انتقادات للطالباني على رحلاته العلاجية واتهامات له بترك أزمات البلاد للزمن

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 18, 2012, 09:31:44 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

انتقادات للطالباني على رحلاته العلاجية واتهامات له بترك أزمات البلاد للزمن

الاثنين 18 حزيران 2012   13:28 GMT


السومرية نيوز/ بغداد
"وصل فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني اليوم الأحد 17 حزيران 2012 الى المانيا. ومن المقرر أن يباشر فخامة الرئيس باجراء الفحوصات الطبية اللازمة حسب الجدول الطبي الموضوع".  لم تكن رئاسة الجمهورية العراقية بحاجة لإضافة الكثير من التفاصيل إلى بيانها بخصوص سفر الرئيس و"الجدول الطبي الموضوع"، فالأمر فسر من قبل الساعين لإسقاط رئيس الحكومة على أنه "هروب من الأزمة بما يمنح المالكي المزيد من الوقت للمناورة"، فالطالباني نفسه وفي قمة اشتداد الأزمة بعد إعلانه في التاسع من حزيران الجاري عدم نيته إرسال كتاب سحب الثقة إلى البرلمان لوح بأنه سيغادر البلاد لغرض العلاج.

الشكوك بنوايا سفر الرئيس الذي تصفه الكتل السياسية بـ (صمام أمان العراق) مع اشتداد الأزمة الحالية بحسب بعض السياسيين "لم تأت من فراغ"، فالرئيس سبق وأن سافر "للعلاج" إبان الجدل الذي دار على تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس السابق صدام حسين في العام 2006 مرورا بالتوقيع على الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأميركية في نهاية العام 2008 ثم إبان الجدل على إقرار قانون الانتخابات في أواخر العام 2009، وآخرا عند اشتداد الجدل .

لكن إن قبلت الكتل السياسية بالرحلات العلاجية للرئيس، سابقا و"سكتت عنها" فإن الأزمة الحالية التي يصفها بعض المراقبين بأنها (صراع موت أو حياة) بين رئيس الحكومة ومعارضيه، دفعت البعض وخاصة أطراف أجتماع أربيل ومن ضمنهم الكرد لإطلاق وللمرة الأولى تصريحات لاذعة ضد الطالباني مع التشكيك بقدرته على تحمل المسؤولية في الموقع الذي يشغله. لكن بالنسبة للبعض الآخر فإن سفر الطالباني في الأزمات إنما دليل على "حنكة" سياسية وقدرة على التزام طرف الحياد وعلى التخلص من ضغوط دول الجوار وحل المشاكل عبر "توظيف عامل الزمن".

العراقية: سفر الطالباني تهرب من المسؤولية ودليل على فشله كرئيس
ويقول القيادي في العراقية نبيل حربو "إننا كنا نتوقع أن يعطي رئيس الجمهورية جلال الطالباني الوقت لإيجاد حل للأزمة السياسية العراقية، لكن الإعلان عن سفره إلى خارج البلاد يؤكد عدم قدرته على حل المشاكل السياسية".

ويضيف حربو في حديث لـ"السومرية نيوز" أن "سفره يؤشر أيضا على عدم قدرته على العمل بمنصب رئيس الجهورية خصوصا مع وجود الكثير من المشاكل داخل حزبه أو مع باقي الأحزاب العربية والكردية".

ويتابع حربو "كان من المفترض للطالباني البقاء في العراق وأن تحل الضغوط السياسية والعاهات الجسمية من المرض في سبيل حل المشكلة الحالية بدلا من الهروب من البلاد"، مؤكدا أن "هذا الأمر يقنع العراقيين بعدم إمكانيته العمل كرئيس للجمهورية وخصوصا وأن التصرفات الأخيرة له أصبحت غير مقبولة من الشعب العراقي والسياسيين".

نائب كردي: نحن لسنا مع سفر الرئيس
وعلى الرغم من أن الرئيس الطالباني هو أحد القادة الكرد البارزين فإن ذلك لم يشفع له لدى نواب التحالف الكردستاني الذين لم يخفوا انتقادهم لسفره، مؤكدين أن حساسية الأزمة السياسية الحالية لا تتحمل أن يكون الطالباني بعيدا.

ويقول النائب عن التحالف محما خليل في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "التحالف الكردستاني لا يؤيد سفر رئيس الجمهورية إلى خارج العراق في هذا الوقت، لأن وجوده ضروري ليكون له موقف في هذه الظروف التي يمر بها البلد".

ويضيف خليل أن "رئيس الجمهورية ساهر على سلامة الدستور ويجب أن يكون على مسافة واحدة من الجميع"، داعيا إياه إلى "احترام طلب حجب الثقة عن رئيس الحكومة نوري المالكي الذي وقعه النواب".

الأحرار: الطالباني يحاول التخلص من ضغوط دول الجوار
لكن كتلة الاحرار التابعة للتيار الصدري الطرف الثالث المطالب بسحب الثقة عن رئيس الحكومة نوري المالكي تجد في الرحلة العلاجية للطالباني "هروباً" لكن ليس من المسؤولية إنما من ضغوط دول الجوار التي تؤثر في العراق العراقي.

ويقول النائب عن الكتلة جواد الشهيلي إن "الرئيس جلال الطالباني يحاول الخروج من المأزق ومن المشكلة التي يواجهها في قضية سحب الثقة من خلال الإعلان عن سفره".

ويوضح الشهيلي في حديث لـ"السومرية نيوز" أن "الطالباني تمارس عليه ضغوط كبيرة من دول الجوار بشأن قضية سحب الثقة من رئيس الحكومة ولذلك يحاول أن يكون حياديا"، معتبراً أن "سفره هو جزء من التخلص من هذه الضغوط".

دولة القانون: سفر الطالباني ليس تهربا ومن الأفضل ألا يتعامل مع أزمة مفتعلة
وتختلف رؤية نواب ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي لسفر الطالباني عن رؤية أطراف اجتماع أربيل اذ يعتبرون أنه كان على مستوى عال من المسؤولية في إدارته للأزمة الحالية ويحاول تجنب الضغوط التي تمارسها أطراف أربيل عليه، ويؤكدون في الوقت نفسه أنه فعل حسنا "بعدم تعامله مع أزمة مفتعلة".

ويقول النائب عن الائتلاف محمد الصيهود في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "سفر الرئيس طالباني ليس تهربا من المسؤولية"، ويضيف أنه "أخذ تواقيع سحب الثقة وتعامل مع الموضوع بحيادية وبحسب الوقائع على الأرض، ولهذا فإن سفره ليس تهربا منها"، مشددا على أن "الرئيس لا يستطيع أن يتعامل مع أزمات مفتعلة مثل هذه الأزمة".

من جانبه، يقول النائب عن الائتلاف نفسه حسين الأسدي في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "الطالباني يحاول تخفيف الضغط عليه من قبل أطراف أربيل ويريد أن يبين لهم أنه كان حياديا في التعامل مع مطالبهم"، مشيرا الى أن "الطالباني أجل سفره من أجل هذه الأطراف لدراسة مطالبها بسحب الثقة".

ويشدد الأسدي على أن "الطالباني أوصل رسالة من خلال التعامل مع أطراف أربيل بأنه غير منحاز إلى رئيس الحكومة نوري المالكي".

محلل سياسي: الطالباني يتركها للزمن
أما المتابعون للشأن السياسي العراقي فيجدون في توجه الطالباني قناعة بأن "طريق الحوار وصل الى طريق مسدود" يحتاج الى انتظار نتائج الصراع بين أطراف اربيل ورئيس الحكومة نوري المالكي، ويلفتون إلى أن الرئيس يحاول إحالة الأزمة إلى "الوقت" لحلها.

ويقول المحلل السياسي سعدي الحديثي إن "الإعلان عن سفر الطالباني في رحلة علاجية جاء بعد قناعة تامة بأن الطريق أصبح مسدودا أمام أي مسعى للحوار لحل أزمة سحب الثقة".

ويضيف الحديثي في حديث لـ"السومرية نيوز" أن "الطالباني أدرك صعوبة واستحالة القيام بوساطة بين أطراف أربيل والمالكي فضلا عن تعرضه لضغوط قومية تجعله محرجا أمام التحالف الكردستاني وخسارة جزء من شعبيته إذا ما خرج عن الإجماع الكردي بشأن قضية سحب الثقة".

ويرى الحديثي أن "الرحلة العلاجية قد تستمر أسبوعين أو ثلاثة لحين خروج الصراع الدائرة بين أطراف والمالكي بنتجية واضحة"، لافتا الى أن الطالباني سينتظر الطرف المنتصر في الصراع لكي يتواصل معه خصوصا وأن علاقاته جيدة مع الطرفين".

ويتابع الحديثي أن "الطالباني اعتاد في الأزمات على السفر لحين انجلاء الموقف بشأنها"، مؤكدا أن "صحة الطالباني ليست بتلك الخطورة حاليا لكي يقوم بسفرة علاجية في ظل تأزم الوضع العراقي".

من جانبه، يصف الصحافي والمحلل السياسي هادي جلو مرعي الرئيس جلال الطالباني بـ"الرئيس العليل والمريض".

ويقول مرعي في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "الطالباني بالفعل يعاني أمراضا شتى وكبر السن وبالتالي لا يأتي بجديد عندما يسافر للعلاج"، إلا أن مشكتله أنه يفضل العلاج في غير فترة العلاج".

ويوضح مرعي أن سفر الطالباني حاليا لا شك فيه أنه "للتخلص من ضغط الأطراف السياسي في موضوع سحب الثقة من المالكي"، ويبين أن عامل الوقت لحين عودة الطالباني "يقلل من فرص سحب الثقة من المالكي ويضعف مواقف القوى المعارضة له"، معتبرا أن "هذه الحقيقة ما يجعل ائتلاف دولة القانون وفريق المالكي يرحبون بسفره والتمني له بالعلاج والشفاء العاجل في حين يخسر الطرف الآخر المعارض".

ويواجه الرئيس الطالباني ضغوطا بسبب أزمة سحب الثقة عن رئيس الحكومة نوري المالكي وكان هدد السبت (16 حزيران) بالاستقالة في حال أجبر على تغيير قناعاته، وأكد أن منصبه يقتضي الحيادية وتوحيد الصف، مشددا على أنه لن يقف ضد "الأكثرية الشيعية" التي لا يمثل التيار الصدري سوى ربع عددها في البرلمان.

واتهمت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، في (10 حزيران 2012)، رئيس الجمهورية بـ"التنصل" من الدستور وتسريب أسماء 180 نائباً وقعوا على سحب الثقة من رئيس الحكومة إلى ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه، بعد أن أعلن الرئيس في (9 حزيران الحالي) أن رسالته بشأن سحب الثقة من المالكي لم تبلغ إلى البرلمان لعدم اكتمال النصاب بعد إقدام بعض النواب على سحب تواقيعهم.

واتفقت الكتل السياسية المعارضة لرئيس الحكومة المجتمعة التي اجتمعت في أربيل، في 10 حزيران، على مواصلة تعبئة القوى النيابية لمواجهة "ظاهرة التحكم والانفراد" بإدارة الحكومة، فيما قررت توجيه رسالة توضيحية إلى رئيس الجمهورية يجري التأكيد فيها على صحة تواقيع النواب وكفاية العدد المطلوب دستورياً لسحب الثقة.

ولوحت أطراف أربيل إلى اللجوء إلى المحافل الدولية لحل الأزمة السياسية عبر مطالبة الأمم المتحدة بأن تضطلع بدورها في الأزمة الحالية التي يمر بها العراق، خصوصاً في مجال انعدام الشراكة والتفرد بإدارة الدولة والتعدي على الحريات والإجراءات التي تتخذ في المعتقلات.

وسبق وأن تعرض الطالباني خلال العام الحالي أكثر من غيره من الأعوام إلى الانتقادات بدأت باتهامات له من قبل نواب في ائتلاف دولة القانون بحماية نائبه طارق الهاشمي المطلوب بتهمة الإرهاب وصلت إلى حد مطالبة النائب عن الائتلاف حسين الأسدي بشمول الطالباني في قانون مكافحة الإرهاب لتستره على مجرم مطلوب.

ويعد جلال الطالباني المولود في السليمانية في (12تشرينالثاني 1933) الرئيس السادس لجمهورية العراق منذ اعلان النظام الجمهوري عام 1958، والثاني بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين اذ تسلم منصبه في مطلع العام 2005 عقب انتخابه من قبل الجمعية الوطنية خلفا للرئيس غازي الياور الذي يعتبر اول رئيس للجمهورية بعد سقوط نظام صدام حسين، كما تم اعيد انتخابه في العام 2010 لولاية ثانية.

وكان للطالباني دور مؤثر في المعارضة العراقية خلال حقبة الثمانيات والتسعينات على الرغم من إجرائه مباحثات محدودة مع نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين الا ان النظام  كان يعتبره من ألد أعدائه.

ويعتبر الطالباني الذي اسس حزب الاتحاد الوطنيالكردستاني في عام 1975 من الشخصيات المؤثرة في الوسط الكردي فهو الشخصية الوحيدة التي لم يصدر بحقها الرئيس السابق صدام حسين عفوا على الرغم من اصداره العفو عن باقي الزعماء الكرد ومن ضمنهم مسعود البرزاني.

ويعاني الطالباني من أزمات صحية متلاحقة وكان نقل في العام 2007 الى مستشفى الحسين الطبية في الاردن التي بقي فيها لأسابيع ثم تم نقله لتلقي العلاج في مستشفى مايوكلينك في الولايات المتحدة الأمريكية.

كما شهدت السنوات الماضية سفرات عديدة للطالباني إلى بعض الدول الغربية لتلقي العلاج على خلفية إصابته في ركبته وتعبر زيارته الحالية لغرض العلاج هي الأحدث.