حركة تجمع السريان ماذا بعد المؤتمر الأول ؟ / د. نشأت مبارك

بدء بواسطة matoka, أكتوبر 28, 2012, 04:23:03 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

حركة تجمع السريان
ماذا بعد المؤتمر الأول ؟





      د. نشأت مبارك



برطلي . نت / بريد الموقع
صدى السريان

عندما نستذكر الشعار الذي اعتمدته حركة تجمع السريان في مؤتمرها الانتخابي الأول والموسوم ( وحدتنا القومية ...ضمان لحقوقنا القومية ) والمنعقد في 28-29/ تشرين الأول 2011 ، أي بعد مرور عام كامل على انعقاد المؤتمر، لابد من وقفة صادقة على المتغيرات الفعلية التي جعلت من الواقع السياسي للحركة أكثر فاعلية على مستوى الانجازات والحراك السياسي والتي أدت به إلى تحقيق انتقالة نوعية في مواجهة التحديات والسير بالنهج المرسوم نحو حصيلة ايجابية تتقدم وتنمو بشكل ملموس على كافة الأصعدة القومية والوطنية لتأسيس طور من التحولات الهادفة نحو إنضاج الرؤية السياسية ودعم أهدافها كافة .

ومنذ البداية _ أي ما بعد المؤتمر وعملية انتخاب هيئة تنفيذية جديدة للحركة برئاسة الأستاذ أنور متي هدايه _ تطلعت الهيئة التنفيذية المنتخبة إلى أكمال ما بدأته سابقتها في المطالبة الشرعية لاستحصال الحقوق القومية كافة بدءاً من إدراج تسمية ( السريان ) في دستور العراق الدائم أسوةً بالإخوة الكلدان والآشوريين وصولاً إلى توحيدها في تسمية متآلفة مع أحزاب شعبنا المشاركة في العملية السياسية على الصعيد القومي والوطني لتحقيق انسجامية تامة في الرأي واتخاذ القرارات وصياغة آلية عمل وشراكة يتم من خلالها تحديد القضايا المصيرية التي تخدم أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وتركز على تحقيقها في المستويات كافة ،وهذا ما سيضع الحركة والأحزاب الأخرى في موقع الاقتدار كونها _ أي أحزاب شعبنا كافة _ تمثل حالياً تنظيماً سياسياً عالي المستوى تحت مسمى تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية .

إن محاولتنا لقراءة المشهد السياسي لحركة تجمع السريان في فترة ما بعد المؤتمر العام هي قراءة أكثر من انطباعية كونها تناقش واقعاً ملموساً لدى الجميع من حيث الانجازات التي حققتها الحركة خلال هذه الفترة وفي مقدمتها مشاركة وفد من الحركة في المؤتمر الدولي الذي انعقد في العاصمة الايطالية روما في 27/2/2012 حول الربيع العربي وتداعياته على شعوب المنطقة وتأثيره على المكونات غير المسلمة في هذه البلدان وحضر المؤتمر عدد من الشخصيات السياسية والدينية من مختلف البلدان العربية أما العراق فقد اقتصر الحضور على كيانين اثنين فقط كانت حركة تجمع السريان أحدهما ، وترأس الوفد إلى روما السيد رئيس الهيئة التنفيذية لحركة تجمع السريان أنور متي هدايه وقد أكد رئيس الحركة في الكلمة التي ألقاها في المؤتمر على أهمية بناء الدولة الحديثة على أساس المواطنة من حيث الانتماء والولاء للوطن مركزاً فيها على تأثير الربيع العربي على مسيحي العراق ومصر ولبنان ، كما قدّم السيد هدايه في ختام المؤتمر مجموعة من المقترحات في دراسة مطولة حول الواقع السياسي في بلدان الربيع العربي وقد اعتمدت اللجنة المشرفة على مؤتمر الربيع العربي اغلب تلك المقترحات في توصياتها الختامية وعدّتها حلولاً جذرية للمشاكل المرحلية التي تواجه بلدان الربيع العربي لرسم مستقبلها الزاهر ، وكان أهمها :

1.   ضمان حريات وحقوق المكونات غير المسلمة في بنود دساتير بلدان الشرق الأوسط.
2.   إعادة النظر في المناهج الدراسية على مختلف المستويات والمراحل .
3.   حث المراجع الدينية للتركيز على تثبيت مفاهيم التعايش السلمي بين مختلف مكونات شعوب المنطقة وبث روح التسامح واحترام وقبول الآخر.

