قوانين لحماية المرأة، كلمات جف حبرها دون ان تراها الشمس نساء مسيحيات من بغداد

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, فبراير 19, 2012, 05:19:30 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

قوانين لحماية المرأة، كلمات جف حبرها دون ان تراها الشمس نساء مسيحيات من بغداد يشكين من قيود المجتمع

تحقيق جميل يستحق النشر


عنكاوا كوم – بغداد – فادي كمال يوسف

ستة سنوات عمر تطبيق الديمقراطية في العراق , بكل ما تحملة من عناوين اعلام حر , انتخابات , منظمات مجتمع مدني , جمعيات حقوق انسان و غيرها التي تُظهر أن العراق يسير باتجاه ديمقراطي يضمن حقوق الانسان و يحترمها , ومن بين المرتكزات الأساسية لهذه الحقوق، اعطاء المرأة حقها، وهو موضوع شائك ومتشعب كونه مرتبط بعدد من القضايا الاجتماعية و السياسية و الدينية التي تحتمل التأويل و التفسير.
الزواج , حق التعليم ,حق العمل , التعبير عن الرأي، فرض الاراء و الممارسات , مصادرة الحقوق , العنف المنزلي , المتاجرة بالنساء و تحويلهن الى سلعة تباع و تشترى، مواضيع تعمل الناشطات في حقوق المرأة على وضع قوانين دستورية، لتستطيع التعامل معها قانونياً.
ورغم ان جميع الاتجاهات والتيارات داخل المجتمع العراقي تنادي بحقوق المرأة وصيانتها، الا ان الاختلافات العميقة في تفسير و تؤيل و طريقة تطبيق تلك الحقوق مازال مثار جدل في الشارع العراقي.
المسيحييون، شريحة مهمة من شرائح المجتمع العراقي، لهم عاداتهم وتقاليدهم وممارساتهم، كيف ينظرون الى ما تحقق خلال السنوات الست الماضية في مجال حقوق المرأة ؟ ما هي مشاكل المرأة داخل المجتمع ؟ كيف تتعامل المراة مع محيطها الخارجي؟ هل تعكس الاختلافات الدينية , العرقية , القومية تأثيرات سلبية على المراة؟



السلطة الذكورية جزء من المجتمع العراقي
ترى وسن صفاء , 23 عام بكالوريوس طب اسنان , أن المجتمع العراقي هو مجتمع ذكوري , و لذلك فان تطبيق القوانين التي نص عليها الدستور لحماية حقوق المراة لن يكون بالامر السهل.
وتشير الى وجود العنف المنزلي، وان المجتمع العراقي من المجتمعات الأولى في انتشار هذه الظاهرة السلبية، وهذا ما لا يمكن ايقافه بسهولة، لصعوبة وصول الاجهزة الحكومية اليه.
وتوضح ان تربية المجتمع سواء من الناحية المراة او الرجل هي قائمة على تربية ذكورية , اي ان المراة لا ترغب بالمطالبة بحقوقها , لا بل تعتبر بعض الممارسات السلبية للرجال عرف و قاعدة اجتماعية قد ترتبط بعض الاحيان بالدين كذلك , فالطاعة العمياء للزوج، الاب، الاخ، وتقبل العنف و الاهانة , قد تجد المرأة ان الخروج و مواجهة هكذا ممارسات هي خروج عن الدين و عصيان لله , وقد تنتقل هذة الظاهرة و الممارسة من البيت لنجدها في العمل , فيجد الرجل انه الأقوى و الاصلح و المهيمن على المراكز المهمة و القيادية , و هذا كذلك خطأ فليس الرجل هو السوبر مان الذي يستطيع عمل كل شيء و بشكل افضل مما ستفعله المرأة , وهذه بالتاكيد نظرة خاطئة و غير واقعية .
و عن التحول خلال السنوات الست الماضية، تقول "الحقيقة هناك تحول و تغير في مجال حقوق المراة لكنه غير ملموس على ارض الواقع نسمع الكثير عن وجود منظمات و مؤسسات تدافع عن حقوق المرأة لكن لا نلمس حضورها العملي كما نسمع بالقوانين التي توضع لخدمة المرأة و ضمان حقوقها لكن لا نجد تاثيرها على النساء" .



