"القرص" ومصير المكتبات المنزلية!

بدء بواسطة MATTIPKALLO, أغسطس 04, 2012, 09:54:59 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

MATTIPKALLO

"القرص" ومصير المكتبات المنزلية!!

متي كلو
mattikallo@hotmail.com

بين حين وآخر أتصل بصديقي المصري الذي يعمل استاذا في احدى الجامعات الخاصة في مدينة الاسكندرية بجمهورية مصر ونتجاذب الحديث ونتناقش في مواضيع شتى يغلبها الطابع الادبي والثورات العربية التي وصلت الى موطن صديقي بعد تونس والتحولات السريعة في مصر والصحافة الحكومية او كما تسمى في مصر بالصحافة القومية، مثل الاهرام والجمهورية والاخبار، وكانت أحاديثنا تستغرق اكثر من ساعة احيانا ، وفي احد الاحاديث تحدثنا عن الصحافة المصرية أيام زمان وكيف كنا نتابع ما يكتبه شيخ الصحافة العربية محمد حسنين هيكل، الذي يستحق هذا اللقب بجدارة، والذي كان من الذين شاركوا في صياغة السياسة العربية والقرار المصري في عهد الرئيس المصري الاسبق جمال عبد الناصر وعن عموده الاسبوعي الذي كان يكتبه تحت عنوان بصراحة من عام ١٩٦٠ إلى ١٩٩٦ في جريدة الأهرام وأخبار اليوم وآخر ساعة، وخاصة أيام "لا السلم ولا الحرب" بين مصر واسرائيل، والحرب الباردة بين موسكو وواشنطن، وقلت له لولا اغترابنا الاجباري لكنت الان اتصحف الكثير من تلك الاعداد التي احتفظت مكتبتي بالكثير منها وغيرها من الصحف والمجلات المصرية واللبنانية.
انتهت تلك المحادثة بعد منتصف الليل وسكونه في توقيتنا ومساء يوم تشريني بتوقيت ام الدنيا.
بعد اسبوعين من تلك المحادثة وجدت في صندوق بريدي بطاقة صغيرة من دائرة البريد وعلى متنها اشعار بوصول طرد عليَّ استلامه.
كان الطرد يحمل طابعا مصريا، وعندما فتحته وجدت في داخله ديوان للشاعر احمد فؤاد نجم "المجموعة الكاملة" وقرص الليزر DVD" ومدون عليه "محمد حسنين هيكل "بصراحة" المجموعة الكاملة! قلت في نفسي، أحقا هذا القرص يحتوي على ما كتبه الشيخ الكبير هيكل على مدى 36 عاما!!
سررت كثيرا واجتاحني فرحا عارما بأن أضيف "موسوعة هيكل" لمكتبتي المنزلية، ولكن كيف أستطيع أن اختار مكانا لهذه الموسوعة يجذب انتباه أصدقائي الذين يقصدونني لاستعارة كتاب أو أكثر بين حين وآخر" إذا استعرت كتابي وانتفعت به.
فاحذر وقيت الردى من أن تؤخره" .
وضعت القرص في جهاز الحاسوب وبدأت أقلب صفحاته عن طريق "الفارة" وأسئلة كثيرة خطرت بذهني حول مصير المكتبات المنزلية وكيف كانت زينة المنزل " غرفة بلا كتب كالجسد بلا روح"، وكيف تكون تلك المكتبة المنزلية عندما يحتوي كل قرص فيها على أكثر من مجلد،.
هل نضع عشرات الكتب في قرص واحد؟ وهل عندما أزور صديقا كي أطلع على الجديد مما وصله من كتب، يسحب من درج مكتبه قرص ويضعه في الحاسوب لكي أتصفحه؟
وهل سيندثر الكتاب الورقي أمام الزحف القرصي السريع ، وهل اذا استعرت كتابا من صديق وتلف خلال تشغيله، فكيف يكون موقفي الاخلاقي امامه!.
وسؤال آخر ؛ هل نحمل معنا جهاز الحاسوب عندما نرغب الانتقال من مكان الى آخر سواء بالقطار أو الطائرة لنقرأ كتابا أو مطبوعا !.
أين يكون مصير الكتاب الورقي أمام الرياح المعاكسة للكتاب والتغيير السريع في صناعة الكتاب وثورة القراء الالكترونيين!.
وكيف يتم المحافظة على حماية حقوق المؤلف!
ونجد اليوم عشرات المواقع الالكترونية تدرج على صفحاتها مئات الكتب بكافة الاختصاصات العلمية أو الادبية ،تلك التي نستطيع خزنها على جهاز الحاسوب بدون مقابل، وأمام هذه الثورة الاكترونية أعلنت في العام الماضي سلسلة متاجر الكتب "بوردرز" الامريكية عن افلاسها واغلقت فروعها البالغة 399 متجرا في انحاء العالم ومنها استراليا، كما أعلنت شركة"جوجل" موقعا لتجارة الكتب على الانترنيت، يحتوي على أكثر من 3 ملايين عنوانا في جميع أانواع الاختصاصات ويمكن قراءتها مجانا !.
ومازال القراء ينقسمون الى فريقين، الاول هم مَن يدافع عن الكتاب الالكتروني والفريق الآخر مَن يدافع عن الكتاب الورقي، ومازال الجدل قائما، ومازالت وجهات النظر متباعدة.
والسؤال: الى متى يصمد المطبوع الورقي أمام اعصار الانترنيت والقرص!!



ماهر سعيد متي

الكتاب الورقي فعلا لن يستمر طويلا .. والأمر سينعكس على كافة مجالات الحياة ومنها الجانب التعليمي المتخلف في بلادنا .. هو امر محتم ومصيري .. رغم ان الكتاب له لذة وطعم خاص ... شكرا على المقال .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

salemsallow

السيد متي كلو المحترم
مقالتك ذكرتني بالمرحوم Borders الذي كان شامخا في مدينتنا، كنت أحس بنشوة من نوع خاص عندما كنت أذهب الى هذه المكتبة، كانت مكتبة ضخمة جدا وأنيقة جدا، في الكافتيريا، كان هنالك يوميا من يعزف الكيتار ويغني، والقراء يأكلون ويشربون ويسمعون، وبعضهم (منبطح) على الأرض. ترى في ممرات المكتبة قراء من جميع الأعمار، بعضهم لا يريد أن يشتري الكتاب، فيجلس ويقرأه مجانا، وكذلك المجلات، حيث وفروا لهم أماكن للجلوس. كانت المكتبة تحتوي على الأقراص الليزرية CD والقرطاسية أيضا. كنت عضوا في المكتبة، وفجأة أعلنوا بأن المكتبة ستغلق، كنت أتحسس ذلك لأن الأنترنت الملعون قد استولى على كل شيء.
سالم بهنام سلو
salemsallow2@gmail.com