ومن ثم كان لحركة تجمع السريان وعلى الصعيد السياسي مطالبات عدّة تمثلت فيما طرحه رئيس الهيئة التنفيذية في لقاءه مع موقع عنكاوه كوم في 29/6/2012 حول أهم الحلول الجذرية والإستراتيجية التي من الممكن أن تؤدي إلى استقرار منطقة سهل نينوى داعياً إلى نبذ عملية التغيير الديموغرافي في بلدات أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري لتحقيق مبدأ التعايش السلمي مع باقي المكونات ، ومن ثم مشاركة رئيس الحركة في اللقاء الذي عُقد في الموصل مع عدد من قيادات القائمة العراقية وقيامه بمناشدة الإطراف المشاركة في العملية السياسية إلى الاحتكام على الدستور في حل الخلافات بينها ووضع حد لما يتعرض له أبناء شعبنا من محاولات ممنهجة للاستيلاء على أراضي إباءهم وأجدادهم مؤكداً موقفه الرافض لكل هذه المحاولات من خلال جملة من المطاليب التي سلمها إلى السيد أسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي للأخذ بها والعمل على تنفيذها كونها تُمثل أهم مطالب المكون المسيحي في العراق ، فضلا عن انجازات الحركة في الفترة ما بعد المؤتمر الأول والتي تمثلت بمشاركة وفد من قيادة حركة تجمع السريان برئاسة الأستاذ أنور هدايه وعضو قيادة الحركة الأستاذ ناجي الياس بحو في أعمال المؤتمر السنوي (79) لاتحاد الجمعيات الآشورية الأمريكية (الفدريشن) المنعقد بمدينة فينكس بولاية أريزونا الأمريكية بتاريخ 30 - 8 - 2012 للقاء أبناء شعبنا في المهجر لمناقشة أخر المستجدات والتطورات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط على مستوى القضايا التي يعاني منها أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في العراق والدول الأخرى والخروج بالحلول الكفيلة بحل تلك القضايا على المستوى البعيد ، كما تضمنت المشاركة زيارة وفد الحركة مع وفد رفيع المستوى من قادة أحزاب شعبنا في تجمع التنظيمات السياسية إلى مسؤولين في الإدارة الأمريكية ناقشوا فيها جملة من الأمور القومية والوطنية التي من شأنها أن تحقق موقف دولي داعم للعملية السياسية في العراق لضمان أوسع مشاركة فيها كونه بلد تتعدد فيه المكونات على مستوى الدين واللغة والثقافة.

أخيراً لابد من الإقرار بحقيقة إن الحركة بعد مؤتمرها الأول قد حاولت إكمال نهجها على كافة الأصعدة من خلال نضالها القومي المشترك لإبراز تصـورها السياسي الذي يؤكد على أحقية حصول كل مكون من مكونات شعبنا العراقي على حقوقه الدستورية دون تمييز أو تفرقة وعلى أساس الانتماء لهذا البلد العزيز لتثبيت حكومة شراكة وطنية تُعزز الوحدة والتآلف بين أبناء شعبنا ، وهذه المحاولات هي وسيلة للحفاظ على وجود ومستقبل شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في العراق والتأكيد على إن المسيحيين هم السكان الأصليين لهذه الأرض والتاريخ يشهد على ذلك ، لذلك دعت الحركة إلى التنديد بكل محاولات التهميش والإقصاء والتهجير والاضطهاد التي يتعرض لها هذا المكون الأصيل وطالبت الحكومة بالتزامها بمبدأ الشراكة الوطنية لرسم مستقبل زاهر لبلدنا العراق  .





Matty AL Mache