بين عقارب الزمن وزمن العقارب/ كاظم فنجان الحمامي

بدء بواسطة jerjesyousif, مارس 19, 2015, 07:19:30 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

jerjesyousif

بين عقارب الزمن وزمن العقارب
كاظم فنجان الحمامي

للأمريكان ودواعشهم سجلات دموية حافلة بالممارسات الحربية الشاذة، وكان لهم قصب السبق من قبل في تعميق مستنقعات الحرب القذرة، بكل ما تحمله من ملوثات همجية مسمومة. لا تخطر على بال الأبالسة.
ولسنا بحاجة هنا إلى تقديم الأدلة الموثقة لتعريف القارئ الكريم بنذالة الأمريكان وخستهم، فقد تعرضت المدن العراقية لحملاتهم التي جلبوا فيها الحيوانات الأفريقية القاتلة، فنشروا أفاعي المامبا السوداء في (ذي قار)، ثم نشروا صغار التماسيح في نهر الفرات وفي الأهوار. ونشروا الضباع المفترسة في البادية الجنوبية. فالأسلحة الحيوانية والجرثومية من أشهر أدوات الإبادة البشرية في قاموس البنتاغون.
حتى جاء اليوم الذي أقدمت فيه الدواعش الأمريكية على قصف سكان المدن المنكوبة بقنابر العقارب القاتلة، وهي عبارة عن أوعية طينية أو خزفية محاطة بثقوب منخلية صغيرة، وبداخلها عشرات العقارب. لجأ إليها مرتزقة أمريكا من الدواعش ومرتكبي الفواحش كسلاح بدائي جديد لنشر الرعب بين سكان القرى.
المثير للدهشة أن تلك العقارب تتميز بقوتها، وبقدرتها على تحمل الصدمات حتى لو تم إطلاقها لبضعة كيلومترات، وما أن تسقط تلك العبوات الخزفية على الأرض حتى تبدأ الآلاف منها بالزحف في كل الاتجاهات لتثير الرعب والفزع في قلوب الناس.
تقول الصحف الغربية: أن بعض تلك العقارب سامة، لكن الغالبية العظمى منها تهدف إلى خلق الرعب والفزع في نفوس المواطنين فحسب، حيث تطلق بصفة أساسية في المناطق المأهولة بالسكان.
تؤكد المصادر التاريخية أنها ليست المرة الأولى التي يًستخدم فيها هذا السلاح في العراق، إذ تشير تلك المصادر إلى العقارب المحنطة في قدور، والتي أطلقها سكان (الحضر) في نينوى، أيام حكم الملك (عبد سميا) ابن الملك (سنطروق الأول) عام 198م، للدفاع عن أنفسهم من الغزاة الرومان. بيد أن العقارب التي يطلقها الدواعش الآن لا تشبه العقارب العراقية القديمة، ويبدو أنها خضعت للتكاثر والتناسل في مختبرات وحاضنات متخصصة لهذه الغاية الإجرامية، ثم تمت تعبئتها في عبوات طينية أو خزفية أو زجاجية، لتنفلق داخل التجمعات السكانية.
لا فرق بين الدواعش والعقارب، فالغدر والمكر واللدغ واللسعات السامة من خصالهم، ومن طباعهم السيئة التي جبلوا عليها. ويكاد يكون لون العقارب الأسود هو اللون المطابق للباس الدواعش وراياتهم. فسمومهم تلفح الوجوه، وتاريخهم مثل خرقة بالية لا يستر عورة ولا يحمي بدناً.
مما يؤسف له أن عقارب الزمن عادت بنا مرة أخرى إلى زمن العقارب، لكنها كانت هذه المرة عقارب مريبة حاقدة. من صنع أعداء العراق وأعداء لإنسانية. فإن عَادَتِ العقارب عُدْنَا لَهَا وكَانَتِ (النَّعْلُ) لَهَا حَاضِرَة. بمعنى أن العقارب لن تجرؤ على الظهور ما دامت النعل العراقية موجودة.



وردني بالايميل من الاخ كاتب المقال مشكورا في 2015/3/19/ جرجيس يوسف