مسيح ٌ واحد = جمعتان للآلام + قيامتان
عندما كنا اطفالا ً كان معنى العيد عندنا لا يتعدى سوى الفرح وملابس جديدة متواضعة وهبات مالية بسيطة حب دخل آباءنا وامهاتنا ممن كن يعملن في ذلك الوقت ومع مرور العمر بنا نحو النضج بدأت أفكارنا تتبلور وذهننا يتفتح نحو العيد وماهو العيد بمعناه الجوهري والرمزي ومن هنا كانت تفتحنا نحو ولادة السيد المسيح له المجد من العذراء تلك الولادة العجيبة الفريدة مرورا بحياته على الارض ومرورا بمعجزاته حتى صلبه ومماته على الصليب وقيامته بعد ايام ثلاثة وهكذا تعلمنا معنى العيد فالعيد في نضجنا لم يعد لنا ملابس جديدة أو نزهة أو جمع هبات العيد المالية المتواضعة .فالعيد وطقوسه الروحية اصبح له المعنى العميق لدينا ، لكن الشيء الذي بدأ يشعرنا بأن العيد بالأسم الذي يحمله ُ وخاصة عيد القيامة الذي يظهر موت السيد المسيح على الصليب ومن ثم قيامته بعد ايام ثلاثة اصبح بلا طعم إذ أن العيد أصبح بوجهان وجه يصلب السيد المسيح في جمعة وإقامته بعد الجمعة بأيام ثلاثة اي في يوم الاحد بينما الوجه الآخر يصلب السيد المسيح في جمعة لاحقة قد تكون بأسبوع واحد او بأسبوعين واحيانا اخرى بأربعة اسابيع ومن ثم تتم قيامته في اليوم الثالث ، وهنا يحدث الإشكال بعينه هل هي جمعة واحدة للآلام ام جمعتان سابقة ولاحقة وهل هي قيامة واحدة ام قيامتان قيامة سابقة وقيامة لاحقة و هو مسيح ٌ واحد لا مسيحان .وهذا الإشكال يجرنا نحو اشكال آخر وهو كيف سأهنئ صديقي وقريبي في الوجه الآخرهل أقول له عيدك مبارك ام قيامة مجيدة ( قملي مشيحا )وهذا لا يمكن ففي الوجه الآخر موعد الصلب وجمعة الآلام وقيامة المسيح لم تحن بعد حسب تقويمه السنوي الذي تعتمده تلك الكنيسة في ذات الوجه ولو فرضنا انني هنأت صديقي بعبارة عيدك مبارك فسيشعر بأني لا احترم مشاعره في حالتيّ الصلب والقيامة حسب وجه نظر كنيسته وحسب تقويمه السنوي وهي الصورة العكسية التي سأكون انا في موقفه عندما احتفل بعيد القيامة بعده . وهناك اشكال آخر في مواعيد اعيادنا وخاصة عيد القيامة المجيد ويتمثل الاشكال في اطار الدولة وتشريعها فالإختلاف في مواعيد العيد يجعل الاطراف في حرج امام الدولة في منحها العطل لذلك العيد وكل حسب تواريخ تقويمه السنوي وهذا يفقد العيد معناه وجوهره ورمزه .وهناك امور اخرى غير مستحبة تخلفها مواعيد الاحتفال بالعيد وطقوسه بموعديه المختلفين وخاصة نحن نعيش في مجتمع تتنوع فيه الثقافات وخاصة نحن في تماس مباشر معها في الكثير من الامور الحياتية في المجتمع وقد نصبح في بعض الاحيان موضع تندر وعذرا لهكذا وصف ...وهناك سؤال مُلح يطرح نفسه وهو كيف يتبادل رؤساء الكنائس تهاني عيد القيامة وكل كنيسة تحتفل بالعيد حسب وجهة نظرها التأريخية من حيث حدوث الحدث ..
ألم يخطر في بال رعاتنا الافاضل مثل هذه الافكار ليحاولوا تجنبها وتوحيد الاعياد لتعطي معناها الروحي وجوهرها الذي يعزز مكانتنا بين الثقافات الاخرى الموجودة في المجتمع .... مجرد تساؤل عله ُ يكون موضع اهتمام وان نحاول ونحاول ليس بمجرد نشرالبيانات بل التفعيل حتى ولو كان من وجه واحد وذلك قمة التواضع والمحبة التي علمنا اياها ربنا يسوع المسيح بولادته ورسالة آلامه وموته على الصليب ثم انتصاره على الموت بقيامته المجيدة وليكون نبراسا لحياتنا واجيالنا ....
أمير بولص ابراهيم
نيسان 2012