الصحافة والأعلام العراقي ومهازل اليوم

بدء بواسطة يوسف الو, يونيو 06, 2012, 05:21:42 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف الو

الصحافة والأعلام العراقي ومهازل اليوم



الصحافة والأعلام هما السلطة الرابعة بلا منازع وهذا ما اثبتته الأحداث عبر مر السنين تلك التي كان الأعلام والصحافة الهادفين والنظيفين يلعبان دورا فعالا فيها من حيث متابعة الحدث ونقله بمصداقية وامانة اعتمادا على مصادر موثوقة او من خلال تواجد الأعلامي او الصحفي في موقع الحدث بالرغم من تعرض حياته للخطر وهذا ما حدث فعلا ابان الحربين العالمتين الأولى والثانية وايضا من خلال الحروب الدولية التي وقعت بين دول متجاورة وايضا من خلال الأحداث الداخلية والحروب الأهلية التي تحدث في مختلف ارجاء العالم , ولدى امتهاننا هذه المهنة الخطرة والأنسانية في نفس الوقت تعلمنا من خلال الدورات العديدة التي نظمتها منظمات صحفية واعلامية عالمية ومحلية بأن الصحفي هو رسول المصداقية من الميدان في الوقت الذي يكون فيه المواطن الساكن في بيته او خلف مكتبه او في معمله وحقله بعيدا عن الحدث ويقربه له ويصفه ويشرحه ويوضحه بشكل كامل الصحفي او الأعلامي الذي نذر نفسه لتلك الخدمة الخطرة وهذا ما كنا نفعله ابان عملنا في الميادين بعد سقوط نظام الطاغية الدكتاتوري .
من خلال متابعتي المستمرة للأحداث وللقنوات الفضائية وللعديد من الصحف الصادرة في العراق ( وهذا ما يمهني ويهم العائلة الصحفية والأعلامية ويهم العراقيين جميعا ) لاحظت ان العملية الأعلامية غير منتظمة  وغير امينة اطلاقا واصبحت مهنة رخيصة ورائجة ومن السهل جدا ممارستها واصبح الصحفي والأعلامي الحقيقي والناجح بعيدا كل البعد عن الأحداث ولم يعد بمقدوره القيام بواجبه بالشكل الصحيح والسبب واضح جدا وهو جهل القائمين على نقابة الصحفيين والفساد المستشري فيها والمحسوبية والمنسوبية التي اصبحت هي السائدة وهي المعيار بمنح هويات الأنتساب دون وجه حق .
الأمثلة على عدم مهنية أغلب العاملين في الصحافة والأعلام العراقي كثيرة جدا لكن هناك بعض الأحداث تستدعي التوقف عندها بسبب فضاعتها وخروجها عن المعايير الطبيعية في الكذب والأختلاف بنقل الوقائع والحقائق واهمها ما يجري تناقله من كذب وافتراء حول ما يحدث مع السياسيين والعملية السياسية التي بلغت اوج ترديها وتخلفها وعنصريتها وطائفيتها ووسائل اعلامنا مستمرة في التستتر عن الحقيقة ونقل الأكاذيب بأستمرار من خلال التصريحات المنسوبة لهذا وذاك ومن ثم تكذيب الخبر من جهات اعلامية اخرى ومن نفس المصدر !! حقا انها مهزلة اعلامية نأسف على حدوثها في العراق الذي اصبح ملاذا آمنا للكذابين والسراق والقتلة والطائفيين والأمثلة كثيرة ومتعددة ولاتحصى ففضائية عن اخرى تختلف في الأرقام التي تقدمها في مختلف المجالات وخاصة ضحايا الأرهاب وايضا التصريحات الصادرة من نفس الشخص كل فضائية تنقلها كما يحلو لها بعد اضافة او حذف ما تراه مناسبا هي وليس الشخص المعني المصدر للتصريح , وآخر مهزلة اعلامية حدثت قبل ايام كانت عن خبر وفاة الفنانة الكبيرة مائدة نزهت والتي نسبتها وسائل اعلامنا المختلفة الى ان الوفاة حدثت في الأردن وأكدت جميع وسائل الأعلام على ذلك !! ولكن وبعد ايام قلائل نفي الخبر من اقرب الناس للفنانة مائدة نزهت وهي ابنة زوج مائدة نزهت ( وديع خندة ) حيث قالت بأن خبر الوفاة غير صحيح ومائدة نزهت لازالت على قيد الحياة وغير متواجدة في عمان اصلا وتعيش في مصر وان زوجها الملحن المعروف وديع خندة توفي قبل اكثر من شهر ودفن في مصر ... وهنا اتسائل .... اين كانت وسائل اعلامنا وخاصة فضائيات العراق التي تجاوزت الأربعين من خبر وفاة ذلك الفنان العريق والمشهور والذي قدم اجمل الحانه للفن العراقي في عقود الخمسينات والستينات ؟؟؟
لتنقل خبر وفات زوجته الفنانة مائدة نزهت كذبا وبدون حياء !! .
مما سبق يتبين بان المعلومات المستقاة من قبل وسائل اعلامنا ليست من مصادر موثوقة وانها تتعامل مع اشخاص او جهات لاصلة لهم لا بالأعلام ولا بالصحافة وهدفهم الوحيد هو ارباك اعلام العراق وصحافته وافقاده مصداقيته التي يتوجب على الجميع الحفاظ عليها , نعود ونقول أن المسؤولية الرئيسية تقع على عاتق نقابة الصحفيين العراقيين وعلى كل صحفي واعلامي شريف ووطني وحر العمل للتخلص من الفساد وغير المهنية المتواجدان في صحافتنا واعلامنا بشكل يثير قلق الجميع .
                                     يوســــف ألــــو  5/6/2012