نفحات الخزام او حياة البطريرك افرام الاول برصوم بطريرك انطاكية وسائر المشرق.

بدء بواسطة عامر عزالدين, أكتوبر 20, 2012, 07:47:40 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

عامر عزالدين

نفحات الخزام او حياة البطريرك افرام الاول برصوم بطريرك انطاكية وسائر المشرق
بقلم الملفان غريغوريوس بولس بهنام وكتب مقدمته اديب المهجر الكبير نظير زيتون


ولادته ، طفولته ، دراسته الاولى :
ولد البطريرك الجليل في الموصل في 15 حزيران سنة 1887 وسمي في المعمودية ايوب واسرته من عرفت وجاهة وتقوى فأخذ عنها كل المثل العليا ورضع الفضائل والمكارم والمحامد ، منذ الطفولة فنشأ مطبوعا عليها فظهرت فيه بوادر النبوغ منذ الصبى ويذكر الكثيرون من معاصريه ميوله الروحية في طفولته وجنوحه الى التقوى والعبادة ويروون عنه قصصا تدل على تألق ذكائه وتعلقه بصوت النعمة التي ظهرت على محياه في عهد طفولته المباركة .
وعند بلوغه الرابعة من عمره بدت عليه علائم النجابة والتالق فأدخله والداه الى احدى مدارس المدينة وراح يرتشف العلم كالظمان وكأني به كان يشعر ان الله سيجعل منه ( اناء مصطفى ) لتأييد كلمته الالهية وقد سمعنا من كثيرين من معاصريه انهم كانوا يشاهدون الصبي ايوب ذاهبا الى المدرسة او عائدا منها وكتبه بين يديه يسير بخطوات واسعة لا يلوي على شي فاذا وصل الدار انفرد في غرفته الخاصة والكتب والدفاتر بين يديه كأنه احد طلاب الجامعات وقلما يهبط الى غرفة الوالدين ليشارك اخوته العابهم البريئة ، وكثيرا ما كان ينسى نفسه في عزلته العذبة حتى يضطره المرحوم والده الى الخروج من هذه العزلة ليتناول الطعام او يجلس بين الاشقاء وغيرهم من اطفال اقاربه ، وكثيرا ما كان يشاهد في ايام الاحاد والاعياد ، وقد عمل له شبه كنيسة صغيرة في غرفته الخاصة فيقيم الصلاة ويحتفل بالطقوس المقدسة ، وقد ارتدى شبه حلة كهنوتية يشلركه في الخدمة احد اشقائه او غيره من الاطفال .
فقضى في مدرسته ثلاث عشرة سنة مكبا على الدرس والتحصيل وقراءة الكتب الدينية والادبية والتاريخية بهمة نارية ، فأتقن في هذه الفترة اللغتين العربية والفرنسية وشذا قسطا صالحا من السريانية والتركية الى جانب العلوم العالية ، وهو في السابعة عشره من عمره الميمون وفي هذه الفترة اخذ يكتب بعض المقالات الادبية وينظم بعض المقطوعات الشعرية .