توعية المراة بحقوقها الدستورية
وتجد هناء عمانوئيل القس , ماجستير علم نفس، وناشطة نسوية انه ورغم كل القوانين والتشريعات التي اقرت لضمان حقوق المراة العراقية , لا نجد انها نالت حقوقها بشكل كامل، فالقوانين و التشريعات رغم اقرارها دستورياً الا انها لم تُفعل، بكل ما يقام من مؤتمرات و فعاليات لدعم حقوق المراة الا اننا نجد ان فئة معينة من النساء هن من يشاركن , و نجد ان هناك تغييب للكثير من الفئات و الفعاليات النسوية , مما يؤدي الى غياب شريحة واسعة من النساء.
وتضيف نحتاج اليوم الى دورات توعية اكثر، وورشات عمل بين مختلف الشرائح النسوية , تعطى فيها المراة جرعات من التوعية بحقوقها الدستورية , لكي نستطيع حينها المطالبة و بقوة بتطبيق القوانين الدستورية الخاصة بالمراة , اما منظمات المجتمع المدني فهي من وجهة نظرها تقوم بما عليها من دور في توعية المراة و لكن مازال دورها لا يرتقي الى المستوى المطلوب بسبب الظروف الصعبة التي تحيط بمثل هكذا عمل في بغداد , و كذلك بسب عدم اكتمال نظرة لعمل هذا النوع من المنظمات، وعدم فهم دورها الحقيقي في خدمة المراة، اما فيما يخص المجتمع فهو يشهد حالة من التقدم نحو المدنية و الأنفتاح , و لكنة يتقدم ببطأ شديد مما ينعكس على حقوق المرأة التي تعاني من ضغوطات المجتمع .



قيود على المراة المسيحية
بينما ترى نور، ماجستير هندسة سيطرة و نظم , تدريسية في الجامعة التكنولوجية , ان المراة في العراق لم تحصل على تغيير كبير في وضعها العام , فهي كانت و مازالت تعمل في مختلف مجالات الحياة , و اثبتت وجودها بجدارة، تعتقد ان هناك تغيير بسيط في وضع المراة فهي ما تزال بعيدة عن الأدوار التي تستحقها رغم تميزها في الكثير من النواحي الحياتية.
وتقول "كنساء عراقيات مسيحيات نشعر باننا مقيدات من قبل مجتمعنا , نامل ان تستطيع المراة العمل بحرية اكبر مما علية الأن , و التحرك في الكثير من مجالات الحياة بشكل اوسع .



تقول جنان صليوا يوخنا , رئيسة جمعية اشوربانيبال الثقافية , ان الرجاء الذي ينشده العراقييون في المساواة و الديمقراطية , جاء كلاماً و تعبيراً و جاء دليلاً لتطورنا و تفهمنا و رقينا , فهكذا نص الدستور و جاء منصفاً لحقوق المرأة و مدافعاً عنها الأ ان الواقع الذي نعيشه شيء مختلف عن الحبر الذي كتب فيه الدستور.
وتتابع "المراة مغيبة، بغير ارادتها، والاسوء قبولها بهذا التغييب بينما يقع على عاتقها مسؤولية العمل بجد نشاط كي تنال حقوقها، وخير وسيلة تعينها على ذلك ثقافتها وكفاحها اللذان يخلصانها من السلطة الذكورية الجائرة".
ترى احدى طالبات قسم هندسة الحاسبات في جامعة بغداد ان لا دور حقيقي للمراة العراقية في المشهد السياسي للعراق، ورغم وجود حصة للنساء الا انهم مهمشات و لا يوجد صوت نسائي حقيقي الا ما ندر.
وتقول ان وضع المرأة المسيحية داخل العائلة جيد الى حد كبير، وافضل من وضع مثيلاتها في العوائل غير المسيحية لكن هذا لا يعني عدم وجود اضطهاد داخل الحياة العائلية الا انه بسنب اقل مما تشهده بقية العائلات العراقية .
وتقول ان مشكلة تعرض المراة للعنف داخل عائلتها، لم يتكفل بها القانون والدستور العراقيين ولم يجدا طريقه لحلها، وتستشهد بأزدياد حالات الطلاق، واصفة اياها بـ "الظاهرة السلبية" المضرة بالمجتمع، ربما هي قليلة داخل المجتمع المسيحي الا انها بدات تظهر، وهناك حالات حصلت . وتستطرد "اذن هناك خلل داخل العائلة يجب معالجته، ربما عملت الكنيسة على ايجاد الحلول لكنها لم تكن دائماً ناجحة , هناك تغيير حصل في عموم العراق و ليس من جانب حقوق المراة فقط , و لكن بالنسبة لحقوق المراة لم يكن بالمستوى المطلوب" .
وتقرأ نغم كمال، بكالوريوس هندسة حاسبات، تدريسية في الجامعة التنولوجية , وضع المرأة بأنه افضل مما كان سابقاً ,وان هناك تغيير طفيف في مجال منح المرأة حقوقها، وتشير الى دور منظمات المجتمع المدني، المطالبة بتثبيت حقوقها النساء، والتي تعتبر خطوة نحو التقدم .



لكنها ترى ان المجتمع يحتاج الى المزيد في تطبيق ما يقر من قوانين وهذا هو ما نعاني منه اليوم.
أجماع نسوي على وجود تغير ملموس من جهة منح المرأة حقوقها، لكنه تغيير بقى اسير الورق ولم يتجرأ على الخروج من اطارها الكلامي الى الواقع الفعلي، فهل ستتحول الكلمات الى واقع ملموس تقطف ثمارها النساء؟



http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,278795.0.html
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة