توافقات تاريخية بشأن تجسد المسيح وانبثاق الروح القدس بين الأنجليكانية والأرثوذكس

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 09, 2015, 11:01:59 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  توافقات تاريخية بشأن تجسد المسيح وانبثاق الروح القدس بين الأنجليكانية والأرثوذكسية الشرقية 


برطلي . نت / متابعة
شمال ويلز (إنجلترا) في 9 أكتوبر/إم سي إن/
تم توقيع اتفاقات تاريخية بين الكنيسة الأنجليكانية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية تساعد في شفاء الانشقاق التاريخي بين المسيحيين.

ويأتي البيان المتفق عليه و الذي تم إعلانه في شمال ويلز هذا الأسبوع من قبل الكنيسة الأنجيليكانية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية ليداوي انقسامًا طال قرونًا بين الكنيسة الأنجليكانية المحتسبة ضمن الكنائس الخلقدونية وبين الكنائس غير الخلقدونية بشأن تجسد المسيح. كما أحرزت اللجنة المشتركة تقدمًا كبيرًا نحو الاتفاق على تفاهمات بشأن الروح القدس دام الانقسام بسببها قرونًا مديدة؛ حيث يجتمع كبار رجال الدين واللاهوتيون من كل من الكنائس التقليدية من كل أرجاء العالم في مكتبة جلادستون في هواردين للانخراط في الحوار اللاهوتي وفي الوقت ذاته يدعمون أواصر التعاون والإيمان المشترك.

وصرح الأنبا بيشوي، مطران دمياط الشريك في رئاسة اللجنة وممثل الكنيسة المصرية، "أن الاتفاق يعالج السبب الذي أدى إلى الانقسام بين الكنائس والذي بدأ في مدينة خلقدونية. كما أن الانقسام تطور بسبب أشياء أخرى عبر تاريخ الانقسام الذي بدأ في القرن الخامس لهذا فإن جدول أعمال الحوار اللاهوتي متخم بموضوعات أخرى يأتي ضمنها موضوع الروح القدس والذي تمت الموافقة المبدئية عليه".

ويعد بيان الإتفاق بين الكنائس إنجازًا عظيمًا لهذا الحوار كما أن العبارات التي استخدمت فيه تعد نصًا لاهوتيًا رائعًا عند اللاهوتيين تمت صياغته في عبارات بسيطة يفهمها الجميع بسهولة.

وقضت لجنة الحوار اللاهوتي أسبوعًا في شمال ويلز زارت فيه كنائس إيبارشية آساف النبي حيث رحب أسقف الإيبارشية جريجوري كاميرون وهو كذلك الرئيس الشريك للجنة الذي صرح بهذه المناسبة قائلاً "إنه لشرف كبير أن أرحب بكم في هذا المبنى الذي شهد العبادة المتواصلة لمدة 800 سنة يوميًا. وهذه العبادة تتماثل إلى حد كبير بالعبادة التي تقيمها الكنائس الشرقية". مؤكدًا "أن الحوار المسكوني قد يكون طويلاً لكن بين طيات هذا الحوار نمارس المحبة المشتركة بين المسيحيين والتي تستدرجنا معًا لنعود إلى الحوارللوصول إلى الفهم المشترك".

وبدأت لجنة الحوار الدولية المشتركة بين الكنائس الأنجليكانية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية اجتماعاتها عام 2001 لتقوية العلاقات بين مختلف الكنائس وللتناقش في المسائل اللاهوتية الهامة مثل طبيعة المسيح التي قسمت الكنائس بعد مجمع خلقدونية عام 451 ميلادية. وتم استئناف الحوار عام 2013 وأحرز الحوار تقدمًا منذ ذلك التاريخ. فضلاً عن أن الحوار كان فرصة للصلاة لأعضاء اللجنة وكذلك مناقشة أحوال الكنائس الأعضاء في الشرق الأوسط لا سيما التي تتعرض لأزمات حادة مثل سوريا والعراق ولبنان ومناطق أخرى.

نيافة المطران بوليكاربوس أوجين أيدين أسقف الكنيسة السريانية الارثوذكسية  في هولاندا شرح أهمية توقيت هذا الاتفاق قائلاً "إنه بسبب الهجرة فإننا نجد أنفسنا جنبًا إلى جنب مع جيراننا حيث كنا في الماضي نتحدث عن كنائس الشرق وكنائس الغرب وهذا لم يعد الحال لهذا يجب أن نتحاور معًا ونتعلم بالحقيقة من بعضنا البعض ونتشارك الكنوز الروحية فيما بيننا".

وقال نيافة الأنبا أنجيلوس أسقف الكنيسة الأرثوذكسية القبطية في إنجلترا "إن العالم الذي نعيشه اليوم هو عالم يحتاج المسيحيين أن يقفوا متحدين. على طاولة الاجتماعات لدينا موضوعات مذابح الأرمن وذكرى الإبادة الجماعية للأرمن، السوريون والعراقيون قد مزقت الحروب بلادهم وشتت شعوبهم، والأقباط الذين استشهدوا في ليبيا في مذبحة مروعة وهو نفس ما حدث أيضًا للإثيوبيين. وهنا في أوروبا توجد معاناة من نوع خاص. نعم إنه وقت من المهم جدًا أن نقف فيه معًا كقادة الكنائس لنعترف بما هو مشترك ونحترم ما هو مختلف".

وأضاف "منذ 15 عامًا ونحن نعمل بدأب معًا لكنني مع الأسف لم أجد نفس هذه الرغبة لدى أناس آخرين حتى إنه صار من المألوف أن نقيم حوارًا معًا لكننا لا نحتفل سويًا ولا نقبل بعضنا البعض كما نحن كأننا نريد أن نضع الآخرين في قالب معين لكي نقبلهم. لذلك أظن أن هذا الحوار يعترف بأنه توجد بيننا اختلافات في التعليم بشأن أمور وموضوعات قد لا يتم حلها أبدًا. هذا هو الواقع لكن نحن لا نحاول أن نكون نسخة في كل شيء إنما نعمل على ما هو مشترك. إن الإتفاق بين عائلتي الكنائس المجتمعين يفتح آفاقًا جديدة ويعد نموذجًا للحوار المسكوني في المستقبل".

وقال الأرشمندريت شاهي أنانيا من الكنيسة الأرثوذكسية الأرمينية الرسولية "إن كل وثيقة مسكونية يتم توقيعها تمر بصعوبات كثيرة ولكن لها امتيازات كثيرة أيضًا. وهذه الوثيقة تعد نموذجًا للحوار المسيحي بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنائس الأرثوذكسية غير الشرقية التي تحتاج إلى استئناف الحوار".

ومن المقرر أن تجتمع لجنة الحوار مجددًا في لبنان في 24-29 أكتوبر 2016 حيث من المتوقع أن يكون الحوار عن الروح القدس.

وعقد مجمع خلقيدونية عام 451 يُعتبر من أهمّ المجامع، إذ نجم عن هذا المجمع انشقاقٌ أدّى إلى ابتعاد الكنائس الشرقيّة (القبطيّة والأرمنيّة والسريانيّة) عن الشراكة مع الكنيستين الرومانيّة والبيزنطيّة. ونتج عن ذلك انشقاقات بين الكنائس الشرقية والغربية.