موعظة القيامة لغبطة البطريرك لويس ساكو

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 05, 2015, 08:32:02 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

موعظة القيامة لغبطة البطريرك لويس ساكو


حدث قيامة المسيح هو من مستوى آخر تمامًا من الرؤية والفهم والتلاقي الشخصي والجماعي الوثيق (مثال توما والجماعة) والعلاقة والفرح. حدث قيامته هو خبرة ايمان وحب وحياة. خبرة هي خارج المنطق البشري، منطق المحسوس والملموس.
ان خبرة الشهود الاوائل- التلاميذ، توجهنا الى التأمل العميق في اهمية علاقة الحب هذه، وقدرتها على فهم سرّ المسيح. هذا التأمل سيساعدنا بقوة على الخروج من خضمّ صعوباتنا الحالية.
اخواتي اخوتي
قيامة المسيح نقطة مركزية حولها يتمحور الماضي والمستقبل. وهنا أركز على أهمية القدرة على قراءة احداثها قراءة نكتشف فيها امكانية القضاء على الاخفاق والموت والتوجه نحو التحرير والخلاص، فيسوع بموته وقيامته يفتح امامنا باب المستقبل.
هذا يتطلب من كل واحد منا ان يقوم بنفسه باتباع طريق التلاميذ الاوائل بعقله وقلبه لكي تكون لنا الحياة باسمه ( يوحنا 20-30)، ومثلما فوجئت المريمات بدحرجة الحجر الكبير من القبر، سنتفاجأ نحن ايضا بدحرجة حجر مأساتنا والمنا وحزننا وخوفنا وقلقنا. على هذا الايمان يتأسس الرجاء السعيد الذي يربطنا بقيامة المسيح وتحقيق وعده لنا.. يجب اتباعه حتى لو قاد ذلك الى الموت. فحسب التلميذ ان يكون مثل معلمه. المحبة الاخوية بيننا هي الطريقة الحقيقية التي يكون بها يسوع حاضرا ممجدا في وسطنا وفي الكنيسة التي تخدم بتواضع ومحبة وسخاء.
ان التضامن العالمي معنا علامة رجاء تشجع على الصمود والبقاء والتواصل. فزيارة الموفد البابوي الخاص للمرة الثانية نيافة الكردينال فرناندو فيلوني تعبير عن تضامن البابا فرنسيس والكنيسة الكاثوليكية معنا، وجلسة مجلس الامن وحضور الدول العديدة في الجلسة المخصصة للمسيحيين والاقليات الاخرى في الشرق الاوسط تعبير قوي عن التضامن معنا. صراحة علينا ان نتحمل مسؤولياتنا ونلعب دورنا ضمن النسيج المتنوع في العراق والمنطقة، لنكون قوة دافعة للسلام والاستقرار والتقدم. الرئيس البارزاني قبل ايام في عيد اكيتو توجه الى المسيحيين قائلا اطلب منكم من جديد الا تفكروا في ترك وطنكم واطمئنكم بتحرير مناطقكم وسوف تعودون مرفوعي الرأس.
البابا فرنسيس أعلن عن سنة مقدسة، سنة رحمة للمسيحيين، حبذا لو ينضم الينا اخوتنا المسلمون في الاعلان عن سنة مقدسة للرحمة والمغفرة والمصالحة على الصعيد الوطني والسياسي والاجتماعي خصوصا ان للرحمة مكانة متميزة في تعليم الاسلام، فالله رحمن رحيم، لنتعلم منه.
كفانا صراعات وحروب مزقت البلد وبلدان المنطقة.. لنتفرغ الى تحقيق السلام والاستقرار ولنعمل من اجل التعليم والصحة واصلاح البنى التحتية وايجاد فرص عمل للشباب العاطلين. لنغفر لبعضنا البعض ونتصالح ونقلب صفحة الماضي وليحترم كل واحد الاخر ولا يستخف به بسبب دينه او مذهبه او لونه او جنسه او قوميته. هذا هو التحرير الحقيقي وهذا سوف يهزم الارهابيين والمتشددين.

قيامة مباركة

رابط الموضوع http://saint-adday.com/permalink/7259.html