزاني" وهو يلقى قبولاً واسعاً من التيار السياسي العام على النقيض من حزب الاتحاد الديمقراطي الذي ينظر إليه باعتباره على صلة بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا والدول الغربية.

ويقول حزب الاتحادي الديمقراطي إنه لا يربطه بحزب العمال الكردستاني أكثر من مجرد التقارب العقائدي. ويخوض حزب العمال الكردستاني صراعاً انفصالياً منذ 28 عاماً في تركيا أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص.

ولكن الأكراد السوريين في المخيم يستخدمون الاسمين كمترادفين، وهم معروفون في الشارع باسم "الآبوجية" نسبة إلى زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان المسجون في تركيا، والمعروف بـ "آبو".

وقال زنار علي عبد (24 عاماً) الذي غادر بلدة المالكية السورية لأنه كان يواجه التجنيد في الجيش لرويترز "توجد هنا أعداد كبيرة من أعضاء حزب العمال الكردستاني لكنهم لا يجرؤون على إعلان ذلك".