فضائــــح تربويـــــه / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 20, 2012, 11:48:06 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

فضائــــح تربويـــــه




مال اللــه فـرج
malalah_faraj@yahoo.com



بعد ان امتلأت الصحافة والمواقع الالكترونية وتقارير الفضائيات بانجازاتنا وابتكاراتنا وابداعاتنا وملاحمنا وماثرنا (الفساديــــــة) المالية والادارية, التي مكنتنا من انتزاع المواقع المتقدمة على لائحة منظمة الشفافية العالمية لاكثر الدول فسادا في العالم جنبا الى جنب مع الدول الاكثر  (تقدمــــــا) في هذا المجال الحيوي , مثل الصومال ومينمار وجيبوتي , تمكنا من انتزاع مواقع ملحمية اخرى في ميدان اخر ابرز واهم لانه يتعلق بالبناء الستراتيجي للقوى الوطنية المنتجه ,وللكفاءات العلمية وللطاقات الفكرية , ولقادة المستقبل , هذا ان بقي لنا مستقبل حقا , ممثلا بالقطاع التعليمي والتربوي وبالاخص الجامعي منه الذي يمثل الخطوة الاخيرة للعبور من الميدان الدراسي  الى الميدان العملي , بعد ان ارتضينا , او ارتضى لنا الو الامر منا , ان نترك العالم كله   يسابق الزمن الى الامام , بينما نعدو بكل قوانا الى الوراء , تجسيدا  لنظرية (خالـــف تـــعرف).

     فقد نجح بعض مسؤولونا التربويون بخبراتهم وكفاءاتهم وابداعاتهم في اغناء المعاجم العلمية , والستراتيجية التربوية بادخال مفردات جديدة مبتكرة عليها لم تكن مستخدمة سابقا في هذه المعاجم والخطط والبرامج الدراسية والعلمية والتربوية والجامعية , مما يستحقون عليها بجدارة (بــــراءات اختــــراع)علمية , بعد ان اجتازت مفرداتهم (الابداعيـــــة) بنجاح منقطع النظير كل المعايير والاختبارات الدقيقة في مختبرات التقييس والسيطرة النوعية وامست في متناول الاستخدامات الفعلية.

       ففي الوقت الذي تستنفر فيه كل الجامعات العالمية واعرقها واقدمها وافضلها , ومعها طلبة الصفوف المنتهية وعوائلهم واصدقاؤهم انفسهم للاحتفال بالحدث العلمي السنوي الاهم, ممثلا باحتفالات التخرج للصفوف المنتهية التي ستكون الحد الفاصل بين وداع المرحلة الدراسية بكل ارتباطات الصداقة والزمالة وذكرياتها الدراسية والعاطفية والانسانية الشفافة الرائعة التي تبقى غالبا محفورة على جدار القلوب والتي لا ولن تتكرر ابدا , وبين استعدادهم لوضع اقدامهم على رصيف الحياة العملية بكل صخبها وضجيجها ومعاناتها ومسؤولياتها , حيث ستبعد المسافات بينهم وسوف يتزوج من يتزوج , ويهاجر من يهاجر , ويكمل دراسته من يكمل ويرمي نفسه في بحار الغربة  من يرمي بحثا عن فرصة عمل مناسبة في دول بعيدة , وربما لن يلتقي معظمهم الا صدفة او في المناسبات المتباعدة , ولن يحملوا معهم الا الذكريات الطلابية المضمخة بقيم المحبة , تتحول احتفالات التخرج الى كرنفالات فرح اشبه بالاعراس وسط بحار صاخبة من التهاني والدموع والامنيات المغلفة بمشاعر الوداع الاليمة للبيت الجامعي وللاسرة الجامعية وللقصص والحكايا الجامعية الشفافة مثل الحلم , ومع القاء قبعات التخرج في الهواء الى الاعلى ابتهاجا وفرحا , تتمازج ارقى المشاعر الانسانية بين رؤساء وعمداء واساتذة الجامعات والمعاهد وبين طلبتهم واسرهم بعد ان منحوهم عصارات خبراتهم وتجاربهم وعلومهم وليفخروا ويفاخروا الزمن بامانتهم العلمية في نقل خبراتهم وتجاربهم الى  قادة  المستقبل.

     اما لدينا فان الاستعدادات والتصرفات  في بعض جامعاتنا قد سبقت كل هذه الاحتفالات العالمية وبرامجها في ابتكار الاساليب والفقرات والاليات  المتجددة المنوعة التي تتميز بغرابتها وبهجتها  وروعتها سنة بعد اخرى, فقد نجح بعض الاساتذة (التربويــــون) في ادخال مفردات واوصاف ودرجات( تربويـــة وعلميــــة)جديدة في مقدمتها (الســـاقطون  ,الحميــــر,الزمايــــــل) ليصفوا بها الطلبة المتخرجين بدل منحهم شهادات ( البكالوريوس) التي تمثل استحقاقهم العلمي .

      بهذا الصدد , تناقلت معظم المواقع الالكترونية المختلفة بالصوت والصورة لقطات حية لرئيس احدى الجامعات العراقية  المعروفة وهو يشارك طلبته الخريجين افراحهم واحتفالاتهم وبهجتهم ومسراتهم وفخرهم بيوم تخرجهم على طريقته الخاصة , فقد اقتحم المكان هو وحمايته , وبدل ان يهنئهم  مزق بالونات ولافتات الحفل , وبدل ان يمنحهم الدرجات العلمية التي يستحقونها , فقد منحهم لقب (الساقطـــــون) كما منح ممثلهم الطلابي لقب (الحمــــــار) بعد ان كانت هذه الجامعة العريقة تخرج خيرة العلماء والاطباء المتميزين , قبل ان يقدم رئيس الجامعة الجديد هذا باستبدال تلك الدرجات والالقاب العلمية بهذه التسميات (الشارعيــــــــة).

     ترى اذا كانت هذه هي مفردات لغة رئيس الجامعة في هذا الحرم العلمي الراقي , مالذي تبقى من مفردات تنتهك انسانية الانسان  وكرامته للجانحين والساقطين الفعليين من ابناء الشوارع , والاهم هل يمنحه موقعه (العلمــــي والتربــــــوي) هذا صلاحية مثل هذه التجاوزات ؟؟؟ وان كان هؤلاء الطلبة هم كما وصفهم فعلا , كيف يسمح لنفسه ان يكون رئيسا لجامعة تضم (حميـــــرا وساقطيـــــن) , ولو كان احد ابنائه او احدى بناته بين هؤلاء الخريجين الذين قلب  ابتساماتهم وافراحهم بالتخرج الى دموع واحزان هل كان سينعتهم بمثل هذه الصفات ؟ والاهم هل هكذا يجب ان نتعامل مع قادة المستقبل وامله ؟

       الى ذلك وفي فضيحة (تربويــــــة) اخرى , سبق لعميد احدى الكليات التقنية ان عمد الى تجسيد نظريته العلمية والاجتماعية والاخلاقية , داخل الحرم الجامعي بمنع جلوس الطالبات مع الطلاب الا من كان منهما حاملا لعقد زواج , في حين سبقهم في عملية منح مثل هذه الالقاب (العلميـــــة الخاصــــــة) مسؤولا تربويا رفيعا عندما وصف المعلمين بـ (الحميــــــر) مطيحا بكل قسوة بكل قيم الاحترام والتقدير والتبجيل والاعتزاز التي غرستها في اعماقنا الستراتيجية التربوية القديمة (المتخلفــــــة) منذ اكثر من نصف قرن من الزمان عبر بيت شعري بليغ يليق حقا بمعلمينا ومربينا الافاضل الذن سوف نبقى نحمل بوفاء واعتزاز افضالهم التعليمية والتربوية في اعماق قلوبنا وضمائرنا :
(قــف للمعلـــم وفـــه التبجيــــلا .. كــاد المعلـــم ان يكــــون رســولا).

     الطلاب واجهزة الاعلام وضعوا الكرة في ملعب المسؤولين , وعسى ان لا تطول التحقيقات و الاجراءات , لتنافس اجراءات التوزيع العادل للثروات. 





ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة