قصة الزائرة الغريبة

بدء بواسطة الاكليريكي بشار الشمني, فبراير 15, 2011, 08:18:35 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الاكليريكي بشار الشمني



الزائرة الغريبة

   كان ذلك في قرية بيت لحم، عشية أحد الأيام، بعد أن غادر المغارة آخر زائر جاء يتحقق من كلام الرعاة عن المولود الإلهي، وقد افترشت له العذراء القش اليابس والعشب الذابل، وأغمض الطفل عينيه واستسلم لرقادٍ عميق فوق حفنات من التبن الناعم تركته له حيوانات المغارة، بعد أن نبذته خاصته ولم تقبله (يو11:1). وما هي إلا دقائق معدودة، حتى انفتح باب الاصطبل بسكون وهدوء غريبين، كأن نسيماً ناعماً أزاحه، لا يد بشرية. وظهرت على عتبته عجوز تلبس الخرق البالية، ويحني منكبيها وقار الأيام وثقل السنين. كان لون وجهها المجعّد كلون الرماد. إرتعدت مريم لمرأى تلك العجوز التي نسيها الموت. ولحسن الحظ، كان الطفل غارقاً في نومه. أما مريم فظلت تراقب حركاتها، وتحصي عليها أنفاسها، والعجوز تسير بخطىً ثقيلة كادت تستلزم ساعات لتنتهي بها الى المذود، حيث كان الطفل نائماً. وهل ينام المرء ليلة العيد؟ ما كادت العجوز تقترب من السرير الوضيع، ويقع نظرها على الطفل، حتى أفاق من سباته، ونظر اليها مبتسماً، فاتحاً ذراعيه لاستقبالها. وتفرّست مريم آنذاك بزائرتها، فرأت عينيها – ويا للعجب – شبيهتين كل الشبه بعيني ابنها الالهي، يتفجر منهما الأمل والحياة، ويشع منهما رجاء واحد ونور واحد. هل هي نسيبتها اليصابات، جاءت لترد لها الزيارة؟ أم هي حنّة والدتها خرجت من قبرها لتهنئ ابنتها بمولودها البكر؟ انحنت العجوز الى الأرض، قرب المذود. وأخذت تفتش بيد مرتجفة، في زوايا وخبايا ثيابها الرثّة، عن شئ خبأته لحفيدها منذ سنين. وخُيِّل اليها أنها فقدته، فبدا عليها الارتباك واليأس.
   أخيراً وبعد تفتيش عسير، تمكنت تلك العجوز من أن تخرج من بين ثيابها الممزقة، شيئاً حرصت على إخفائه بين أناملها "المجعدة"، وتقدمت فوضعته بين يدي الطفل الرضيع.
    ما عساها تكون الهدية، بعد تقادم الرعاة والمجوس؟!
   لا بلا، من عساها تكون الزائرة الغريبة التي خفيت هويتها على مريم حتى الآن؟ أمر واحد لاحظته العذراء الوالدة، هو أن تلك المرأة المسنّة التي قوّست ظهرها الايام، وحنى منكبيها كرّ السنين، استقامت آنذاك منتصبة أمام المذود، واهتز رأسها اعتزازاً فوق كتفيها، كمن قد القى عنه حملاً ثقيلاً كان يشد به نحو الأرض. لقد استعادت العجوز صباها في تلك اللحظة، وعادت الى وجهها المجّعد نضارة الطفولة، فزالت عنه التجاعيد والغضون. ولم تلبث أن أسرعت نحو الباب بخطىً ثابتة، وخرجت مختفية في ظلمة الليل، جون سلام أو كلام. ولم تعرف مريم هوية زائرتها إلا بعد تواريها. حين شاهدت بين أنامل طفلها ثمرة صغيرة. إنها حواء أم البشر، وقد حضرت خصيصاً لتقدم ليسوع الفادي المنتظر، ثمرة الخطية الاصلية، وما نتج عنها من ويلات وشرور. ولمعت الثمرة بين يدي المولود الصغير، فأخذ يلهو بها كأنها كرة أرضٍ جديدة ولدت معه ليلة ميلاده.







heba_yonany

قصة حلوة جدا ونتمنى الاكثر

qaiss sabah khider

#2
ما احلى ان نسلم الرب خطايانا باعترافنا بها امامه فيغفرها و لكن ليس من دون ثمن فهنالك من دفع ثمن معاصينا و هو الرب يسوع نفسه الذي صار انسانا و صلب عوضا عنا و دفع دمه كفارة لخطايانا