تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

كتاب جديد للدكتور قاسم حسين:

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, فبراير 13, 2012, 05:10:06 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

كتاب جديد للدكتور قاسم حسين:

الشخصية العراقية – المظهر والجوهر

دراسة صريحة للبناء الاجتماعي

والنفسي للشخصية العراقية

صدر عن دار ضفاف للطباعة والنشر والتوزيع (العراق - الامارات) كتاب جديد هو ( الشخصية العراقية – المظهر والجوهر، تحليلات سيكوسوسيولوجية ) للأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح، رئيس الجمعية النفسية العراقية، والكتاب يأتي ضمن سلسلة من الكتب التي أصدرها الدكتور قاسم والتي استطاع من خلالها رصد جوانب مهمة من البناء النفسي للإنسان ، والفرد العراقي بوجه خاص، والمؤلف فضلا عن كونه أكاديميا متخصصا بعلم نفس الشخصية، وله فيها كتب منهجية تدرّس في جامعات عراقية وعربية، فقد تواصل مع أبناء شعبه من العراقيين على مدى ثمانية عشر عاما عبر برنامجه الدرامي الإذاعي (حذار من اليأس)، في محاولة منه لبث الأمل في تلك النفوس التعبى.
       في مقدمة الكتاب يتساءل بحيرة وهي حيرة المفكر بلا شك فيقول" إن الإنسان حين لا يتواءم مع بيئته أو يعيش ظروفا صعبة فانه غالبا ما يقع بين أمرين: أن يتفحص جوانب القصور في سلوكه ومواطن الضعف في شخصيته ،أو أن يتفحص ما حوله. وكلا الأمرين يعنيان تفحص الطبيعة البشرية ،وهي معضلة حقيقية فعلا ،بل ربما كانت أهم معضلة شغلت التفكير البشري ومع أن سقراط ،الذي عدّ الموضوع الأعظم أهمية في التفكير هو "معرفة النفس" ، إلا أن معرفة النفس ليست هي العملية النهائية بل خطوة حاسمة نحو عملية أكثر أهمية هي السيطرة على النفس. والمشكلة أن هذه السيطرة تؤثر فيها أحداث خارجية تتمثل بالبشر والحضارة والتقدم التقني ووسائل الدمار وسبل الفناء العام والخاص ،التعاسة البشرية والفوضى العالمية وجرائم العنف ،بل وقدرة بعض البشر على دفع بشر آخرين لأكل الفئران والقطط والكلاب. ولحم البشر أيضا!. وما يحيرنا حقا. أن يجنّ بعضنا أو يصل إلى حافات الجنون ،ويتمتع آخرون بالسلامة العقلية برغم أن جميعهم يعيشون الظروف البيئية ذاتها. وأن نرى آخرين تتحكم بهم النزعات العدوانية وآخرين طيبين حد السذاجة وآخرين يقلقون من الحروب أو التهديد بها أو المجاعة أو التلوث ويلهو آخرين بمتع الحياة ولذاتها رافعين شعار عش ليومك ونفسك ولا تفكر بالمستقبل ولا بالآخرين. وأن نرى بسطاء يحبون الوطن حد العشق والموت دونه ،ومعممين وأصحاب لحى يسرقون ثروات الوطن ويخرجونها بأن الضرورات تبيح المحظورات وأن الله يغفر لعبده كبائر الذنوب يوم يحج بيته، وانه يغفر لك ذنوبك  إذا مسكت  سبحتك واستغفرته وقت الغروب!."
       وفي محاولة لفهم الشخصية العراقية يقدم الدكتور فجر جودة قراءته لهذا الكتاب فيقول "   يقول دزموند موريس في كتابه ( حديقة الحيوانات البشرية) عندما ينحرف بندول البيو – اجتماعي من التعاون الخلاّق الى الاستبداد فأن المجتمع بكامله سيصيبه الخراب، قد يتحقق بناء مادي هائل، وقد يصار الى نقل ملايين الأطنان من الصخور كافية لبناء أهرامات ولكنها مع تركيبتها الاجتماعية المسخ تكون أيامه معدودة. يمكنك أن تهيمن طويلا" ولكن حتى مع مناخ البيت الدفيء للدولة العظمى، هنالك حد، عندما يصل النظام الى هذا الحد فأن البندول البيو – اجتماعي سيتحرك عائدا" الى نقطة المنتصف. وفي هذه الحالة فقط يكون المجتمع محظوظا"، ولكن إذا تحرك البندول سريعا" شمالا" ويمينا" فأن الدم سوف يسيل بقدر لم يكن لأسلافنا الصيادين أن يحلموا بمثله."، ثم ينتقل الى المجتمع العراقي الذي يقول عنه "    في العراق لم يعد البندول الى نقطة المنتصف أبدا" على مدى قرون. كان الحكّام دائما" يعلّقون رؤوس خصومهم من أبناء جلدتهم على الجسور أو في الساحات العامة، ويتركونها معلّقة تأكل منها الطيور وتنهشها الكلاب. وعندما يدور الزمن ويأتي القادمون الجدد فأنهم يعلّقون رؤوس جلاديهم عند الجسر ذاته، ويشهد مقتلهم الطيور ذاتها، وتنهشهم الكلاب ذاتها، ثم يعقبهم عقب لم يترك لسابقية فضيلة إلا نسبها لغيرهم. ووسط هذا الجو العدائي المحزن كان الناس على مدى عصور أما إنهم يتخفون بلباس غيرهم أو ينافقون لكي يضمنوا البقاء أو يعارضون فيقتلون صبرا"."
وفي تتبع لموضوعات الكتاب نجد أن الالعراقية. مساحة واسعة من هموم وطموح الفرد في مجتمع واجه من المصاعب والمشاكل والتسلط على مدى قرون – ربما- ما لم يواجهه مجتمع آخر، وشهد العراق كما هو معروف خلال الأربعين سنة الماضية عددا من الحروب فقد فيها هذا الشعب خيرة أبنائه الذين عانوا في حياتهم الكثير من الخوف والجزع. وقد حاول المؤلف وأظنه نجح الى حد كبير في أن يكون موضوعيا في دراسته وجريئا في آرائه، وهذا ما عهدناه من شخصيته المتفائلة رغم كل ما جرى.
من موضوعات الكتاب: الجميل والقبيح في الشعب العراقي ،النفاق والازدواج في الشخصية العراقية ،السادية و المازوشية في الشخصية العراقية ، العنف والشخصية العراقية وسيكولوجيا الحب والكراهية، سلطة الرمز الديني  في لا وعي الشخصية العراقية، الشخصية العراقية و سيكولوجيا البحث عن الخلاص في زيارة الأئمة والأولياء الشخصية العراقية، وسيكولوجيا الخلاف مع الآخر، شخصية المثقف العراقي  وتضخم الأنا، الشخصية العراقية تخطّأ علم النفس، العراقي .. وسيكولوجيا الهوس السياسي، الشخصية العراقية .. والتباهبالالعراقيون.أة العراقية ..والعرّاف، العراقيون .والعراقيون،التطّير، العراقيون وسيكولوجيا الحاجة الى دكتاتور ، المنظومات القيمية في الشخصية العراقية والكارثة الخفية ، كاظم الساهر.. والعراقيون ، هل ورث العراقيون نزعة الخلاف من أسلافهم؟ ثم يدرس موضوعات أخرى منها موقف العراقيين من اللوم، والتعبير، والغضب، والحسد، والفساد والشيزوفرينا والجيران، و ظاهرة النهب والسلب في مدينة بغداد بعد سقوط النظام، وشخصية ( العراقي ) وشخصية (علي بابا ) وغيرها.
       ويقارن الدكتور حسين بين فكاهة المصري وحدة العراقي، وبين المزاج العراقي والأوربي، و نعمتان ابتلي بهما العراقيون ... النفط والثقافة، الحاكم. وسيكولوجيا الشعوب، الحكّام أم الشعوب ..مرضى نفسيا؟، و أثر الحرب في الشخصية العراقية والمجتمع والسلطة وغيرها من مواضيع.
       ويخصص مبحثا نظريا لدراسة الشخصية يدرس من عدة جوانب منها : الشخصية .. مبحث نظري في طبيعتها وأبعادها، ــ طبيعة الشخصية ، المنظور الحياتي، المنظور النفسي الدينامي .( فرويد ، آدلر ، يونك ) ، نظريات النمط  ، نظريات السمة ، المنظور السلوكي ، النظرية المعرفية الاجتماعية ، المنظور المعرفي، المنظور الإنساني، المنظور الوجودي، النظريات الصغرى في الشخصية.
       إن كتاب ( الشخصية العراقية – المظهر والجوهر، تحليلات سيكوسوسيولوجية ) للأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح، كتاب جدير بالقراءة فهو يدرس أبعاد الشخصية التي تقترب وتبتعد بهذا القدر أو ذاك مع الشخصية العربية.
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير