حول القصور التي بيعت بأثمان بخسة أليست المساءلة واجبة.. و مطلوبة؟

بدء بواسطة حكمت عبوش, نوفمبر 07, 2012, 03:41:58 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

حكمت عبوش

حول القصور التي بيعت بأثمان بخسة
أليست المساءلة واجبة.. و مطلوبة؟
                                                                                       حكمت عبوش
نشرت الصحف قبل أيام أقوال نائبين اثنين، أولهما النائبة من التحالف الوطني (ماجدة التميمي) عضو اللجنة المالية البرلمانية و التي قالت: إن (دائرة عقارات الدولة) قامت في وقت سابق بتشكيل لجنة خاصة تتعلق ببيع القصور الرئاسية في المنطقة الخضراء و هي أن يدفع المشتري (المسؤول) اقل من ربع المبلغ المحدد للبيع و ما تبقى من المبلغ يتم تقسيطه لمدة 20 عاما مبينة إن جميع قصور المنطقة الخضراء تم بيعها لمسؤولين كبار في الدولة و رؤساء الكتل المتنفذة. و لما خاطبت اللجنة المالية البرلمانية (دائرة عقارات الدولة) ذاتها حتى تطلعها على تفاصيل هذا البيع إلا أن الدائرة لم تتجاوب معها و ثانيهما هو النائب المستقل من التحالف الوطني أيضا (جواد البزوني) الذي أكد ما كشفته التميمي و قال: إن العقارات في المنطقة قد بيعت بطريقة لا تتفق مع المعايير المعروفة حيث لم يتم الإعلان عنها و خصت بمسؤوليين كبار من الأحزاب المتنفذة لا تتناسب مع السعر الحقيقي الذي يقدر بملايين الدولارات معتبرا ذلك فسادا كبيرا و أكد لـ(طريق الشعب) : انه بالرغم من إن أسعار البيع تمت بالتقسيط المريح على رواتب من اشتراها. و أضاف: إن عدم تسليط البرلمان الضوء على هذا الفساد يعود لتورط جميع الكتل البرلمانية بهذا الفساد.
و هنا نعود لنسأل: من أين بنى صدام و أعوانه هذه القصور؟
أليس من أموال الشعب العراقي و الذي أفقر حتى الطبقة الوسطى؟ يقول الدكتور حسن الجنابي ممثل العراق في منظمة الغذاء و الزراعة الدولية (الفاو): إن أكثر من 50% من الشعب العراقي كان دون مستوى الفقر في العهد ألصدامي و هذا يعني كما كان مكشوفا و مرئيا أمام الجميع معاناة ملايين العراقيين من الجوع و الحرمان و التهجير و البطالة و الجهل و تدني مستوى الخدمات الصحية و التعليمية و تحمل ضيم التوتاليتارية البعثية. لنسأل ثانية: الم يكن غالبية أبناء الشعب و قادة المعارضة و منهم (المتنفذون الآن) يدينون هذا التبذير الباذخ و الإجحاف الفاضح بحقوق أبناء الشعب العراقي؟ فكل أساس و كل زاوية من هذه القصور لم يبن الا بسواعد العراقيين و أموالهم التي نهبت منهم غصبا و لو نطقت هذه لقالت: كم من عرق و دماء العراقيين الغالية مزجت بها. إذن يجب أن ترجع هذه القصور الباذخة إلى الشعب الى بناتها الحقيقيين فيستريح الضمير. و واقعا فهي لا تصلح للسكن العادي بل تصلح أن تكون دوائر حكومية أو نواد كبيرة أو مراكز سياحية يؤمها عموم أبناء الشعب و يستمتعوا ببنائها الفاره و أجوائها الفخمة و ساحاتها الواسعة عسى أن تعوضهم و لو عن بعض الحرمان و البؤس الذي طالهم الشئ الكثير منه في تلك الأيام السوداء و كما يعلم الجميع فان هذه القصور لم تذهب مع صدام إلى قبره بل بقيت في مكانها ترمز لظلمه. و للمقارنة نذكر انه في يوم 20/10/2012 تكلمت مذيعة احد البرامج في قناة الحرية و قالت: إن رئيس البرازيل- و كان قبلها رئيسا لاتحاد نقابات العمال- بعد أن انتهت مدة رئاسته و رفض إعادة انتخابه مرة أخرى، ذهب بعدها إلى بيته الريفي فوجده يحتاج إلى ترميم و لم يكن يملك ثمن هذا الترميم فما كان منه إلا أن يطلب مساعدة أصدقائه و معارفه من اجل إعادة اعمار بيته ليصبح صالحا للسكن و لا نعرف ماذا يقول كبار المتنفذين عن رئيس الاورغواي الذي نشرت قناة الديار يوم 2/10/2012 عنه، انه يقود سيارة نوع فولكس واكن و لكن موديل 1987 و يتبرع بـ 90% من راتبه للفقراء و هو قريب من شعبه الذي يتباهى بأنه الأفقر بين كل رؤساء الدول في العالم.

*نشرت في صحيفة طريق الشعب الغراء يوم الاثنين 5/11/2012   


ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة