تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

مار دانيال وأحمد - كافر-

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يونيو 02, 2012, 09:47:27 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

مار دانيال وأحمد - كافر-



في مطلع عام 1968 أشتريت مركبة نوع لا ندروفر لتكون خير عون لي في تنقلي من برطلة الى موقع عملي في احدى القرى القريبة .. وفي احد الأيام طلب مني شخص عزيز علي ان اوصله الى احدى القرى القريبة من برطلة وهي قرية بازكرتان والتي تبعد بحدود عشرون دقيقة بالسيارة ، وقرية بازكرتان لم يكن يؤمها سوى 300 نسمة تقريبا يمتهن اهلها الزراعة وتربية الماشية والرعي ، وفعلا توجهنا الى القرية وتبين ان جميع الدور فيها حينذاك كانت مبنية من الطين وهي قرية جميلة محاذية لسفح جبل مار دانيال ، وحال ولوجنا القرية شاهدنا رجلا ممشوق القامة ضخم الجثة ممتلئ الجسد وهو متكئ على فراش بسيط مصنوع من الصوف (كجة) ومخدة ، نادى علينا الرجل للقياه ، فتوجهت اليه ولقيت منه كل الترحيب مستفسرا اياي عن منطقة سكناي ، فأجبته بأني معلم ومن اهالي برطلة فأزداد ترحيبا وطلب مني الجلوس ليقص لي قصته الغريبة بعض الشيء ؟
فأخبرني قائلا أو تعلم ان بعضا من اهالي القرية يطلقون علي تسمية ( احمد كافر ) وأتعلم لماذا؟



فبادرته بالسؤال متعجبا فأردف قائلا : كان اهالي القرية يعانون الأمرين في صعوبة الحصول على مياه الشرب ، وكان عملهم اليومي والمضني هو نقل المياه بواسطة الدواب من قرية عين الصفراء التي تبعد عنا بحدود خمسة كيلومترات مرورا بقرية باصخرة او من قرية ترجلة لسد حوائجهم ، وتصور مدى الجهد الكبير المبذول ..وفي احد الأيام خطرت ببالي فكرة حفر بئر فطرحت فكرتي في مجلس القرية علنا نفلح بسد الرمق والظمأ وتطمين الحوائج وحل المشكلة ، فحصلت على التأييد وقررنا الخروج في اليوم التالي لتنفيذ الفكرة ، وتم اختيار احد الأمكنة وبعد ان حفرنا عدة امتار بسواعد اهل القرية صادفتنا الصخور القاسية التي احبطت معنوياتنا وتثبطت همتنا خاصة وان القرية تقع على سفح جبل ، وبدأ اليأس يدب في النفوس وقرر الأهالي التراجع عن الفكرة لاستحالتها ، لكني لم انقطع واستمرت بالعمل وحيدا رغم قسوة الظرف .. وفي أحد الأيام وبعد ان عدت مساءا الى الدار من عملي الشاق ، وأنهكني التعب حالما وضعت رأسي على المخدة حتى غطت في نوم عميق .. وإثناء نومي ظهر لي شخص بهيئة رجل بار خرج من ركام دير مار بهنام فألمت بي قشعريرة وخوف شديد وانتابني الإحساس بالرهبة ، فما كان منه الآ وان هدأ من روعي قائلا لي : ( يأبني وجدت فيك الإصرار والمثابرة وهو اساس الأيمان ومكافأة لك اطلب منك ان تتبعني ) فمشيت وراءه وانأ لا أعلم ان كنت في حلم ام لا .. ادخلني الى احدى الغرف في الدير فيه بابان الأول مليء بالذهب والأموال والثاني فارغ الأ من الهواء .. فخيرني بينهما ، اجبته بأني لا أنشد المال ولا السير في المجهول وجل ما يرضيني هو الحصول على الماء الصافي لأهالي بلدتي . فارتسمت على محياه بسمة هي علامة الرضا ورد قائلا : طلبك موجود كل ما عليك إلا ان تحفر في ذلك المكان حتى تلاقيك صخرة كبيرة قم بكسرها وستجد الماء الزلال ، وأشار الى مكان اعرفه حق المعرفة ..ثم استيقظت فجاءا والعرق يغطي جسدي وأدركت باني كنت في منام وتيقنت باني رأيت رؤيا .
وفي فجر اليوم التالي توجهت مسرعا الى المكان الذي اشار اليه القديس وبدأت الحفر عدة ايام  والأهالي يمرون بي مستهزئين بعد ان علموا بقصتي الغريبة ، وإذ بي اجد صخرة كبيرة كما وصفها لي الرجل فباشرت بضربها بقسوة بمعولي وبدأت اغرز فيها البسامير الضخمة محاولا كسرها بالمطرقة الكبيرة ، وبعد جهد مضني انشقت الصخرة الى نصفين ، وبدأ الماء الرقراق ينساب بغزارة وسط اهازيج اهالي القرية وصيحاتهم الذين توجهوا الي مسرعين حال انتشار الخبر بينهم كانتشار النار في الهشيم ، وبدا الجميع يرقص طربا حول عين الماء لا بل الكثير منهم تمرغ بها فرحا .. ومنذ ذاك اليوم والأهالي يستقون الماء ، وأطلق القسم منهم علي لقب ( أحمد كافر) ليصبح هذا اللقب لصيقا بي  .. وهذه قصتي


ملاحظة : 1- القصة على لسان الأستاذ بطرس توما بكزو ( ابو عصام)
                 2-   احمد ( كافر) انتقل قبل بضع سنوات الى جوار ربه
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

hasson_natalia

قصة جميلة فعلا ,, والرحمة للرجل, المؤمن, عاشت الايادي فعلا قصة مؤثرة ومشوقة
ما احلى أن نجتمع معـاً  بالحبِ يقول الربُ لنا ما إجتمع بأسمي إثنان معـاً إلا وهناكَ أكون أنا.

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

صائب خليل

قصة جميلة ومعبرة استاذ ماهر ، شكرا لك

ماهر سعيد متي

بل الشكر لك وعلى مرورك الكريم استاذ صائب .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة