الصوفي "خميني الأتراك" حرّض على أردوغان من أميركا منهجه الرقة واللطف بالعمل الإس

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 16, 2016, 12:58:20 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الصوفي "خميني الأتراك" حرّض على أردوغان من أميركا
منهجه الرقة واللطف بالعمل الإسلامي وأسس حركة تمتلك 4000 مدرسة بتركيا وخارجها   

      
برطلي . نت / متابعة
لندن - كمال قبيسي

التركي فتح الله غولن، أو "المبتسم" كما يعني اسم عائلته، هو من أكثر المبتسمين فرحا منذ مساء الجمعة بين الأتراك، فأمس سمعنا أردوغان يتهمه بالتحريض على الانقلاب حين أطل تلفزيونيا، وهو من مواليد 1941 بقرية من الأصغر على الخريطة، اسمها "كوروجك" ومتعبة للباحث بشأنها عن معلومات، لأنه لن يجد إلا ما عثرت عليه "العربية.نت" من أنها في محافظة Erzurum المعروفة عربيا باسم "أرض الروم" في الشمال الشرقي التركي.

الا أن Gülen بعكس قريته المجهرية تماما، فالمعلومات عنه متوافرة "أونلاين" بكثرة تثير الاستغراب والعجب، الى درجة أنك ما إن تبدأ بكتابة أول حرف من اسمه، وهو الفاء، في خانة البحث بموقع "غوغل" مثلا، لتقرأ ما يمدك به من موضوعات تتعرف بها اليه والى أفكاره، حتى يكمل الموقع كتابة اسمه عنك، وهو لا يفعل ذلك مع مشاهير بالمئات تبدأ اسماؤهم بالحرف نفسه، وهذا دليل على كثرة من يبحثون عن رجل معروف للاعلام الغربي بلقب "خميني تركيا" لمشاكسته نظام أردوغان من الخارج، كما فعل الخميني من فرنسا مع نظام الشاه بايران، لأن خانة البحث تصنف من يتم البحث عنهم فيها بحسب عدد الباحثين، والأكثر يظهر اسمه قبل الأقل بمجرد كتابة أول حرف من اسمه، لذلك فغولن ليس لعبة، ولديه مغريات وجاذبيات.



غولن هذه الأيام في بنسلفانيا المقيم فيها منذ 1999 بالولايات المتحدة


ولا يميل إلى تطبيق الشريعة في تركيا

غولن، المترجمة كتبه عن التصوف بشكل خاص الى أكثر من 30 لغة، وعددها 62 بشؤون اسلامية عدة، هو حنفي صوفي، داعية ومفكر اسلامي، ملم بالعربية والفارسية والانجليزية، ولا يميل الى تطبيق الشريعة في تركيا، وهو ضد تدخل الدين بالسياسة، أي بعكس أردوغان ومعلمه الراحل في 2011 نجم الدين أربكان، الموصوف بأنه "أبو الاسلام السياسي" فيما المعروف عن محمد فتح الله غولن، أنه "أبو الاسلام الاجتماعي" ومؤسس وزعيم "حركة" لا اسم لها، وأنصارها بالملايين في تركيا وخارجها، على حد ما يمكن استنتاجه من موقعها Herkul.org الفقير باللغتين العربية والانجليزية، لكنه كثيف وغني بالتركية، لمن يترجم بعض ما يورده عنه وعن حركته.

يسمونها "حركة غولن" المعتبرة من تركيا ارهابية، ويسمونها "حركة الخدمة" أحيانا، فقط للاشارة اليها كتيار، وهى دينية طبقا لما قرأت عنها "العربية.نت" في موقع "محمد فتح الله كولن" بالانترنت، وهو في 32 لغة. وتملك الحركة مدارس بالمئات في الداخل والخارج، مع نشاط ممتد ومنتشر في جمهوريات آسيا الوسطى، مرورا بالبلقان والقوقاز، حتى وروسيا والمغرب وكينيا وأوغندا. ولها أيضا صحفها، ومنها Zaman الشهيرة، وكذلك مجلاتها وتلفزيوناتها الخاصة.

كما للحركة شركات وأعمال تجارية ومؤسسات خيرية، ومراكز ثقافية خاصة بها في دول عدة بالعالم، وتقيم مؤتمرات سنوية في بريطانيا بشكل خاص، وأيضا في دول الاتحاد الأوروبي والقارة الأميركية، وتتعاون مع جامعات شهيرة لتحثها على دراستها كحركة لها تأثيرات عالمية معززة بجذور محلية متأصلة.



في 1998 كان لغولن لقاء سعى اليه بابا الفاتيكان الراحل فيما بعد، يوحنا بولس الثاني.

وأحد المعجبين بغولن، هو الكاتب والداعية الاسلامي السعودي عائض القرني، وله فيديو في "يوتيوب" يمتدحه فيه بكلمة ألقاها قبل 3 سنوات، وهو الذي تنشره "العربية.نت" الآن، ومن كلامه المطابق للحقيقة باستثاء خطأ ارتكبه بعمره، فقال ان عمره 85 علما أنه 75 هذا العام، نتعرف أكثر الى فتح الله غولن ومنهج اللطف والرقة الذي يتبعه في الحوار بين الأديان، لذلك يلقى "انفتاحه" ترحيبا في العالم الغربي. الا أنه واجه المتاعب في الداخل التركي.

تلك المتاعب بدأت في منتصف 1999 مع السلطات التركية، بعد حديث تلفزيوني انتقد به ضمنيا مؤسسات الدولة، فاستدعاه المدعي العام للتحقيق، على حد ما قرأت "العربية.نت" في موقع "ويكيبيديا" المعلوماتي، فتدخل رئيس الوزراء آنذاك، الراحل في 2006 بولنت أجاويد، ودعا إلى معالجة الأمور وعدم فتح الموضوع للنقاش بمحطات التلفزيون، ودافع عن غولن ومؤسساته التعليمية، وعلى أثرها اعتذر فتح الله غولن علانية عما قاله في الحديث التلفزيوني، ثم لملم حوائجه وغادر الى الولايات المتحدة وأقام فيها، وبقيت تركيا في باله دائما، يراقب ما يجري فيها عن قرب وهو بعيد.



وفي 1998 سعى الزعيم الروحي السابق ليهود اسرائيل السفارديم الحاخام الياهو بكشي دوروم، ليجتمع اليه أيضا


أما متاعبه مع أردوغان، فاحتدمت أكثر حين اغلاق الحكومة التركية في 2013 لسلسلة مؤسسات تعليمية تديرها "جماعة غولن" ضمن قوانين وتشريعات لإصلاح العملية التعليمية. وفي تبريره لاغلاق تلك المؤسسات "التي يزيد عددها عن 4000 مدرسة حول العالم" قال أردوغان: "الأمر يتعلق بإلغاء نظام تعليم غير شرعي لا يفيد إلا أولاد العائلات الثرية في المدن الكبرى ويقحم الأولاد في منافسة حامية" وفق تعبيره..

وسريعا بدأت حركة احتجاج مناهضة للحكومة في منتصف ذلك العام، ونشرت صحيفة "زمان" الناطقة باسم جماعة كولن افتتاحيات تميل بعض الشيء لدعم موقف المتظاهرين الذين كانوا ينددون بحكومة أردوغان. وعلى الخط نفسه دعا الرئيس آنذاك، عبد الله غول، وكذلك نائب رئيس الوزراء بولنت أرينتش، وكلاهما مقربان من غولن إلى المصالحة، لكن بلا جدوى. ثم بدأوا في تركيا يتحدثون عن اختلافات بين توجهات غولن الفكرية عن أردوغان، برغم أن أردوغان كان أحد تلامذته، لكن يبدو أن طعم السلطة غيّره، وراح يعتبر أن "جماعة غولن" هي دولة ضمن دولة.

لمشاهدة الفديو على الرابط ادناه


http://vid.alarabiya.net/2016/07/15/sofi160716/sofi160716___sofi160716_video.mp4?versionId=Y.8LL9M5YsUG.zA_ndQgrJX7g17_Op2L