الموصل .. ربيع دائم وقلوب عامره بالمحبة + صور متنوعة

بدء بواسطة جون شمعـون آل سُوسْو, أبريل 04, 2012, 08:18:02 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

جون شمعـون آل سُوسْو






الموصل .. ربيع دائم وقلوب عامره بالمحبة



فصل الربيع في الموصل من أجمل فصول السنة وله أيضا تقاليده الخاصة الجميلة كما لكل شيء في الموصل تقاليد خاصة تفيض عليه نكهة عبقة ، فمنذ أن يدخل هذا الفصل المبهج تبدأ العوائل الموصلية بالسفرات العائلية إلى المناطق السياحية المختلفة ومنها ( بعشيقة وشلالات الموصل وسد الموصل والفاضلية ودير متي والغابات وغيرها الكثير من المناطق السياحية ) ..
 
فتذهب العوائل كي تمتع بالمناظر الجميلة الخلابة بعد أن أنهكها برد الشتاء فالجو يصبح لطيفاً والهواء عليلا والأرض تكتسي بسجادة خضراء تشرح النفوس وينمو (البنفسج و الجمبد وحلق السبع والأقحوان والزهر والشقيق الأصفر الذي  يضفي بهجة خاصة وجمال أخاذ ) .

العوائل مع بعضها تخطط قبل يوم أو يومين للسفرة مع نظرات فرح على وجوه الأطفال الصغار فيبدؤون بتحضير الطعام والشراب واللحم وأشياء كثيرة ، وعلى جوانب الطرقات ترى منظرا خلابا، سجادة خضراء تمتد على مد البصر ( سبحان الخالق ).

عند وصولهم إلى المنطقة التي قرروا الذهاب إليها يشرعُ الأطفال باللعب على العشب الأخضر وبين أشجار الزيتون ( بالكرات والتنس   وغيرها الكثير من الألعاب ) ويصنعوا مراجيح من حبال ويتسلقون الأشجار . فجمال الربيع يزهو في عيونهم .

ويشرع الأب والأم والكبار  بتحضير الطعام والشراب  وشوي ( الكباب على المنقل و ربما يضعون قطعة من قماش كي توفر لهم الفيء ففي وقت الظهر قد تصبح الشمس حارة بعض الشيء ولا ننسى هنا (دست الدولمة) الذي لا يفارق المواطن الموصلي كما لا يفارقه  في مثل هذه السفرات فهو  جزء أساسي مهم وأيضا يوضع (قوري الجاي فوق الفحم على المنقل ) ولا أخبركم ما طعم الشاي وقت تخديره على الفحم .. فهو وقتئذ يصبح ( درجة أولى )  ويقضون أمتع الساعات برفقه أبنائهم ويتخلل الجلسة أحيانا ( حب قرع ) .

وتمضي بهم الساعات بالفرح والسرور ولعب ( الطاولي والدومينة والورق وغيرها) ويلتقطون الصور والفيديوهات. .
 
لكل شخص موصلي ذكريات في هذا الفصل وأذكر هنا بعض من ذكريات الطفولة ومنها  السفرات المدرسية التي كنا نشارك بها في هذا الوقت من السنة  فعند صعودنا الحافلة نغني ونفرح ونصفق ونحث السائق على زيادة السرعة ونقول: ( يا سايقنا دوس دوس الله ينطيك العروس ) .
   
كم هو جميل فصل الربيع في مدينة الموصل الحدباء فهي أم الربيعين وفيها قلوب مليئة بالربيع الدائم.رعاك الله يا أم الربيعين ودام ربيعك زاهيا وآمنا ..

ونذكر هنا قصيدة جميلة عن الربيع للشاعر أبو تمام الذي أمضى فترة من عمره في أم الربيعين:

يا صاحبي تقصيا نظريكما  *** تريا وجوه الأرض كيفتصور
تريا نهاراً مشمسا قد شابه  *** زهر الربافكأنما هو مقمر
دنيا معاش للورى حتى إذا  *** جليالربيع فإنما هي منظر
أضحت تصوغ بطونهالظهورها *** نورا تكاد له القلوب تنور
من كل زاهرةترقرق بالندى    ***وكأنها عين إليك تحدر
حتى غدتوهداتها و نجادها  *** فئتين في خلع الربيع تبختر

الكاتب: أحمد معد







   




ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة