كنائس العراق تستقبل عيد الميلاد بعد أعوام من الاضطهاد والتهجير…هل يعود مسيحيو ال

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 20, 2017, 05:08:59 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

كنائس العراق تستقبل عيد الميلاد بعد أعوام من الاضطهاد والتهجير...هل يعود مسيحيو العراق إليه؟     

         
برطلي . نت / متابعة
عشتار تيفي كوم - تيلي لوميار/

في بغداد يصلي المسيحيون الكاثوليك في كاتدرائية سيدة النجاة. كاتدرائية تعرّضت لهجوم فظيع في تشرين الأول / أكتوبر من العام 2010.

هجوم راح ضحيته أكثر من 58 مسيحيا بما في ذلك اثنين من الكهنة الشباب. هذه المذبحة التي تبنّاها داعش أوجعت كل مسيحيي العراق. في عام 2012 قدّمت الحكومة العراقية 10 ملايين دولار لإعادة إعمار وترميم الكنائس المتضررة من الأعمال الإرهابية.

برغم ظهور هذه الكنيسة اليوم بحلّة جديدة إلّا أن ذكرى الضحايا المؤلمة لا تزال موجودة في كل مكان. ما إن تصل إل المكان حتى ترى لافتات كبيرة تحمل أسماء الشهداء الذين استشهدوا في الهجوم الإرهابي الدامي. وقد تم افتتاح متحف تخليدًا لأولئك المسيحيين الذين أعدموا لحضورهم القداس الإلهي.

"إن الكاتدرائية اليوم محصّنة  بجدران من الباطون المسلّح ويقف على مداخلها عدد من الجنود لتجنب أي هجوم.

لا تزال الرعية في حالة من الصدمة إلّا أن ذلك لم يؤثّر على التزام المؤمنين بكنيستهم." يقول رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي المطران مار أفرام يوسف عبّا.

هذا ولا يتنقل رئيس الأساقفة إلّا بالسّيارة ويعيش وسط حماية أمنية بعيدا عن السكان. إلّا أن ما تقدّم لا يمنعه من زيارة رعاياه بانتظام وخاصة النّازحين منهم.

الكنيسة تبلسم الجراح

على بعد بضعة كيلومترات من الكاتدرائية شكّل في السنوات الأخيرة مخيم للاجئين المسيحين يضم حوالي 90 أسرة من سهل نينوى. تراهم يعيشون حرمانًا مؤلمًا. برغم طرد مسلحي داعش من معظم الأراضي العراقية إلّا أن ذلك لا يعني أن أثر هؤلاء قد أزيل من نفوس العراقيين.

فهؤلاء المسيحيون الذين يعيشون في مخيم النّزوح يترددون في العودة إلى ديارهم بسبب الخوف من عدم العثور على عمل واكتشاف أن منازلهم قد احترقت أو دمرت بالكامل. ليس من السهل ترك هذه الحياة غير المستقرة في بغداد للبدء من جديد في نينوى وإعادة بناء كل شيء.

لتجنب وقوع النازحين المسيحيين في إحباط وحزن تعمل الكنيسة المحلية على تنظيم نشاطات راعويّة متعددة.

ومن هذا المنطلق تظّل كنيسة سيّدة النجاة القلب النابض في المنطقة. فالكنيسة هنا لم تعد مكانًا للصلاة والاحتفال بالأسرار بل باتت مكانًا لمتابعة الدروس ومركز الحياة الاجتماعية.

سعيد رب عائلة مسيحي (58 عامًا) يشعر بالاطمئنان من خلال المشاركة بالذبيحة الإلهية التي تحتفل بها الكنيسة يوميًا.

يسوع  هو المعزّي الأخير

أما في شمال مدينة كركوك فإن الوضع مختلف. كاتدرائية القلب الأقدس تجمع كل المسيحيين الكلدان في المنطقة.

ويرأس قداس يوم الاحد المطران يوسف توماس ميركيس. خلال عظته يحرص المطران على بث الأمل في نفوس المؤمنين مع اقتراب عيد الميلاد.

يسوع هو "الطريق والحق والحياة" يقول المطران. يتفاعل الكثيرون بحماسة كبيرة من الهتافات الليتورجية في اللغة العربية. تراهم يرنّمون بفرح:" المسيح هو المعزي الوحيد والأخير."

وفي زمن المجيء يشهد الإيمان ولادة جديدة مفعمة بالأمل بمستقبل أكثر سلاما. هذا ونحن نرى على وجوه المسيحيين علامات الانسجام  ونلاحظ اندفاعهم نحو الله. العمل الراعوي يخرج إلى الحياة مرة أخرى تمامًا  كضريح القديس بهنام الذي يحظى بمكانة خاصة لدى الحجاج في العراق.

وقد  تم إحياء هذا الضريح من رماد بفضل العمال المسيحيين وعدد من الرهبان والكهنة والأخويات في العراق.