هل تعيد تركيا فتح كنيسة "آيا صوفيا" كمسجد بعد 80 عاماً من تحويلها إلى متحف؟

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 10, 2016, 11:52:06 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

هل تعيد تركيا فتح كنيسة "آيا صوفيا" كمسجد بعد 80 عاماً من تحويلها إلى متحف؟   

      
برطلي . نت / متابعة
عنكاوا كوم- إسطنبول- (خاص)

طالب الآلاف من المتدينين المسلمين الأتراك خلال الأسابيع الأخيرة بإعادة فتح أبواب معلم "آيا صوفيا" التاريخي في إسطنبول كمسجد بعد أكثر من 80 عاماً من تحويله إلى متحف.

ووجهت جمعيات أهلية دعوات للتجمع وأداء الصلاة الإسلامية أمام "آيا صوفيا" إحياءً للذكرى الـ563 لدخول الأتراك العثمانيين إلى مدينة القسطنطينية التاريخية، وانتزاعها من أيدي البيزنطيين المسيحيين.

وسبق أن صرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في أيار 2014، عن عزمه إعادة فتح أبواب "آيا صوفيا" للصلاة، بعد تحويله إلى متحف على يد الزعيم التركي الراحل، مصطفى كمال (أتاتورك)، في ثلاثينيات القرن الماضي.

إلا أن محكمةً تركيةً حسمت الأمر بإصدارها حكماً في أيار/مايو 2015، بعدم إعادة فتح "آيا صوفيا" كمسجد، والالتزام بقرار أتاتورك؛ مؤسس الدولة الحديثة، بتحويل "آيا صوفيا" إلى متحف، على غرار الكثير من المعالم الدينية الإسلامية والمسيحية.

ويرى معارضون علمانيون في محاولات إعادة فتح "آيا صوفيا" كمكان للعبادة، خروجاً على مبادئ العلمانية التي أرسى دعائمها أتاتورك.

كما أصدرت الرابطة السريانية لمسيحيي الشرق، في 2014، بياناً يدين تصريحات أردوغان، جاء فيه إن "إعادة تحويل آيا صوفيا إلى مسجد يشكل تحدياً لمشاعر ملايين المسيحيين المشرقيين الذي يتذكرون أن هذه الكنيسة المقدسة ظلت لأكثر من ألف عام مقراً بطريركياً مسكونياً".

واعتبر البيان تصريحات أردوغان "استفزازاً مجانياً للمسيحية المشرقية" متسائلاً "لماذا العودة عن قرار مؤسس الجمهورية التركية الحديثة بعد إهداء آيا صوفيا للبشرية وتحويلها متحفاً".

وقال الناشط السرياني "كورية عبد الأحد" في حديث خاص لـ "عنكاوا كوم" لماذا تصر الحكومة التركية على جرح مشاعر مواطنيها من المسيحيين المشرقيين، في الوقت الذي يجب أن تعمل فيه على تعزيز الوحدة الوطنية، ومعاملة جميع المواطنين على نفس السوية، دون الانحياز لأي فئة، ولو كانت أغلبية".

وخلال الحقبة البيزنطية؛ كانت آيا صوفيا أكبر كنائس إسطنبول، ليحولها السلطان العثماني، محمد الفاتح إلى مسجد، عقب انتزاع القسطنطينية (إسطنبول).

وبين الحين والآخر، تسمح حكومة حزب العدالة والتنمية، ذي الجذور الإسلامية، بممارسة بعض الطقوس الدينية في آيا صوفيا، ما اعتبره علمانيون "تهيئة للرأي العام التركي لتقبل إعادة فتحه كمسجد".

وعمدت رئاسة الشؤون الدينية التركية، في نيسان 2015، إلى إقامة معرض كبير في آيا صوفيا، تحت عنوان "النبي محمد (ص) في ذكرى مولده الـ1444" ضمن فعاليات أسبوع المولد النبوي، افتُتِح بتلاوة آيات من القرآن داخل الجزء الداخلي للمتحف، للمرة الأولى منذ إغلاقه كمسجد.

وشهدت الأعوام الأخيرة إعادة افتتاح بعض المساجد الأثرية وترميمها وإعادة تأهيلها للعبادة بعد عقود من إغلاقها وإهمالها، وتحويل معظمها إلى متاحف أو نوادٍ اجتماعية وحزبية، باتت تعرف باسم "البيوت الشعبية".

وفي ظل غياب الإحصائيات الرسمية حول أعداد دور العبادة المهملة في الأراضي التركية، يقدِّر ناشطون أعدادها بالآلاف؛ موزّعة في عموم البلاد.

وشهدت البلاد منذ استلام حزب العدالة والتنمية حكم تركيا في 2002، بزعامة أردوغان، حركة لبناء المساجد بعد عقود من المنع، بالإضافة إلى إعادة ترميم وفتح المساجد التاريخية.