مؤسسة راند : كركوك .. مستقبل العراق على كف الحرب الاهلية

بدء بواسطة matoka, مايو 21, 2012, 07:56:48 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

مؤسسة راند : كركوك .. مستقبل العراق على كف الحرب الاهلية




بغداد  / المحرر السياسي
الإثنين, 21 أيار 2012

عدت مؤسسة راند  الاميركية حل  مشكلة كركوك اولوية لتفادي انهيار تجربة العراق الحديثة، وقالت المؤسسة في دراسة صدرت مؤخرا تحت عنوان" الدروس المستفادة من تسوية النزاعات العرقية الاقليمية السابقة" ان تحفز "التواترات المحتملة بين العرب والاكراد والتركمان في شمال العراق لكي تتصاعد الى عنف مجتمعي والذي سيعيد العراق الى الوراء حيث الحرب الاهلية ، وتدفع اقليم كردستان الى الانفصال ، وانهيار البنية السياسية الوليدة للعراق"

  وتؤكد الدراسة على اتفاق العديد من المراقبين بانه :" ليس هناك مبالغة للتأكيد بان مستقبل العراق يتوقف على العثور على حل لمشكلة وضع كركوك بطريقة  مقبولة مشتركة لجميع الاطراف ... واذا لم يرد اي طرف او يقبل بالتسوية حول كركوك ، فستنتهي المشكلة حينها الى سفك الدماء"

  ويتوقف معدي الدراسة (لاري هانور – لوريل ميلر)عند اهمية كركوك والصراع القومي حولها بكونه ابرز المواضيع التي  يمكن ان تشعل الحرب الاهلية  بين العرب  والاكراد  والتركمان ، فضلا  على الخلاف  القانوني  والسياسي  حول  وضع المدينة  التي  توصف بكونها "النموذج المصغر لاهم المشاكل غير المحلولة في مرحلة ما بعد عراق صدام : النزاعات المتعلقة بالاراضي ، وتقسيم مصادر النفط والغاز ، وسلطة الاقليم وجها لوجه مع بغداد .

ويجد  محللو الاخبار في وكالة اور نيوز ، ان هذا التحليل  يتبع دراسة  موسعة حول العلاقة بين  حكومة الاقليم الكردي والحكومة المركزية نشرتها  مجموعة الازمات الدولية  وسبق لذات المجموعة ان  نشرت دراسة  موسعة حول  مدينة كركوك وكيفية التوصل الى حلول لمشاكلتها ، وفي الانتخابات التشريعية الاخيرة ، كانت  اور  نيوز حاضرة  في مراقبة الانتخابات  لمدينة كركوك ، وظهر المشهد المشدود  ما بين الاكراد  من جهة  والعرب والتركمان من جهة ثانية ، بما يؤكد ان اوضاع المدينة القائمة على تقاسم مغانم السلطة بنسب 32% لكل من العرب والتركمان  والاكراد  والباقي  للمسيحيين ، ويظهر هذا التنوع جليا في لافتات الابنية الحكومية، حيث يكتب عنوان  اية  مؤسسة  باللغات  الاربع "عربي- كردي - تركماني - سرياني " بوجود سيطرة  مباشرة  للاكراد على الاقتصاد  والامن فضلا  عن مجلس المحافظة، الذي يشهد بين حين واخر انسحاب الجبهة العربية لكركوك  من اعماله  ، وان  كان نائب رئيس مجلس المحافظة مرشحا عنها .

ومن اجل ايجاد الحلول الخاصة بالنزاعات الدستورية والقانونية والسياسية ،تؤكد دراسة مؤسسة راند صعوبة "تحديد الوضع الاخير للمدينة ، بعبارة اخرى ، اي فيما اذا كانت سوف يتم ضمها في الاقليم الكردي او لا . وفي الوقت الراهن ، فان سكان كركوك ( ولاسيما الاقليتين العربية والتركمانية ) تنازعان بحالة امنية غير كافية ، ونزاعات ملكية غير محلولة ، وخدمات غير عادلة ، واهتمامات اخرى تعمل على تصعيد التوترات العرقية . وبالاضافة الى ذلك ، فان الزعماء في بغداد واربيل ، اظهروا في كل مناسبة اشارات بانهم يأخذون بنظر الاعتبار استحقاقات السيطرة على المدينة بالقوة قبل ان يقوم الطرف الاخر بذلك . واذا تركت مشكلة كركوك بدون حل ، فان النزاعات حول المدينة يمكن ان تقود الى العنف "

هذا  الاستنتاج  الذي تطرحه الدراسة  لا ينطلق  من فراغ  ، وتشرح التفاصيل بان هذا العنف  اما يتحقق  بتصعيد التوترات المحلية ، او من الزعماء السياسيين الوطنيين والذين قد يقررون الحاجة الى تحركات مفاجئة لانهاء الازمة . ويجد  واضعوا الدراسة  ان الولايات المتحدة التي انفقت حجما كبيرا من الدماء والاموال لتحقيق الاستقرار والديمقراطية في العراق ، لديها العديد من المصالح في حل النزاع حول كركوك . ومن اجل تمكين العراق من الاستمرار في تطوره السياسي والاقتصادي ، تسعى الولايات المتحدة لمنع انفصال الحكومة الاقليمية الكردية و رعاية الحلول للمشاكل الدستورية والقانونية والتي من شأنها ان تزيد اندماج الحكومة الاقليمية الكردية في الدولة العراقية . وتتلهف واشنطن ايضا من اجل استكشاف وحفر وتصدير النفط والغاز العراقي لتوفير الاموال المطلوبة لتحقيق الاستقرار السياسي والتطور الاقتصادي للحكومة الاقليمية الكردية والعراق برمته . وفي النطاق الامني ، تريد الولايات المتحدة ان تمنع حصول الفراغ الامني والذي قد يتم استغلاله من قبل المتشددين وتجنب عدم الاستقرار الذي قد يقود الى التدخل التركي او الايراني . والعنف في ( او ما يتعلق ) بكركوك يمكن ان يقوض كل تلك الاهداف . وبالتالي ، ومن اجل توفير الامن والاستقرار المطلوبين لتحقيق تلك الاهداف ، ترغب الولايات المتحدة بمنع النزاع بين العرب والاكراد وترى الدراسة  ان كركوك ليست الاقليم الاول المتعدد الخواص العرقية لكي يتم القتال من اجله من مختلف المجموعات . ففي التاريخ المعاصر ، استطاعت الحكومات والمجموعات العرقية – الطائفية على حل نزاعات حول دول و اقاليم ومدن مختلطة عرقيا من خلال المفاوضات والتي اسست لبنية جديدة للحكم والمؤسسات السياسية والتي اما انها روجت للاستيعاب او ضمنت الاستقلال الذاتي الشائع ، وعرفت العلاقات بين الاراضي المتنازع عليها ، والكيانات المتجاورة . والجهود لحل النزاعات المبكرة ( او القائمة ) ، سواء التي نجحت منها او لم تنجح ، يمكن ان تسلط الضوء والذي قد تظهر فائدته في الجهود للتوصل الى حلول تفاوضية فيما يتعلق بكركوك . وقد طرح العديد من المراقبين حلولا سياسية للنزاع حول كركوك ، وقدموا توصيات محددة تأخذ بنظر الاعتبار كيفية رسم الحدود ، واجراء الانتخابات ، والمشاركة في السلطة وتوزيع عوائد النفط . وبالرغم من كل ذلك ، في النهاية ، فالامر متروك للاطراف انفسهم لتطوير شروط الاتفاق . وبدلا من طرح الحلول ، فان هذا البحث يقدم – نماذج – الحلول والاساليب التي يجب اتباعها لتطوير التسوية المطروحة ، مبنية على قضايا مدروسة لتقييم فيما اذا كانت المعايير قد نجحت في الماضي وفيما اذا كانت مفيدة في حل نزاع كركوك . وهي تشخص ايضا الطرق التي يمكن بواسطتها للولايات المتحدة والمجتمع الدولي ، والاطراف انفسهم ، تيسير سلوك التفاوض وخلق المحيط البناء لتسوية تفاوضية .

  وتؤشر الدراسة  انه بالاضافة الى مدينة كركوك ، فان الحكومة الاقليمية الكردية والحكومة المركزية ، لم تستطعا الاتفاق على ولاية قضائية حول العديد من مناطق شمال العراق . وقد ابدت الحكومة الاقليمية الكردية مطالب سياسية من جانب واحد من اجل صفقة كبيرة من الاراضي خارج حدودها الرسمية ، ومن ضمنها الكيان الكامل لمحافظة كركوك ، والتي شهدت طرد اعداد كبيرة من الاكراد ابان حملة التعريب في عهد صدام والتي عاد اليها الكثير من الاكراد . وقد ظهرت النزاعات حينما اتخذ احد الاطراف خطوات ( او بدا بانه يتخذ خطوات ) لتغيير وضع الامر الواقع ، من مثل حينما حاول الاكراد بزيادة السيطرة على الجيوب خارج الاقليم الكردي والتي يسكنها اغلبية كردية من السكان ، وحينما تحركت قوات الامن العراقية باتجاه المناطق المتنازع عليها . وبالرغم من ان العديد من الموضوعات التي نوقشت في هذا البحث ، ولاسيما تلك المتعلقة بالمحروقات في محافظة كركوك برمتها ، فان البحث يركز بصورة اساسية على النزاعات المتعلقة بمدينة كركوك لاربعة اسباب جوهرية . الاول ، التفاعل السياسي والاجتماعي والاقتصادي الثابت والمستمر بين اعضاء مختلف المجموعات والمكونين للخصائص المدنية المتنوعة بشكل عام ولاسيما المتقلبة . وثانيا ، يعزو الاكراد والتركمان ( والعرب بدرجة اقل ) اهمية رمزية كبيرة لمدينة كركوك باعتبارها العنصر المركزي لتاريخ كل مجموعة ، وثقافتها وهويتها الوطنية ، والتي تزيد اهميتها على بقية المناطق المتنازع عليها . وثالثا ، عمل القادة الاكراد على تحويل وضعية كركوك الى رمز سياسي على جانب كبير من الاهمية بالنسبة للاستقلال الذاتي لكردستان ، زاعمين بان المدينة يجب ان تكون عاصمة اقليم كردستان ؛  والسياسيين  العرب والتركمان المتلهفين ، بربط اقليم كردستان بصورة وثيقة اكثر مع الحكومة المركزية ، قد عارضوا اية اجراءات يمكن ان تلمح باستقلال كبير عن بغداد . ورابعا ، وبالنتيجة ، وبالرغم من اي من المناطق المتنازع عليها يمكن ان تختبر العنف الداخلي او نزاعا بين قوات الامن الكردية والعراقية ، فان تلك العوامل تجعل من مدينة كركوك المكان الذي من المحتمل ان النزاع العرقي الداخلي سيكون له الاثر الاكبر على الشؤون الداخلية العراقية .







Matty AL Mache