هل ستصمد بلدتنا برطلة السريانية امام زحف الشبك ام ستستسلم للامرالواقع ؟/ انطوان

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 13, 2012, 12:01:00 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

هل ستصمد بلدتنا برطلة السريانية امام زحف الشبك ام ستستسلم للامرالواقع ؟   





انطوان دنخا الصنا




يبدو ان التراكمات التاريخية واكوام التعقيدات والصعوبات والمشاكل في منطقة سهل نينوى التي تمتد لعشرات السنين القت بظلالها السلبية هذه المرة على بلدة برطلة السريانية لجعلها ضحية لمخططات التغير الديمغرافي (السرية والعلنية) التي تنفذ بمراحل بعد استسلام بلدة شعبنا العزيزة تلكيف للامر الواقع حيث اصبح فيها عدد ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري اقلية عددية بنسبة 40% بعد ان كان اكثرية بنسبة 75% لغاية سنة 1968 استنادا لاحصاءات رسمية حكومية موثقة ...

والمتابع لاحداث بلدتنا السريانية برطلة منذ سنة 2003 يجد ان حالة الشد والشحن والاحتقان والتوتر بين ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والمكون الشبكي المسلم الشيعي في القرى المجاورة لها مستمرة وتتفاعل وتتصاعد بشكل غير مسبوق خاصة خلال هذه الايام حيث اشددت شراستها وضراوتها بعد 2009 وتتوالى الاحداث متسارعة ومخطط لها من قبل اطراف داخلية (تنظيمات ومؤسسات وافراد) بدعم وتمويل جهات خارجية معروفة تسعى للتغير الديمغرافي في البلدة واستفزاز شعبنا فيها بمختلف الوسائل والطرف والتبريرات غير المقنعة لتنفيذ جزء من المخطط الموجه ضده جهارا نهارا لتهجيره وقلعه من ارض الاباء والاجداد ترغيبا او ترهيبا وكأن شعبنا ضيفا وغريبا ومهاجرا في ارضه !! ...


ناسين او متناسين حقائق ووقائع التاريخ والجغرافية خاصة ان جذور بلدة برطلة قوميا وتاريخيا ودينيا هي سريانية مسيحية تمتد لالاف السنين سبعة الاف سنة خلت بينما المكون الشبكي تاريخ تواجده في قراه المبعثرة والفقيرة والبالغ عددها 57 قرية في سهل نينوى لا يتجاوز 500 سنة اي انهم مهاجرون ومهجرون من مناطق واصول مختلفة من العالم حسب مصادر بحثية شبكية وعراقية رصينة حيث لا زال الباحثون مختلفون بخصوص جذورهم واصولهم ولغتهم حيث من قال ان جذورهم (تركية او فارسية او كردية او عربية او غيرها) ومع كل ذلك شعبنا يحترم العيش المشترك والتأخي لمئات السنين معهم ...

خاصة ان الظلم والاضطهاد الواقع على الشعبين من قبل النظام السابق قوميا وسياسيا كان كبيرا لكن اليوم نجد المكون الشبكي استأسد على ابناء شعبنا لعوامل واسباب عديدة منها تدفق المال بغزارة عليه من الوطن والخارج اضافة للدعم السياسي والاداري له وهذا ما اشار اليه السيد قصي عباس ممثل الشبك في مجلس محافظة نينوى عند لقائه رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي اثناء زيارته الاخيرة لمحافظة نينوى وموافقته الشفهية على مطالب الشبك حسب ما يزعم السيد قصي عباس في الوقت الذي لا زال شعبنا يقتل ويضطهد ويهجر من وطنه وتنظيماته السياسية مهمشة من دون اتخاذ الحكومة العراقية اجراءات جدية لحمايته وضمان حقوقه ...

ورغم ذلك نجد مثلا ان قيادة حزب تجمع الشبك الديمقراطي الذي تأسس عام 2003 بعد سقوط نظام البعث ويترأسه النائب السابق في برلمان العراق الاتحادي السيد حنين القدو يخاطب تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية في الوطن في معرض رده مستنكرا توضيح الناطق الرسمي لتجمع تنظيمات شعبنا السيد ضياء بطرس بخصوص قرار السيد محافظ نينوى الايجابي بالتريث في توزيع اراضي الحمدانية (بتجمع المسيحيين) بصفتهم الدينية رغم اعتزازنا بعقيدتنا الدينية لكن الاحزاب والمؤسسات المنضوية تحت خيمة التجمع قومية الفكر والاهداف ولا تتدخل في الشؤون الدينية حيث الكنيسة هي المرجع الاساسي للخصوصية الدينية ....

جوابي الشخصي للحزب المذكور وقيادته ان تجمع تنظيماتنا الذي تتحدثون عنه في بيانكم انف الذكر والذي تطلقون عليه جزافاً إسم (تجمع المسيحيين) للتقزيم والاستصغار وطمس الهوية القومية لتنظيماتنا وامتنا هو تجمع قومي يضم 13 حزب ومؤسسة يمثلون شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن والمهجر صاحب الهوية القومية التاريخية والحضارية لبلاد وادي الرافدين الشعب الأصيل للعراق وأقدم شعب في العراق جذوره تمتد 7000 سنة في عمق التاريخ وذلك معروف ومثبت تاريخياً وعلمياً والحكومة العراقية ومراكز البحوث والدراسات في جامعات العالم المتحضر على علم بذلك

وللعلم ان جامعة شيكاغو الامريكية استحدثت قسما جديدا خاصا تحت اسم (علم الاشوريات) يختص بدراسة تاريخ وحضارة وامجاد اجدادنا لذلك فان مثل هذه المحاولات التقزيمية الهشة لن تثني شعبنا واحزابه ومؤسساته في المطالبة بحقوق شعبنا القومية والتاريخية المشروعة في ارض الاباء والاجداد وفي مقدمتها استحداث محافظة في بعض اجزاء سهل نينوى بمشاركة المكونات القومية والدينية المتعايشة فيه ومنها الاخوة الشبك نعم الاخوة الشبك وهذا الموضوع تم مناقشته مع السيد حنين القدو الامين العام لحزب تجمع الشبك الديمقراطي من قبل وفد قيادة تجمع تنظيماتنا عام 2011 وكان ايجابيا في طروحاته ...   

اقول للمكتب السياسي لحزب تجمع الشبك الديمقراطي وامينه العام ان مثل هذا الطروحات الواردة في بيانكم انف الذكر تعتبر استفزازية وتخلق الارضية والاجواء لنشوء جو من الاحتقان المشحون بالبغض والكراهية والحقد خاصة في ظل استمرار السيدين ( حنين القدو ) الامين العام للحزب المذكور (وقصي عباس ) عضو مجلس محافظة نينوى ممثلا للحزب المذكور بالادلاء بالتصريحات التصعيدية والمتشنجة والمنحازة دون مراعاة للمعطيات التاريخية والواقعية والاجتماعية والجغرافية للمكونات القومية والدينية التي تعيش في منطقة سهل نينوى وبشكل خاص في بلدة برطلة منذ قرون معا بالتأخي والوئام والمحبة والاخوة والعيش المشترك حيث ادى ذلك الى زيادة التأزم والاحتقان والشحن بين ابناء المكونات الدينية والقومية والسياسية مما كان له اثر سلبي على اجواء وظروف المنطقة المعقدة والصعبة اصلا ...

ان استمرار الاعتداءات والتجاوزات عل مقدسات وارضي وكرامة ووجود ابناء شعبنا في بلدة برطلة مستمرة منذ 2003 وامام انظار الحكومات المتعاقبة على بغداد والحكومات المحلية في نينوى وكانت اخرها اعتداءات حماية النائب الشبكي في برلمان العراق الاتحادي محمد جمشيد على مسؤول حماية بلدة برطلة وقيام مجموعة من الشبك بتاريخ 19 - 5 - 2012 باطلاق وابل من العيارات النارية في مختلف الاتجاهات داخل البلدة والهجوم على كافتريا تعود لابناء شعبنا من دون اي مبرر وكشف موقع عنكاوا الموقر بتاريخ 11 - 6 - 2012 عن وجود مساعي جدية من قبل الوقف الشيعي في محافظة نينوى لبناء مسجد واكاديمية شيعية في مدينة برطلة ما يفسر ذلك ؟ حسب رأي ان مثل هذا التوجه يفسر على ان الاخوة الشبك لديهم اهداف مبيتة ولا يحترمون الخصوصية القومية والدينية لبلدة برطلة ومبادىء العيش المشترك ...

هنا اتساءل هل يسمح لنا الاخوة الشبك بل هل نسمح لانفسنا ان ان نبني كنيسة واكاديمية مسيحية في قرى الشبك الكبيرة ذو الخصوصية القومية والدينية والمذهبية الشبكية ؟ ما جدوى الكنيسة والاكاديمية المسيحية في ظل عدم تواجد ابناء شعبنا في قرى الشبك ؟ والسؤال نفسه مطروح امام القيادات السياسية والدينية الشبكية ما جدوى بناء مسجد او اكاديمية شيعية في بلدة ذو اغلبية مسيحية اذا كانت خالية من الاهداف والنوايا المبيتة ؟ ...

ختاما اقول ان أن جميع المحاولات الهادفة لطمس وتزوير الهوية القومية والدينية والتاريخية لبلدتنا برطلة وغيرها من بلدات شعبنا في منطقة سهل نينوى سيكون مصيرها الفشل الذريع وهي محاولات مكشوفة ومفضوحة لا تخدم احد ولا تخدم العملية الديمقراطية في العراق فيما لو أريد لها التقدم والنجاح حيث سيبقى شعبنا مع بقية المكونات القومية والدينية الصغيرة ومنهم الاخوة الشبك حجر الزاوية في بناء تجربة العراق الديمقراطية وأي محاولة لإهمال وتقزيم ذلك الحجر سيؤدي الى سقوط البناء لا محالة ...

ان بلدتنا برطلة لن تخضع وتستسلم وتنحني لتتخلى عن تاريخها القومي والديني المجيد لتطرف وهوس بعض المتعصبين الشبك قوميا ودينيا ومن يقف خلفهم في الوطن والخارج وستصمد بلدة برطلة واهلها الطيبين بثقة وقوة كما عهدناهم مهما طال الزمن وكثرت التضحيات بدعم واسناد ابناء شعبنا في الوطن والمهجر ومؤازرة تجمع تنظيماتنا السياسية في الوطن لمواجهة التحديات والصعاب لتبقى برطلة تلك البلدة السريانية الاصيلة الشامخة تعانق السماء مجدا وتمد جسور التأخي والعيش المشترك مع كل المكونات القومية والدينية في سهل نينوى ومنها الاخوة الشبك لتزدهر المنطقة بفسيفسائها المنوع كما كانت ... وان غدا لناظره قريب ...



                                               انطوان دنخا الصنا

                                                  مشيكان

                                     antwanprince@yahoo.com   
     

sam_ssh


ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة