تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

رسالة سلام من نينوى

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, فبراير 13, 2012, 04:54:38 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي


رسالة سلام من نينوى
خضر دوملي




يشتكي القادمون من الموصل الى اقليم كوردستان من حالة الفوضى التي تعيشها مدينتهم، و من حالة تردي الخدمات التي تشهدها في العديد من المجالات، ويشكون اكثر من الانباء التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام من لجوء الجماعات الارهابية الى اخذ الاتاوات من الشركات والمؤسسات المختلفة، وباعتراف المسؤولين فيها، من انها اسوء وضع تعيشه المدينة.

هذه الشكاوى التي لايتلفت اليها القابعون على الكراسي الوثيرة في بغداد والمنشغلين بخلق الفتن وتوجيه الاتهامات لهذا الطرف وذاك، لايستمعون اليها لأنهم منشغلين بالعمل على اقصاء هذا الطرف وتشويهه او اطلاق تصريح ضد طرف اخر او شخصية اخرى، اكثر مما هم منشغلين بمعالجة موضوعة الخدمات وتنفيذ المشاريع التي تعيد الى جميع مدن العراق الحياة، وليس الموصل وحدها، وتضعلا حدا لسيطرة اصحاب الافكار التطرفية على مفاصل الحياة وصولا لأخذ الاتاوات كما في الموصل.

انشغال هذه الاطراف بهذه الترهات السياسية لن تجنيهم نفعا، ففي القريب سيكتشف الجميع - المواطنين الناخبين- من الذي يخدمهم ومن الذي يفكر في تحسين معيشتهم، ومن الذي منشغل باستغلال الطروحات القومية والطائفية والدينية لحسابه الخاص.

بين هذه الافكار والتوجهات يبرز خيط امل و دائما بعد كل نزاع وحرب وصراع وفوضى سياسية تبرز مجموعة توجهات  جديدة، يستمد منها المواطنين لتوجيه الساسة بما يمكنهم من احداث التغيير، و"في الموصل هذا الامر ليس بصعب" هكذا قال زميلي الذي زار المدينة لبضعة ساعات وعاد منها مذهولا بحجم معاناة اهلها وتحملهم للطروحات التي يطلقها ساستها، التي " لاتجني نفعا ابدا لأنهم باتوا مكشوفين ، فلا خطر على قومية احد، ولاتهديد لمستقبل ابناء المدينة كما يروج بعض السياسيين ويأخذون منها مستندا لنشر غسيلهم السياسي القذر".

هكذا قال صاحبي الذي بدا متأثرا  جدا بما رآه وتلمسه في المدينة التي طالما أحبها بشدة.

ولأنه كان يسكن في تلك المدينة في السابق لفترة طويلة، ولأنه يعرف كم تحمل بين طياتها من عراقة وحضارة و فكرا كبير، قال صاحبي، ستنبعث الموصل بين الركام من جديد، وستحمل نفسا مختلفا، وستشهد أزقتها صوت بائعي عصير الزبيب كما كانوا، وسيتجولو اهلها على شواطىء دجلة في ليالي الصيف والربيع، وسيغنون ابنائها كوردا وعربا وتركمانا، مسيحيين وايزيدية و شبك و كاكائية معا أغنية ( ياردلى ).

لم يكتفي صاحبي بهذا القدر من التفأول بل تجاوزها بالقول " سترفع المآذن و يرتفع صوت الداعين لنشر الحب والوئام بين ابنائها ، وسترتفع صوت التراتيل في الكنائس لتدعو للسلام، وسيدعو الايزيدية في مزاراتهم للخير والمحبة لكل الناس، وسيجتمع الجميع معا لنشر رسالة سلام للمدينة، كي تصبح مدينة الجميع وتزهو بألونها البهية، وسيعمل الشبك كما كانوا من عمال مهرة وتجار يجلبون افخر انواع البضائع للمدينة".

بين تأملات صاحبي ومقدرات المدينة واهلها ينبعث الى الوجود بعد كل صراع وحرب شيء جديد وفكر جديد، واليوم بعد اعلان اسبوع الوئام بين الاديان في مطلع شباط الجاري بمبادرة من الامم المتحدة و الملك الاردني، نوجه بالدعوة لابناء الموصل ليساهموا في جعل حلم صاحبنا بنشر رسالة سلام من نينوى رسالة لكل العراقيين، ونعمل جميعا من اجل رفع القيم النبيلة، وندعو بالخير للجميع بعيدا عن أي انتماء طائفي او ديني. فالانسانية تجمعنا وهي خير شعار لنا كي نحقق حلم صاحبنا الذي يقول " سنزور الموصل ونحتفل بنوروز في الغابات، وستزدهر مكتباتها، ويعود بريق سوق السرجخانة، وسنرى الملابس المزركشة للنساء المسيحيات المسنات، والبراقة للايزيدية، وسيزدهر شارع الاطباء بمحلاته التي تبيع الحلاوة الموصلية والجرزات والسجق – ستعود المدينة مدينة للكل نافذة للسلام للجميع".

يبدو ان صاحبنا جدا متفائل لأنه يقول انه يقرء التاريخ كما هو وليس كما يريده السياسيين اللاعبين بمصير الفقراء، ويصرفون بضاعتهم الفاسدة في سبيل البقاء فترة اطول على الكراسي، لأنه ذكرني بما أل اليه حال صدام حسين و القذافي قائلا " سيذهب هؤلاء الى مزبلة التاريخ ولن يرحمهم الشعب بعد ان يكتشف صلاتهم بالارهابيين والقتلة الذين كانوا يقتلون الابرياء دون تميز وتفرقة"

خاتما حديثه بالقول ستنشر الموصل رسالة سلام لأنها مدينة تاريخ وحضارة تستمد من حضارة نينوى التي ترجع لاربعة الاف عام قوتها وفكرها النير، ذلك الفكر والحضارة التي اشتقت جميع الافكار الحاضرة منها، أليس هذا اكبر دليل لترابط الصلات بيننا، فما الذي ينقصنا لنرسل رسالة سلام من نينوى لكل العراقيين ولكل مدن العراق، وندعو لوضع حد للطائفية المقيتة.
http://www.tfpb.org/?page=view&id=162
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة