سبت ألعازر ــ بقلم قداسة سيدنا البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص الكلي الطوب

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 07, 2012, 07:48:55 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

سبت ألعازر ــ بقلم قداسة سيدنا البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص الكلي الطوبى



القراءات:
قراءة من سفر التكوين: (50: 22ـ 26).
من سفر أعمال الرسل الأطهار: (5: 1ـ 11).
رسالة مار بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس (6: 13ـ 22).
إنجيل المساء بحسب الرسول يوحنا (11: 1ـ 27).
إنجيل الصباح بحسب الرسول يوحنا (11: 28ـ 46).
إنجيل القداس بحسب الرسول متى (20: 17ـ 28).

قال الرب يسوع: «أنا هو القيامة والحياة فمن آمن بي ولو مات فسيحيا، ومن آمن بي وهو حي سيبقى حياً إلى الأبد».

لم يقم في هذا العالم منذ بدئه وحتى اليوم ولن يقوم أبداً ممن لبس الجسد بإمكانه أن يقول عن نفسه أنه هو القيامة والحياة، الرب يسوع وحده الذي هو القيامة والحياة هو حي وقد مات من أجلنا ولكنه حيٌّ إلى الأبد، بعد قيامته أقام الموتى وعندما صرح بهذه الآية الكريمة المقدسة كان على وشك أن يقيم لعازر من بين الأموات، كان بعيداً عن بيت عنيا في موضع يقال له بيت عقرا وأيضاً يسمى بيت عنيا، ولكن يبعد عن بيت عنيا في اليهودية قريباً من أورشليم مسيرة يوم.

كان هناك عندما جاءه أحداً مرسلاً من مريم ومرتا ليقول له لعازر الذي يحبه مريض ويقول الرب إن هذا المرض ليس للموت، ويعود الرسل، ولابد أنه وجده ميتاً وفي موقف كهذا يتشكك الإنسان إذا لم يعرف الرب يسوع عن لعازر سيموت كيف يقول ذلك؟

وبعد يومين يقول يوحنا في الفصل الذي تلي على مسامعكم قال الرب لتلاميذه لعازر حبيبنا نام فهل سيقوم؟ طالما قد نام فسيصحو، كل ضمير إذا ما نام وارتاح طبعاً على ما تماثله للشفاء، الرب كرر الكلام بأكثر وضوح لعازر حبيبنا قد مات وأنا ذاهب لأقيمه، كان اليهود يطلبون قتل المسيح، وكان قد ابتعد من تلك المنطقة، ولكن الآن يريد أن يعود إلى بيت عنيا ليحي لعازر. التلاميذ خافوا، أرادوا أن يمنعوه، ولكن توما الذي عندما نذكر قصته نذكر أنه تلميذ مشكك الذي شك في قيامة الرب وأراد برهاناً على ذلك بعدئذٍ نراه تلميذاً محباً، محباً حتى الموت لذلك يقول لإخوته التلاميذ لنذهب ونموت معه، ذهبوا إلى بيت عنيا قبل أن يصل البيت سمع مرتا تستقبله لو كنت يا سيد ههنا لما مات أخي قال لها أخوك سيقوم، قالت له: أنا أعلم أنه سيقوم في يوم القيامة، قال لها: آمني أنا هو القيامة والحياة ومن آمن بي وإن مات فسيحيا، ثم قامت مريم والمحزونون معها قاموا ورأوا أنها ذاهبة إلى القبر لتبكي، بكى يسوع، يسوع الإله المتجسد هو الحنان هو الحنان والرحمة، بكى على حبيبه لعازر، جاءت مريم تكرر الكلام وقال اللذين معها ويظهر أن بيت عنيا كانت تعتز بذلك البيت، بمرتا ومريم والعازر، وكما أن بيت ومن العباد وبيت وجهاء لذلك جاءهم العديد من أورشليم أيضاً جاءوا إلى القبر، المسيح انزعج واضطرب ثم قال للحاضرين: أزيحوا الصخرة عن باب القبر، وكان القبر كما يقول الإنجيل يوحنا مغارة فأزاحوها وصرخ يسوع أولاً مجد الأب فتطلّع إلى السماء وأكد للناس أن الرب سيسمعه مهما طلب منه ثم صرخ بصوت عظيم لعازر هلم خارجاً فخرج الميت ملفوفاً بكتانه قد لف رأسه بمنديل فقال الرب يسوع حلوه ليمضِ.

إن الذي أقام لعازر هو إله الموت والحياة وهو القيامة والحياة، الناس تحقد ولكن كان هناك جواسيس من الكتبة والفريسيين ذهبوا وأخبروهم بذلك وازداد حقدهم على المسيح وأرادوا أن يقتلوه خاصة لأنه أقام لعازر مكن بين الأموات، كثيراً ما تقسي قلوبنا أيها الأحباء، كثيراً ما نبتعد عن الشريعة كثيراً ما تسير الخطيئة عندنا وكأنها عادة وضمير اليهود، كما مات ضمير أولئك الناس حتى عندما رأوا لعازر بعد موته ودفنه بأربعة أيام بصوت من الرب يقوم حياً، قلوبهم قست وأرادوا بالأكثر أن يقتلوا الرب المقدرة الإلهية لقيامة الموتى لأنه هو القيامة والحياة. إقامة لعازر إقامة موتى آخرين شاب أرملة نايين والصبية ابنة يائيروس، كل هذه الحوادث برهنت على صدق وعد الرب لنا جميعاً، أنه في اليوم الأخير سيدعونا، يدعو الذين في القبور فيقوم الذين عملوا الصالحات لقيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة، لأنه هو القيامة والحياة كما يقول عن نفسه سفر الرؤيا وهو حي إلى أبد الآبدين وبيده مفاتيح الموت والحياة والهاوية.

يرحم الله موتاكم المؤمنين أيها الأحباء وليعطنا جميعاً أن نكمل بالرب يسوع رب الحياة والموت لكي بإيماننا نكمّل الإيمان بالأعمال ونستحق في اليوم الأخير أن نكون في عداد الذين سيدعوهم إلى ملكوته ليتنعموا معه لأنه الألف والياء ومن آمن بي وإن مات فسيحيا ومن آمن به وهو حي فسيحيا إلى الأبد، ونعمته تشملكم دائماً أبداً آمين.