الدكتور فائق بطي: مشروعي المستقبلي المقبل هو توثيق الصحافة السريانية

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 07, 2012, 07:10:38 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الدكتور فائق بطي: مشروعي المستقبلي المقبل هو توثيق الصحافة السريانية




آكانيوز/

يرى عميد الصحافة العراقية فائق بطي، ان الصحافة الكردية غنية جدا، بل اغنى من الصحافة العربية، ومكملة للصحافة العراقية، ولذلك كان لابد من العمل على توثيقها في موسوعة مستقلة، مبينا في الوقت ذاته خلال حديثه لوكالة كردستان للانباء(آكانيوز) ان نشأته في بيت يجمع الثقافة والصحافة والسياسة اورثه العمل على كل هذه الجوانب، ومهد له الولوج في عالم السياسة على الرغم من ان والده سعى الى ابعاده عنه قد المستطاع.

* نشأت في بيئة مهتمة بالصحافة والثقافة والسياسة، ويبدو انك اخترت نهج هذه الحاضنة طريقة لحياتك فيما بعد؟
-في بداية نشأتي وانا صغير كان والدي (رافائيل بطي)، الذي اعتز بكونه استاذي ومثلي الاعلى، يصطحبني معه الى الصحيفة التي كان يعمل بها، وكان يشير عليّ بقراءة الكتب الثقافية، محاولا ابعادي عن عالم السياسة ومصاعبها قدر الامكان، الا انه اورثني الولوج الى عالم السياسة فيما بعد، بالرغم من ان العمل السياسي ابعدني عن الكثير من الامور، وهنا اقول ان بداية نشأتي كانت بتأثير كبير من والدي، ثم ان العمل السياسي قادني الى عالم الثقافة والصحافة، مثلما قادني الى السجون والمعتقلات، وعشت مدة من حياتي اجمع ما بين العمل الصحفي والثقافي والسياسي داخل العراق وخارجه، وكانت لدينا صحف ومطبوعات تصدر في حينه داخل البلاد وخارجها.

*عاصرت خلال مسيرتك الصحافية الكثير من الصحف والمجلات والدوريات العراقية.. هل يمكن ان نقول ان هناك مشروعا صحافيا عراقيا خاصا ومستقلاً؟
-أود بداية ان اشير هنا الى ان الصحافة العراقية تمتاز عن الصحافية العربية بانها صحافة رأي اكثر من كونها صحافية خبرية، وكانت اغنى الصحف والمجلات الثقافية تصدر في العراق، وكانت الصحافة مستقلة في العراق، وكل حزب من الاحزاب الموجودة آنذاك كان لديه صحافتها المطبوعة الخاصة، منها الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، والشيوعي، والديمقراطي الذي تزعمه نصير الجادرجي، ثم جاء بعد ذلك  حزب البعث بعد خمسينيات القرن الماضي، وانوه هنا الى ان دعم الحكومة العراقية للصحافة كان بسيطا ومحدودا،.  والحزب الديمقراطي كان قد استقطب جميع اليساريين، فقد كان حزبا وطنيا، واشدد على ان  الصحافة العراقية كانت مستقلة في العراق قبل ثورة تموز. 
كانت الصحافة في العراق مستقلة، والديمقراطي ضم اليه جميع اليساريين خلال نحو 60 عاما، منذ 1910 ولغاية ثورة تموز، اذ انه كان حزبا وطنيا وقد استطاع استقطاب جميع الثوريين اليساريين، واذكر هنا ان العصر الذهبي للصحافة العراقية بدأ منذ عام 1958 بعد ثورة تموز، وقد حظي العراق بالحرية وفي مقدمة تلك الحريات هي حرية الصحافة، ولمدة اربع سنوات عاش العراق عصره الذهبي بالنسبة للصحافة.

*يعد عقد الستينيات في العراق عقد صراعات سياسية وتمزقات اجتماعية في نسيج المجتمع العراقي. برأيك كصحافي وسياسي ومثقف كيف تقّيم تلك المرحلة؟
-انا اعتبر عقد الستينيات وصمة عار على جبين الصحافة العراقية، بعد تسلط الفكر البعثي، ذي الفكر الشوفيني الفاشي والدموي، يعتمد على الغاء آخر، وبظله عاش العراق فترة مظلمة في حياته، اذ جرت عسكرة الثقافة، وفرض فكر طائفي معاد للانسانية والحرية والتقدم، ومعاد لكل شيء، وقد سيطر النظام على الصحافة بشكل كامل منذ 1963 والى سقوط النظام البعثي، باستثناء سنوات قليلة متمثلة بمنح الحكم الذاتي للكرد ضمن قرار 11 آذار 1970، وثلاث سنوات اثناء التحالف مع الشيوعيين، برغم انه كان تحالفا كسيحا منذ بدايته، فعقد الستينيات هو فترة سوداء في تاريخ الصحافة العراقية واعتقد انه ينبغي شطبها من تاريخنا اذا اردنا ان نكون امينين على تاريخنا.

*كان لصحافة اليسار في العراق منذ صدورها خلال ثلاثينيات القرن الماضي دور في اشاعة الخطاب الثقافي الرصين، المتابع الان للصحافة العراقية يؤشر غياب هذا الدور في صحافة اليوم. ما اسباب ذلك؟
-لعبت صحافة اليسار دورا تنويريا منذ بداية نشأتها، ففي عام 1924 صدرت مجلة يسارية راقية جدا(الصحيفة) التي كانت تدعو الى الاشتراكية، وهنا اقول ان الصحافة اليسارية كان لها دور في بناء ثقافة رصينة في العراق، الصحافة اليسارية لعبت دورا تنويريا وتثقيفيا في العراق، اذ اصدرت العديد من الكتب والمجلات على الرغم من محدودية توزيعها، الا انها تمكنت من لعب دور مؤثر تنويري وتثقيفي، فاليساريون التقدميون الشيوعيون استطاعوا اداء دور كبير في مجال التثقيف، والمكمل لهذا الامر ان صحافة المنفى كانت اكثر تاثيرا لبعدها عن الرقابة، ولحرصها على تأدية رسالتها بامانة وفضح ممارسات اجهزة القمع البعثية، انا كنت رئيس اتحاد الادباء والصحفيين في الخارج، وكان هناك 650 عضوا ينتمون للاتحاد هم من خيرة الادباء والكتّاب وقد تمكنا من انشاء صحافة رصينة تنويرية وتثقيفية، وعملنا على بناء ثقافة وطنية في العراق، واصدار صحف ومجلات عدة في المنفى، على الرغم من ان الكثير من صحفيي اليسار دفعوا الثمن باهظا لقاء دورهم في فضح ممارسات النظام السابق، واجهزته القمعية.

*تعد ارشيفا حقيقيا لذاكرة الصحافة العراقية، ولم تنس من ارشفتك الصحافة الكردستانية. هل ثمة ما تضيفه لهذا الموروث الاعلامي الكبير؟
- لدي في تاريخ الصحافة العراقية سبعة مؤلفات، وليس من المعقول ان اسجل ارشيف الصحافة العراقية من دون ذكر الصحافة الكردية، لأنها كانت صحافة غنية جدا، فموسوعة الصحافة الكردية غنية اكثر من الصحافة العربية، فهي جزء مكمل بل مهم من الصحافة العراقية، لذلك كان من الضروري تسجيلها بموسوعة مستقلة على الرغم من العراقيل التي واجهتني في عملي، وابرزها قلة المصادر،وغياب اصحاب المطبوعات، وعدم تزويد المكتبات العامة بجميع النسخ الصادرة من الصحف والمجلات، الى جانب معضلة اللغة، وهنا انوه الى ان وزارة الثقافة والشباب الكردستانية بادرت مشكورة الى تقديم بعض الدعم لي وتخصيص صحفية كردية كمترجمة تساندي في عملي.

*هل من مشروع آخر مكمل للموسوعة التي وضعتها للصحافة العراقية والكردية؟
- نعم. تلقيت طلبا من المعنيين في الثقافة الاشورية لتوثيق صحافتهم، وفعلا ارى ان هذا مشروع مهم ولاسيما ان الصحافة السريانية غنية في العراق، وهو عمل يستحق الجهد، وبذا يكون مشروعي المستقبلي المقبل هو توثيق الصحافة السريانية.


وفائق بطي، مواليد بغداد، اكمل  مراحل الدراسة الثلاث الاولى في بغداد، ثم نال شهادة البكالوريوس في الصحافة من القاهرة والدكتوراه من موسكو 1979. ترأس تحرير صحيفة (البلاد) ومدير تحريرها 1958-1963
توقف وسجن مرات عدة، وهو  من مؤسسي نقابة الصحفيين العراقيين وعضو مجلس النقابة 1971-1978، سكرتير تحرير كل من صحف (النور) و(التاخي) و(طريق الشعب)، وسكرترعام رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين في المنفى، وسكرتر عام الاتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة وكندا، ورئيس تحرير (صوت الاتحاد)، اصدرت جريدة (عراق الغد) في لندن نصف شهرية 1984- 1986. واصدر مجلة (رسالة العراق) في لندن 1993 – 2003.
وفاء زنكنه